
الدعم النفسي بين الزوجين ضرورة وليس رفاهية.. كيف يتحقق؟
في كل يوم يمر على الزوجين، ومع طول فترة الزواج، تبرز أهمية الدعم النفسي كعنصر جوهري في تقوية الروابط بينهما. فالعلاقات الصحية هي تلك التي يلعب فيها الدعم النفسي دورًا كبيرًا في تحقيق نجاحها، لأنها تقوم على معنى واضح وصريح، ألا وهو المشاركة الوجدانية التي تتضمن تقديم المساعدة للشريك في الأزمات، وفهم مشاعره، والإنصات إليه بدقة، ليغوص في الفضفضة التي تُعد من أبرز أساليب الدعم النفسي بين الزوجين.
في هذا المقال، "هي" تسلط الضوء على أهمية الدعم النفسي بين الأزواج كأحد أساسيات استقرار الحياة الزوجية، وتحقيق نجاحها. تابعوا معي إفادة "داليا شيحة" خبيرة العلاقات الزوجية والأسرية عن أهمية الدعم النفسي بين الزوجين

ما هي أهمية الدعم النفسي بين الزوجين خلال الأوقات الصعبة؟
تقول داليا شيحة، "العلاقة الزوجية هي رباط عاطفي وروحي، ونفسي وجسدي وديني أيضًا، هي الرباط المقدس الذي يقوم عليه الزواج الذي يعد بمثابة السكن والطمأنينة وليس إشباعًا للغريزة فقط. يعد الدعم النفسي بين الزوجين أحد أهم متطلبات الزواج الناجح المستقر."
وتعود أهمية الدعم النفسي بين الزوجين خلال الأزمات كما يلي
-
تعزيز التواصل والتفاهم
تبادل الدعم النفسي بين الزوجين يعزز من التواصل والتفاهم في ما بينهما، حيث تزيد قدرتهما على التعبير عن أفكارهما ومشاعرهما ومخاوفهما دون خوف من الحكم عليهما أو الرفض. من شأن ذلك خلق مساحة آمنة لكلاهما، ومن ثم بناء الثقة وتعزيز التعاطف فيما بينهما.
-
يعزز الترابط العاطفي
في لحظات الألم والتعب، يصبح الشريك الداعم هو الملاذ الآمن لشريكه. وتبادل الدعم النفسي في ما بين الزوجين يزيد من قوة الرابط العاطفي بينهما، ويعمق شعور الحب والامتنان.
-
توفير الراحة والسكينة في الأوقات الصعبة
لا تبقى الحياة على وتيرة واحدة، التقلب سمة أساسية فيها، ولذلك يجب تقبل تقلبات الحياة لامتلاك القدرة على تخطي اللحظات الصعبة. يمكن لوجود شريك مخلص ومتفاهم أن يُحدث فرقًا كبيرًا. سواء كان الأمر يتعلق بالتعامل مع فقد عمل أو خسارة مالية، أو أي من الضغوطات والأزمات الحياتية المختلفة. هنا تتجلى أهمية الدعم النفسي بين الزوجين، الذي يعمل على توفير الراحة والسكينة في الأوقات العصيبة.
-
تعزيز الصحة النفسية والرفاهية
ما أجمل أن يكون شريكك داعمًا!، وما أعمق تأثير ذلك على صحتك النفسية ورفاهيتك العامة. فعندما يشعر الشريك بالدعم النفسي، يقل لديه هرمون التوتر ( الكورتيزون)، ويزيد هرمون الترابط أي (هرمون الحب)، ويحدث توطيد في العلاقة بين الزوجين، ومن ثم تعزيز الصحة النفسية.
-
تحقيق استقرار الزواج
البيت الذي يسوده الدعم والتفاهم، يعد بمثابة بيئة صحية للزوجين والأبناء على حد سواء. إذ ينعكس الدعم النفسي بين الزوجين على الأسرة ككل، ويحقق شعورها بالأمان والاستقرار، ومن ثم تحقيق استقرار الزواج.
-
يزيد من القدرة على المواجهة
الدعم النفسي المتبادل بين الزوجين يمنحهما القوة والطاقة لتخطي المشكلات دون الانهيار أو الانفصال، لأنه يزيد الحافز لديهما على المواجهة، وبذل الوقت والجهد للقضاء على المشكلات التي قد تهدد حياتهما معًا.

ما هي أشكال الدعم النفسي بين الزوجين في الأوقات الصعبة؟
الدعم النفسي بين الزوجين يتحقق بتبادل المساندة العاطفية والمعنوية بين الزوجين، سواء في أوقات التوتر، الحزن، القلق، أو الفقد أو المرض أو في ظل الأزمات المالية. يتحقق هذا الدعم، بانصات بالغ، وعناق دافئ، ومشاركة كل من الزوجين الكثير من التفاصيل الحنونة الرقيقة التي لها أن تأخد بيدهما في الأوقات الصعبة.
وبشكل عام، وبحسب شيحة، توجد خطوات عملية تساعد على بناء علاقة قوية زوجية وطيدة وناجحة ومستقرة، علاقة لا تهتز مع تقلبات الحياة، وهذه الخطوات هي:
-
الانصات البالغ
الإنصات البالغ هو أحد أهم أشكال الدعم النفسي ببين الزوجين، ويتحقق ذلك من خلال ما يلي:
- التركيز على لغة الجسد ونبرة الصوت.
- تفهّم ما وراء الكلام من مشاعر أو ألم.
- التفاعل بلطف وتعاطف.
- منح الطرف الذي يتكلم شعورًا بالأمان والاحترام لحثه على الفضفضة لتحقيق شعوره براحة نفسية عميقة.
-
تجنب الاستخفاف بالمشاعر
حتى لو بدت المشكلة صغيرة في نظرك، يجب تذكر أن الأهم هو تقدير تأثيرها على شريك الحياة. لذا، لا يجب التقليل من حجم معاناة الشريك بل يجب تفهمها والتخفيف عنه.
-
اللمسات الحنونة والعناق الدافئ
الدعم النفسي بين الزوجين قد يتحقق من لمسة حنونة أو عناق دافئ بعيدًا عن العلاقة الخاصة، أحيانًا كل ما يحتاجه الشريك وقت الأزمة أن يشعر بوجود شريك بجانبه يمده بالعطف ويغمره بالحنان.
-
التحفيز والمدح
التحفيز والمدح شكل آخر من أشكال الدعم النفسي بين الزوجين، لذا يجب الاعتماد عليهما للتخفيف من وطأة الوقت الصعب أو الأزمة التي يمر بها الشريك.

ما هي الأمور التي تمنع تحقيق الدعم النفسي بين الزوجين؟
تشير الدراسات إلى أن الأزواج الذين يتبادلون الدعم النفسي في ما بينهم بانتظام، غالبا ما يكونون أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب والقلق، كما أنهم يتمتعون بصحة نفسية أفضل، فضلًا عن تحسين جودة النوم ما يعزز من الصحة العامة وليس الصحة النفسية فقط.
تقول داليا شيحة، أنه وعلى الرغم من أهمية الدعم النفسي، إلا أن بعض الأزواج يعجزون عن تقديمه لبعضهما البعض، الأمور التالية أحد أهم الأسباب التي تقف وراء ذلك:
- قلة الوعي العاطفي، وجمود المشاعر، أحيانًا لا يستطيع الشريك التعاطف أو التعبير عن المشاعر.
- كثرة الضغوط الحياتية، والانشغال بتوفير الاحتياجات الأساسية.
- رواسب الخلافات التي تتسبب في وجود تراكمات تحول دون تبادل الدعم النفسي بين الزوجين.
- فقدان الانسجام يحول دون تحقيق الدعم النفسي بسبب انعدام الشعور بالآخر.
ما هو أثر الدعم النفسي بين الزوجين على الصحة النفسية؟
تشير الدراسات إلى أن الأزواج الذين يتبادلون الدعم النفسي في ما بينهم بانتظام، غالبا ما يكونون أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب والقلق، كما أنهم يتمتعون بصحة نفسية أفضل، فضلًا عن تحسين جودة النوم ما يعزز من الصحة العام وليس الصحة النفسية فقط.
خلاصة القول:
إن غياب الدعم النفسي يُشعر الشريك بالوحدة في وجود شريكه، في المقابل تبقى قوة العلاقة الزوجية مرهونة بتحقق الدعم النفسي بين الزوجين في جميع الأوقات، وفي مختلف المواقف، وبخاصة في حظات الألم والانكسار، بباعتبباره اللبنة الأساسية في بناء علاقة زوجية مستقرة مغلفة بالسكينة والحب.
تذكروا: الدعم النفسي بين الزوجين يتحقق بالطبطبة، واللمسات الحنونة، والعناق الدافئ، والكلام الطيب الذي يقوم على المدح والتحفيز.
مع تمنياتي لجميع الأزواج بحياة زوجية سعيدة ومستقرة،،،