الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية ولكي يتحقق ذلك بين الزوجين يجب عليهما الالتزام بأداب الحوار بينهما

لا يفسد للود قضية ولكن .. آداب الاختلاف في الرأي بين الزوجين وكيفية إقامة حوار هادف وبناء بينهما

ريهام كامل
7 يناير 2024

لسنا مطالبين جميعًا بأن تتشابه آرائنا، لأن الاختلاف في الرأي سمة أساسية تميز كل منا عن الآخر، كما أنه يعد أساسًا قويًا للتفاعل البشري، وعليه من الطبيعي جدًا أن يكون هناك اختلافات في الرأي بين كل من الزوجين، بل أنه من المنطقي أن يحدث ذلك، ولكن المشكلة لا تكمن في الاختلاف في الرأي لأنه لا يفسد للود قضية، ولكنها تكمن في طريقة الاختلاف، وكيفية إدارته بطريقة لا تساهم في تشويه القيم الراسخة التي يجب أن تسود في العلاقة بين الزوجين. لأن الحفاظ عليها يكفل حياة زوجية ناجحة هادئة ومستقرة.

من أجل ذلك ولكي لا يفسد الود بين الزوجين لابد أن يكونا على وعي بآداب الاختلاف في الرأي وكيفية إدارة الحوار بينهما بطريقة سليمة تحفظ احترام كل منهما للآخر، فما هي هذه الأداب وكيف يمكن إقامة حوار بناء وسليم بينهما؟

الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية وليتحقق ذلك على الزوجين الموضوعية والانصات بدقة لبعضهما البعض

أداب الاختلاف في الرأي بين الزوجين

ليست المشكلة في الاختلاف في الرأي، ولكن في الطريقة التي يتم بها التعبير عن الرأي الآخر المعارض، ولذلك ولتفادي إفساد الود والعلاقة بين الزوجين يجب عليهما الإلتزام بالأداب التالية:

عدم المقاطعة أثناء الحديث

يجب على الزوجين تجنب مقاطعة كل منهما للآخر عند حديثه، ومنحه الفرصة كاملة للتعبير عن رأيه بحرية وبصراحة شديدة تجنبًا للتعرض للتوتر والارتباك لأن ذلك يتسبب في خلق مشاحنات داخلية بينهما لا تهدأ أبدًا، وعليه يجب تجنب المقاطعة أثناء الحديث.

الانصات بعناية

الصمت وعدم المقاطعة أثناء حديث الزوجين مع بعضهما البعض أمور ليست كافية لكي لا يفسد الاختلاف في الرأي الود بينهما، وإنما يجب عليهما الانصات جيدًا أثناء حديث الآخر، والتمعن فيه بدقة، لأن في ذلك احترام شديد له ولكل كلمة ينطق بها أثناء حديثه، كما أنه أمر يشعر الطرف المتحدث بالأمان لأن هناك من يصبر عليه ويحسن الاستماع إليه وينصت إليه بدقة متناهية تجعله يشعر بالهدوء والاستقرار النفسي.

تجنب الإصرار على الرأي

تقوم الحياة الزوجية على التفاهم كونه أحد أهم المبادئ الأساسية التي تعزز من نجاح العلاقة بين الزوجين، ويتحقق التفاهم مع تجنب كل من الزوجين الإصرار على الرأي الذي يحول دون هدوء العلاقة، ويجعلهما عرضة لمواجهة تحديات صعبة أخطرها العناد المصاحب للإصرار على الرأي، كما أن هناك تأثيرات سلبية عميقة، ولذلك يجب على الزوجين تجنب الإصرار على الرأي كأحد الآداب التي يجب التمسك بها في حال اختلاف الرأي في ما بينهما.

تجنب النقد اللاذع

يجب على الزوجين تجنب النقد اللاذع لأنه يهدم ولا يبني، يربك كل من الزوجين، ويسبب توتر الحديث بينهما، ومن ثم توتر العلاقة، والأخطر من ذلك أنه يبعد بين الزوجين، ويخلق فجوة عميقة بينهما قد لا يكون بمقدورهما سدها مرة أخرى، وخصوصًا مع استمرارية تبادل النقد اللاذع الهادم، لذلك وللحفاظ على الود بين الزوجين باعتباره أهم الأمور التي تربط بينهما يجب أن يكون النقد بناء وأن يكون بلطف بالغ وبما يعود بالنفع على حياتهما الزوجية.

التعبير عن الرأي دون هجوم

الهجوم على الرأي الآخر يعد من الأمور السلبية التي لها أن تؤثر بشكل كبير على العلاقة بين الزوجين ولذلك يجب على كل منهما الانتباه للطريقة التي يعبر بها عن رأيه، مع تجنب مهاجمة الرأي الآخر، ومحاولة توصيل وجهة النظر المختلفة بطريقة لطيفة ومحترمة للطرف الآخر.

والآن وتحقيقًا لتفاهم وود يدوم بين الزوجين إلى الأبد كيف يمكن إقامة حوار هادف وبناء بينهما؟

الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية بين الزوجين فقط عند تقبل الرأي الآخر والنقد بلطف وتبادل أطراف الحديث بود

مقومات بناء حوار هادف وبناء بين الزوجين

لبناء حوار هادف وبناء بين الزوجين يجب الالتزام بتطبيق النصائح الضرورية التالية:

  • تحديد الموضوع الذي سيتم تبادل أطراف الحديث عنه قبل البدء بإقامة الحوار.
  • الحرص على عدم تشعب الموضوعات والالتزام بالنهج الذي تم اعتماده في الحوار.
  • أن تكون لغة الحوار واضحة وصريحة وشفافة.
  • احترام الرأي الآخر وفهمه بعمق وفهم أبعاده جيدًا.
  • الموضوعية في إبداء الرأي وتجنب التحيز.
  • إدارة الحوار باحترافية مع تجاهل أي عقبات تدور دون استكماله بنفس الطريقة.
  • الحذر من الانفعال والعصبية أثناء تبادل أطراف الحديث.
  • المرونة في قبول الرأي المخالف والاستماع بفعالية للرأي الآخر.
  • تعميم المصلحة العامة على المصلحة الخاصة بمعنى أن يتم اعتماد الرأي السديد الذي يفيد الحياة الزوجية ويحقق استقرارها ونجاحها.

وختامًا يجب أن يعلم كل من الزوجين أن الاختلاف في الرأي في ما بينهما لا يفسد علاقتهما طالما بات مصحوبًا باحترام كل منهما للآخر، وبالانصات بدقة، والهدوء الذي يحقق الفهم الفعال الدقيق لما يلقى على المسامع، وبالنظر إلى الرأي المخالف بموضوعية، بالسيطرة على أي سلوك يحاول دون نهاية مفيدة ومجزية للحوار.

والآن يُسعدنا أن تشاركونا الرأي، مع الأخذ في الاعتبار أن الاختلاف في الرأي لا يُفسد للود قضية، هل من الممكن أن يُفسد الاختلاف في الرأي العلاقة بين الزوجين؟، وكيف يمكن تقبل الرأي المخالف؟، وما هي مقومات بناء حوار هادف وبناء بين الزوجين؟

مع تمنياتي لكل زوجين بعلاقة هادئة ومستقرة وحياة زوجية سعيدة وناجحة للأبد،،،