
كيفية التخلص من عقدة المقارنة في مكان العمل وتجنبها تماما
المقارنة في مكان العمل من أصعب الأمور التي تواجه أي شخص في الشركة التي يعمل بها، حيث تسرق المقارنة التركيز في العمل ذاته، بل تسلبكم مسيرتكم المهنية أيضًا، وحتى لو لم تتمكنوا من تمييز ذلك بالنظر إليها، فإن معظم الناس يعانون من المقارنات.
وهناك طريقة صحية للتوقف عن مقارنة نفسك بمن حولك والتقدم في مسيرتك المهنية بتوتر وقلق أقل بكثير، حيث إن كل شيء يبدأ بتحديد فخاخ المقارنة التي تقع فيها.
ما هو فخ المقارنة في مكان العمل؟

إن تحديد مسارك المهني وتخطيطه، والتفاوض على زيادات الراتب، وإثبات جدارتك في الترقيات، كلها أمورٌ شاقة، لكن إذا بدأتِ بمقارنة مسارك المهني بمسار أصدقائك أو زملائك في العمل، فأنتِ تُهيئين نفسك للفشل، حيث إن المقارنة في مكان العمل بداية انتهاء العمل الخاص بكِ.

على سبيل المثال، امرأة في أول وظيفة لها بعد التخرج، كانت على وشك الخضوع للتقييم السنوي. كانت تعلم أن زميلًا لها في العمل، وهو أيضًا صديق لها، قد طلب مؤخرًا زيادة كبيرة في الراتب وحصل عليها، وخلال التقييم، عندما عرض عليها مديرها زيادة أقل، ذكرت زيادة زميلها وطلبت نفس المبلغ. لم يكن لديها أي سبب يدفعها للحصول على زيادة أكبر، سوى أن هذه هي الزيادة التي حصلت عليها صديقتها، ورفض مديرها، وهي أصبحت غير سعيدة في العمل، وتراجع أداؤها، وفي النهاية طُردت، كانت زميلتها تعمل في الشركة منذ فترة أطول، وحصلت مؤخرًا على جائزة مرموقة.
أنواع فخاخ المقارنة
الموهبة: لا تقارني موهبتك بموهبة غيرك! لكلٍّ منا مواهب فريدة، ولا يمكنك أن تفعلي ما خُلِق من أجله، ولا يستطيع هو أيضًا أن يفعل ما خُلِقتِ من أجله.

الخط الزمني: لكلٍّ منا أسلوبه الخاص، وقد يكتشف بعضنا شغفه الحقيقي في وقت متأخر من حياته، لذلك لا تقارني نفسك بشخصٍ عمل في مجالك لفترة أطول، أو بشخصٍ بدأ للتو ويبدو أنه تجاوزك في النجاح، حيث إن هناك مجالٌ للجميع للنجاح.
الموارد: أحيانًا، يتطلب السعي وراء وظيفة أحلامك قدرًا معينًا من الموارد المالية، سواءً كانت تكلفة العودة إلى الدراسة، أو إكمال برنامج تدريبي، أو بدء مشروع جديد، لذلك لا تحزني إذا لم تكوني تتمتعين بنفس مستوى الاستقرار المالي الذي يتمتع به غيرك، حيث لا يزال بإمكانك السعي وراء حلمك؛ قد يستغرق الأمر وقتًا أطول من شخصٍ لديه موارد أكثر، وهذا أمرٌ طبيعي.

القصة: لدى بعض الأشخاص قصة رائعة وملهمة عن كيفية وصولهم إلى ما هم عليه اليوم، والبعض الآخر لا يفخر بالضرورة بأصوله.، وقد يشعر البعض الآخر بأنهم لا يتمتعون بنفس القدر من السلطة أو التميز في مجالهم لأنهم لا يعتقدون أن قصتهم الشخصية/رحلتهم المهنية كانت مثيرة للاهتمام، لذلك مهما كانت قصتك، فهي قصتك، وقد أوصلتك إلى ما أنت عليه اليوم.
كيف تُضرّين المقارنة بمسيرتك المهنية؟

ولأن المقارنة في مكان العمل ليست أمرًا جيدًا، دعونا نلقي نظرة فاحصة على بعض الطرق التي قد تُعيقك وتُعيق الآخرين في مكان العمل.
- إنها مضيعة للوقت. ماذا لو، بدلًا من قضاء الوقت في مقارنة نفسك بمن حولك أو على وسائل التواصل الاجتماعي، استخدمتي وقتك بطريقة أكثر إنتاجية - مثل إحراز تقدم نحو أهدافك أو تحسين مجال تحتاج إلى العمل عليه؟ كم من العمل الإضافي يُمكنك إنجازه؟
- إنها تُخلق بيئة سامة. حتى لو لم تُصرّحي بذلك صراحةً، فإن المقارنة تُولّد استياءً بين زملاء العمل (وأحيانًا بين عضو الفريق وقائده)، ويتراكم هذا الاستياء ويُمكن أن يؤثر على الأداء الوظيفي وأخلاقيات العمل والثقة، بالإضافة إلى ذلك، تُفسد مزاج الجميع في المكتب - خاصةً إذا اقترنت بالنميمة.
- إنها تُقلّل من تقديرك لذاتك. لم يحصل أحدٌ قط على دفعة من الثقة بعد مُقارنة نفسه بشخص آخر، حتى لو كنتِ تستخدمين المقارنة كطريقة للشعور بالتفوق، فإن هذا النوع من المقارنات متجذر في انعدام الأمان، لذا فإن الشعور بالتفوق لن يدوم طويلًا على أي حال.
كيف تتوقف عن مقارنة نفسك بالآخرين في العمل

من السهل قول "توقفي عن مقارنة نفسك بالآخرين"، ولكن كيف تتوقفي فعليًا عن مقارنة نفسك بالآخرين في مكان العمل؟ قد تصبح المقارنة عادة سيئة يصعب التخلص منها. ولكن هناك طرق جيدة إليكِ أبرزها:
-
قيّمي أداءك الشخصي، وليس أداء الآخرين
الشخص الوحيد الذي يجب أن تقارن نفسك به هو أنت بالأمس، لذلك يفي أي وقت تشعرين فيه بأنك تغرق في دوامة المقارنة، حوّلي التركيز عن الشخص الآخر وركزيه على نفسك.
-
تذكري رؤيتك
إن الرؤية الواضحة لمن وأين تريد أن تكون تُحفّزك على مواصلة التقدم، وإذا لم تُفكّري في هذه الرؤية مُنذ فترة، أو لم تُحدّديها بدقة من الأساس، فالآن هو الوقت المُناسب.
ويجب أن تنسي مشاكلك الحالية، ونكساتك، ونقائصك، ووجّهي نظرك نحوها، واستمرس في العمل نحوها، خطوةً بخطوة، يومًا بيوم، وبالتالي كل هذه المُقارنات ستتلاشى مع اقترابك أكثر فأكثر من حلمك.