رئيسة الاستحواذ في نتفليكس نهى الطيب لـ "هي": صانعات الأفلام في العالم العربي يحتجن إلى المزيد من الرعاية والدعم الفني

رئيسة الاستحواذ في نتفليكس نهى الطيب لـ "هي": صانعات الأفلام في العالم العربي يحتجن إلى المزيد من الرعاية والدعم الفني

سابين الحايك

في السنوات الأخيرة، بدا الاتجاه لدعم المحتوى النسائي سواء بعرض أعمال تتناول قصص نسائية ملهمة، أو بدعم صانعات الدراما من مؤلفات ومخرجات وغيرهنّ وإثبات وجودهنّ أكثر وضوحاً.

ولعل أهم هؤلاء الداعمين شبكة نتفليكس، التي أعلنت عن برنامج تدريبي لدعم صانعات الأفلام في العالم العربي ومساعدتهنّ لمواجهة التحديات التي يتعرضن لها على مستوى العالم وإيجاد حلول لهنّ، وتعزيز دورهنّ في مجال السينما لتمكين جيل جديد من المواهب والشخصيات الإبداعية على سرد قصصهنّ بأصواتهنّ.

"سيدات في السينما: مقدمة في العملية الإبداعية" هو عنوان البرنامج التدريبي الذي سيوفرّ رؤى قيّمة في عالم صناعة الأفلام اليوم، وهو مصمّم ليتناسب وصانعات الأفلام الحاصلات على درجة علمية في دراسات الأفلام والاهتمام بالسينما في الإمارات، السعودية، الكويت، مصر والأردن.

كان لنا هذا الحوار مع رئيسة الاستحواذ وترخيص المحتوى لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا وتركيا في نتفليكس Netflix نهى الطيب التي أعربت عن حماسها لرفع أصوات النساء خلف الكاميرا، الذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بتنمية المواهب النسائية الشابة في المنطقة، اللواتي يشكلنّ ثروة من المواهب العربية الواعدة. تابعي الحوار أدناه.

هل يمكننا معرفة المزيد عن مبادرة نتفليكس وبرنامجها لتعزيز دور المرأة خلف الكاميرا في العالم العربي وتدريب صانعات أفلام صاعدات؟

أطلقت نتفليكس بالتعاون مع الصندوق العربي للثقافة والفنون (آفاق) برنامجاً تدريبياً لاستقطاب المواهب النسائية الناشئة وتعريفهن بعملية صناعة الأفلام الإبداعية والأدوار المختلفة التي يمكن أن تؤديها المرأة خلف الكاميرا.

تقدّم مبادرة "سيدات في السينما: مقدمة في العملية الإبداعية" أفكاراً ورؤىً قيّمة في صناعة الأفلام المعاصرة، وتستهدف الخريجات الجدد في تخصص الدراسات السينمائية المهتمات بالعمل في مجال السينما والتلفزيون، والمقيمات في مصر والأردن والمملكة العربية السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة. وسيتم اختيار 45 امرأة للمشاركة في البرنامج الذي يشمل سلسلة من ورش العمل التي تُثري معارفهن في مجال صناعة السينما، وتصقل مهارتهن في كتابة النصوص والعملية الإبداعية في صناعة الأفلام، وذلك تحت إشراف كوكبة من صانعات الأفلام في العالم العربي، مما سيسهم في تطوير موهبتهن وتقديم السرد القصصي كخيار مهني متاح أمام الجيل التالي من النساء العربيات.

ينعقد البرنامج على مدار ثلاثة أيام، بدءاً من شهر نوفمبر المقبل، ويتضمن ورش عمل في مُدن القاهرة ودبي وجدة. وسيتيح لجميع المشاركات فرصة فريدة للسفر إلى مركز نتفليكس الإنتاجي في أوروبا مطلع العام المقبل.

كيف يسهم "صندوق نتفليكس لدعم المواهب الإبداعية" في تعزيز حضور المرأة في القطاع؟

يهدف "صندوق نتفليكس لدعم المواهب الإبداعية" إلى توفير فرص جديدة للفئات المجتمعية الأقل تمثيلًا في قطاع الترفيه، وينشط في العالم العربي في دعم صوت النساء المُلهمات من صانعات الأفلام العربيات وصقل مواهبهن من خلال مبادرات "لأنها أبدعت".

كما أبرمت نتفليكس العام الماضي شراكة مع الصندوق العربي للثقافة والفنون لتقديم منحة لمرة واحدة بقيمة 250،000 دولار أمريكي من "صندوق نتفليكس لدعم المواهب الإبداعية" لدعم المُنتِجات والمُخرِجات في العالم العربي، وقدّم الصندوق دعمه أيضاً لبرنامج الكتابة "لأنها أبدعت في مصر"، حيث تعاونت نتفليكس ومركز كتابة السيناريوهات في مصر "سرد" لتدريب 22 سيدة من المناطق الأقل تمثيلًا على الكتابة الإبداعية. ونجحت 13 سيدة من البرنامج بتحويل قصصهن القصيرة التي قدمنها في المرحلة الأولى إلى سيناريوهات، تم عرضها على خبراء ومتخصصين بمن فيهم مريم نعوم والدكتور كريم شناوي ومحمد حفظي. وتُعد مبادرة "سيدات في السينما: مقدمة في العملية الإبداعية" الأحدث من نوعها في هذا المجال.

تسعى مبادرة نتفليكس إلى دعم صوت صانعات الأفلام العربيات. ما هي أبرز المعوقات أو العقبات التي تواجه المرأة في مجال الترفيه والسينما في الوطن العربي؟

لدى صانعات الأفلام قصصاً جميلة ومتطورة وغنيّة بالتفاصيل لترويها، قصصٌ قادرة على إحداث تأثير على الناس في العالم العربي وفي جميع أنحاء العالم، حيث كانت النساء العربيات يروين هذه القصص منذ عقود طويلة، ولكننا اليوم بحاجة إلى بذل المزيد من الجهود لدعم هذه الأصوات وتعزيز وصولها. كذلك نحتاج إلى المزيد من القصص الرائعة عن النساء، والمزيد من الكُتّاب الذكور والإناث، من أجل إعداد شخصيات نسائية قوية في عالم السينما. ونلاحظ اليوم ندرةً في النصوص المكتوبة من قبل شخصيات نسائية، مع هيمنة الشخصيات الذكورية على مشهد السينما العربية، لذلك لا بد من توافر شخصيات موهوبة ومبدعة تكون على دراية بالسرديات والقصص التي يختارون المشاركة فيها، ونتطلع إلى تصوير أفضل وأكثر واقعية للمرأة في الأفلام.

إن الشراكات البنّاءة، مثل تلك التي نسجناها مع الصندوق العربي للثقافة والفنون (آفاق)، تُسهم على نحو كبير في دعم الفئات الأقل تمثيلًا ومنحها الشعور بأن صوتها مسموع. وتحتاج النساء في المنطقة إلى هذا النوع من الرعاية والدعم الفني لتتطور وتكون على قدم المساواة، وتمضي قدماً في اغتنام فرص النمو. ونعتقد أن منح النساء الفرصة للتطور الإبداعي والمهني، سيسهم بالتأكيد في إلهامهن لتحقيق النجاح في هذه الصناعة، والنظر جدياً في اتخاذ خيار مهني واعد في هذا المجال.

ونعتقد أن الحاجة مُلحة، على المدى الطويل، لمزيد من النساء المُبدعات لتبوء مناصب رئيسية في صنع القرار، والإسهام في تغيير النظرة حول اختيارات المشروع والتمويل والتمثيل وتبني لغة جديدة يمكن أن يكون لها تأثير فاعل على الواقع.

هذه ليست المرة الأولى التي تطلق فيها نتفليكس مبادرات لدعم المخرجات العربيات
هذه ليست المرة الأولى التي تطلق فيها نتفليكس مبادرات لدعم المخرجات العربيات

من هُنّ صانعات الأفلام العربيات اللواتي سيشاركن في البرنامج؟

يهدف البرنامج إلى استقطاب المُخرِجات الصاعدات اللواتي تخرجنّ حديثًا من دراسات السينما أو التلفزيون، والمهتمات بصناعة الأفلام، المقيمات في مصر والأردن والمملكة العربية السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة. وسيتم اختيار 45 سيدة للمشاركة في البرنامج، والمبادرة مفتوحة للنساء المرشحات اللاتي تتراوح أعمارهن بين 21 و27 عاماً. والتسجيل في البرنامج مفتوح على موقع الصندوق العربي للثقافة والفنون (آفاقوالموعد النهائي للتقديم هو 8 سبتمبر. وستقوم لجنة تحكيم خارجية بمراجعة الطلبات، وإخطار المُرشحات المقبولات في 17 أكتوبر.

هل هناك فرق بين الأفلام التي يصنعها الرجال وتلك التي تصنعها النساء؟

نحن لا ننظر إلى الموضوع من هذه الزاوية، ولا نحكم على الأفلام على أنها من صنع الرجال أو النساء، بل نعتقد أن القصص يجب أن تكون صادقة وأصيلة، ولكي يتحقق ذلك، لا بد أن تُروى بواسطة أشخاص قادرين على التحدث عنها انطلاقًا من تجاربهم. وهذا لا يعني أن الرجل لا يمكنه سرد قصة عن امرأة أو العكس، ما نعنيه هو أننا بحاجة إلى مجموعة متنوعة من الأصوات لتقديم وجهات نظر جديدة ومتعددة ومفصّلة، وهذا سيؤدي في نهاية المطاف إلى إثراء أكبر في قطاع الترفيه، وبالتالي يعود بالفائدة علينا جميعاً.