مديرة تكنولوجيا المعلومات في "أمازون السعودية" جيهان على الله

مديرة تكنولوجيا المعلومات في "أمازون السعودية" جيهان على الله لـ"هي": تمكين المرأة يبدأ من الدفاع عن مكتسباتها وإنجازاتها في بيئة العمل

هل ترددت يوماً في الاحتفال بإنجازاتك في العمل، أو التعبير عن مخاوفك بالتحدث مع مديرك، أو مشاركة تطلعاتك؟ هذه المواقف تتطلب اتقان الدفاع عن الذات. على الرغم من تكرار الفرص المتاحة أمام المرأة، إلا أن الدراسات تشير بأن 41٪ من النساء لا يدافعن عن أنفسهن. لإلقاء الضوء على هذا الموضوع، كان لنا لقاء مع جيهان على الله، مديرة تكنولوجيا المعلومات في أمازون السعودية، تناولنا فيه كيف يجب أن تفخر المرأة بإنجازاتها في العمل، وكيف توفر شركات مثل أمازون فرصاً متساوية تتيح للمرأة الوصول إلى الفرص والموارد والحصول على التقدير الذي تستحقه.

كيف يساعد الدفاع عن الذات المرأة في حياتها المهنية؟
الدفاع عن الذات في العمل أمر في غاية الأهمية لتمكين المرأة من التقدم الوظيفي. كنساء، نواجه العديد من العوائق عندما نحاول الدفاع عن أنفسنا، سواء كان ذلك خوفاً من إطلاق الأحكام علينا، أو لتجنب الوقوع ضمن صور نمطية مجتمعية، أو لتفادي المواجهة. يعتبر الدفاع عن الذات أمراً ضرورياً لمواجهة هذه التحديات، ورفع مستوى الوعي، واستثمار هذه المواقف للوصول إلى بيئة عمل تتيح للمرأة تحقيق أهدافها، تماماً كما ساعدتني بيئة العمل والمبادئ الشمولية في أمازون. 

تتبنى بيئة العمل في أمازون نهجاً يشجع أن يكون الدفاع عن الذات أمراً أساسياً في حياتنا اليومية. لدينا مجموعة من الورش المخصصة لتمكين المرأة، ما يتيح لنا الحديث علناً عن إنجازاتنا. ونظمت مؤخراً إحدى هذه الأنشطة لفريقي، وشعرت بالسعادة لمشاهدة التغييرات الإيجابية نتيجة المشاركة في هذه الورشة. 

ما الذي يمكن للشركات القيام به لتوفير المزيد من فرص العمل للنساء، والاحتفاظ بهن في القوى العاملة، وتسريع تقدمهن للوصول إلى المناصب القيادية؟
حققت الشركات في المملكة تقدماً  ملحوظاً في السنوات الأخيرة فيما يتعلق بالمساواة بين الجنسين، مسترشدة بالاستراتيجيات الوطنية لخلق بيئة عمل جاذبة. وتسهم التوجيهات الحكومية مثل ضمان عدم التمييز في الأجور على أساس الجنس، كما أقرتها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية، بدور محوري في جذب المرأة إلى القوى العاملة وتشجيع تقدمها ونجاحها. ومن الضروري أن تقوم الشركات بتنفيذ سياسات ملائمة، كساعات العمل المرنة والدوام الجزئي لمساعدة النساء على تعزيز التوازن بين الحياة العملية والشخصية. كما أن برامج الإرشاد والتدريب، وفرق القيادة المتنوعة، وفرص التواصل، تشكل عوامل مهمة لتقدم المرأة، حيث شاهدت بنفسي الأثر الإيجابي لهذه الإجراءات في زيادة الرضا الوظيفي واحتفاظ المرأة بعملها في أمازون، كما تحرص الشركة على تعزيز بيئة داعمة للآباء والأمهات لتحقيق حياة مستقرة في مكان العمل والبيت.

حدثينا عن مسيرتك المهنية وكيف تمكنت من التقدم للوصول إلى هذا المنصب؟ وما الذي يثير اهتمامك أكثر في هذا المنصب؟
تحرص أمازون على توفير فرص التدريب والتعلم المستمر، ما انعكس إيجاباً على أدائي. بدأت في أمازون كمديرة لتكنولوجيا المعلومات، مع التركيز على سوق المملكة، وسرعان ما أحرزت التقدم للإشراف على مشاريع التنوع والإنصاف والشمول في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. وتم اختياري لأكون من بين السفراء المميزين للمساهمة في رفع مستوى تصميم وتنفيذ فرص التطوع والمبادرات التي تخدم المجتمع في المملكة. ثقافة العمل في أمازون التي تحفز على التعلم المستمر والتغيير الإيجابي، تشكل مصدر إلهام لي، وتوفر لي فرصاً للاستفادة من التقنيات الناشئة، وإيجاد حلول للتحديات، وتعزيز الكفاءة في مختلف عمليات الشركة، وتحسين التجربة الكلية للعملاء.

من أكثر الجوانب المتميزة في مسيرتي تتمثّل في إتاحة الفرصة لي لمساعدة فريق العمل على اكتساب مهارات جديدة والنجاح المهني. خلال عامي الثاني في أمازون، تم تشجيعي على توسيع نطاق تركيزي ليشمل الإشراف على مشاريع التنوع والإنصاف والشمولية ومشاركة الموظفين ضمن قسم حلول تكنولوجيا العمليات في أمازون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ما مكننّي من تعزيز بيئة العمل التي ترتكز على التنوع والشمولية، وتضمن أن يشعر الجميع بالتقدير والتمكين. وتحرص إدارة أمازون على الاستماع إلى الآراء والتشجيع على أخذ زمام المبادرة والتحلي بالمسؤولية، وقد استفدت من هذا النهج على المستوى الشخصي. 
 
حققت المملكة تقدماً في زيادة مشاركة المرأة في القوى العاملة. ما أثر ذلك على النساء السعوديات؟
تعتبر المرأة جزءاً أساسياً من تحقيق الأهداف الطموحة لرؤية 2030، والتي تمثل التزاماً ثابتاً من القيادة الحكيمة للمملكة لجذب المزيد من النساء إلى القطاعين العام والخاص وتمكيننا جميعاً من النجاح والوصول إلى مناصب قيادية، والمساهمة في النمو الاقتصادي للمملكة. نشهد حالياً نتائج مذهلة، مع ارتفاع نسبة مشاركة المرأة في القوى العاملة لتصل إلى نسبة 64% خلال عامين فقط. لا شك أن إطلاق إمكانات المواطنات السعوديات يعتبر مفتاحاً لتسريع رحلة المملكة نحو مستقبل مستدام ومزدهر. 

في يوم المرأة العالمي، ما رسالتك للنساء؟
يُعد يوم المرأة العالمي مناسبة لإلقاء الضوء على إنجازات المرأة، وقدرتها على إلهام غيرها لإحداث التغيير. لكل منّا دور للمشاركة في بناء مجتمع أكثر شمولاً وإنصافاً، تتوفر فيه البيئة المواتية للمرأة للنجاح. رسالتي للمرأة بأن عليها الاعتزاز بذاتها ومواصلة السعي، وعدم السماح لأي شخص بالتقليل من شأنها.