بناء علاقة عاطفية ناجحة بين الرجل والمرأة يتوقف على صدق المشاعر وتبادليتها

عندما يلتقي المريخ والزهرة .. نصائح الخبراء لبناء علاقة عاطفية ناجحة بين الرجل والمرأة

ريهام كامل
4 يناير 2024

لتكون العلاقة العاطفية بين الرجل والمرأة بعد الارتباط ناجحة وسليمة يجب أن تتوافر عدة عوامل هامة من بينها، صدق المشاعر، ووجود حافز بداخل كل منهما على الاستمرارية معًا في علاقة حب سليمة، وتوافر الجهد المبذول من كل منهما من أجل تحقيق سلامة العلاقة من خلال تعزيز التفاهم بينهما وسط اختلافاتهما العميقة، وهو عمل جبار لا يمكن الاستهانة به، لأن تحقيق التفاهم يعد أحد أهم الأمور التي تتطلب وعيًا فائقًا بصميم علاقة الرجل بالمرأة وكيفية ايجاد الطريقة المثلى لتحقيق التناغم والانسجام بينهما بما يحقق علاقة عاطفية ناجحة.

ما هي سيكولوجية العلاقة بين الرجل والمرأة؟

"الرجال من المريخ والمرأة من الزهرة" جميعنا نعلم هذه المقولة التي ترددت بعد نشر كتاب بنفس العنوان، وفيها إشارة إلى الاختلافات العميقة الموجودة في سيكولوجية العلاقة بين الرجل والمرأة، إذ أن كل من الرجال والنساء لا يفهمون بعضهم البعض بالطريقة التي تحقق الانسجام من الوهلة الأولى، فالرجال لا يهتمون بالعاطفة كثيرًا مثل النساء اللاتي يبحثن عن الشغف في العلاقات، وينظرن إلى العلاقة العاطفية بنظرة أخرى تعتمد على العاطفة والروماسنية بقدر كبير.

ولأهمية هذا الموضوع وللوصول إلى طريقة مثلى تحقق بداية سليمة لعلاقة عاطفية ناجحة بين الرجل والمرأة، يسعدني أن أنقل لكم عبر السطور التالية، سيكولوجية العلاقة بين الرجل والمرأة ومراحلها المختلفة من خلال خلاصة آراء الأطباء النفسيين المشهورين في هذا المجال.

رغم الاختلافات بين الرجل والمرأة إلا أن احتمالات قيام علاقة عاطفية ناجحة وقوية كبيرة جداً وخصوصًأ مع وجود الحب الحقيقي

اختلاف الاحتياجات بين الرجل والمرأة

بحسب رأي خبراء علم النفس، تختلف احتياجات الرجل عن احتياجات المرأة، على سبيل المثال وليس الحصر، يختلف تعامل الرجل مع مشكلة ما عن تعامل المرأة معها، فالرجل يحب أن يفكر منفردًا وبطريقة أولية في محاولة لايجاد حل للمشكلة التي تشغل فكره، وإذا لم يجد حلًا لها سارع باللجوء إلى حلها بالتشاور مع من يثق برأيه، أما المرأة تتمثل احتياجاتها عند الوقوع في مشكلة ما إلى من ينصت إليها باهتمام في حين أن الرجل يشعر أنها بحاجة إلى الحل فقط، ومن هنا يحدث سوء الفهم بينهما.

ولذلك ولبناء علاقة عاطفية ناجحة بين كل من الرجل والمرأة يجب أن يكون كل منهما على علم بالاحتياجات الأساسية لهما، وذلك لتكون ملامح العلاقة بينهما واضحة ومحددة، بالإضافة إلى محاولة كل منهما فهم الآخر والبحث في أعماقه لأن كل جهد مبذول في سبيل تحقيق سلامة ونجاح علاقتهما لن يضيع هباء أبدًا.

طبيعة الرجل  

قد يخفي الرجل مشاعره عن المحيطين به وبقدر استطاعته، وقد يحاول جاهدًا التظاهر بالاستغناء عن الحب، ولذلك يعمد إلى إبقاء مسافة آمنة بينه وبين المرأة التي يميل وينجذب إليها بقوة، ولكنه يخشى من المسؤولية والالتزام في البداية، وخصوصًا إذا كانت المرأة من النساء المتطلبات اللاتي يكون من الصعب إرضائهن، لأن بعض الرجال يشعرون بالذنب حيال عدم قدرتهم على القيام بالمسؤولية كاملة لسد احتياجات المرأة سواء في الحب أو غير ذلك من المسؤوليات الأخرى.

العاطفة منطق المرأة الذي لا يتغير

ما إن تحب المرأة إلا وتحيط حبيبها أو الرجل الذي قررت ربط حياتها به بكل الرعاية والحب، وتمنحه العطف والحنان وأكثر، هكذا هي عاطفة المرأة التي تغلف كل أفعالها تجاه من تحبه وتحرص على قربه، والجميل أن المرأة تتعامل بفطرتها وعواطفها الجياشة التي خُلقت عليها، وهو منطقها الذي لا يتغير أبدًا، وهو نفس المنطق الذي قد يجعل الرجل يشعر بالذنب في العلاقة في بعض الأحيان وخصوصًا إذا لم يكن لديه ما يمنحه لها مقابل كل هذا العطاء والحب والعطف والرعاية.

ولذلك تنشأ فكرة معينة بداخل كل إمرأة عن الرجال، وهي أنهم غيرين جديرين بالحب، وأنهم لا يصلحون للعلاقات طويلة الأجل لأنهم سرعان ما يشعرون بالملل، ولذلك تتشكل بعض الآراء التي قد تكون قاسية بعض الشيء على الرجل مثل أنه أناني أو جامد المشاعر، وهي أمور من الخطأ إلصاقها بالرجل بوجه عام.

كما أن بعض الرجال يهابون الحب ويشعرون بأنه نقطة ضعفهم الوحيدة، ولذلك تحدث محاربة أولية لتلك المشاعر في البداية ولكن سلطان الحب أقوى وهو الذي سينتصر لا محالة ولكن كيف تكون البداية، وما هي مراحل العلاقة بين الرجل القادم من المريخ والمرأة القادمة من الزهرة، وكيف يمكن تحقيق الانسجام بينهما؟

مراحل العلاقة بين الرجل والمرأة

أي علاقة عاطفية تربط بين رجل وامرأة تمر بالمراحل التالية، وهي:

الوقوع في الحب

تتميز مرحلة الوقوع في الحب أنها قصيرة ورومانسية وحالمة، وبها كثير من المشاعر الجميلة الدافئة التي تسعد كل من الرجل والمرأة فكما يقولون للبدايات حلاوة لا يمكن تعويضها. وفي هذه المرحلة وبعد إلتقاء كل من الرجل والمرأة، وبعد تبادل المشاعر والشعور بالانجذاب والميل إلى بعضهما البعض يزيد عمق العلاقة، وتتزايد المشاعر المرهفة وتظهر حلاوة الحب، ويصبح الحبيب هو المسيطر الأول على فكر وقلب حبيبه، والأمر هنا لا يتوقف على نبض القلب بوتيرة معينة عند رؤية الحبيب أو الحديث معه فقط لأن منبعه الأساسي هو الهرمونات التي تؤثر بشكل كبير على إدراك الواقع، وتساهم في تعزيز نشاط الدماغ.

وعلى الرغم من قصر عمر هذه المرحلة التي قد تصل حتى عام ونصف عام بحسب آراء علم النفس، إلا أنها تعد مرحلة اشراقة الحب وتذوق حلاوته بعدها تأتي المرحلة التالية وهي مرحلة الشبع حيث هدوء اللهفة واستقرار المشاعر.

الشبع العاطفي

في هذه المرحلة يبدأ النزول إلى أرض الواقع، وتهدأ العاطفة ويحدث انخراطًا طبيعيًا في أمور وتفاصيل حياتية مهمة، مع الاحتفاظ باهتمام كل منهما بالآخر ولكن ليس بنفس الكم الذي كان موجودًا بالأمس في مرحلة الوقوع في الحب حيث توهج المشاعر ووجود اللهفة والأشواق وسيطرتهما على وجدان كل من الرجل والمرأة.

وتحدث هذه المرحلة مع التفكير في اهتمامات أساسية أخرى في الحياة، وما يهم أن يكون هناك موازنة بين الاهتمام بالحياة العاطفية بين الرجل والمرأة وبين ما عليهما من أعباء ومسؤوليات تجاه حياتهما ككل.

الرفض ( اكتشاف العيوب)

بمجرد الوقوع في الحب تُحجب العيوب فكما يقولون "مرآة الحب عمياء"، وهذه المرحلة هي مرحلة اكتشاف العيوب بعد الاحتكاك المباشر بين الرجل والمرأة في تفاصيل عديدة، والحقيقة أنها مرحلة خطيرة نوعًا ما لأن الأمر يتوقف على مدى قبول كل طرف لعيوب الآخر، والنتيجة لا يمكن تعميمها، فبعض العلاقات تستمر لأن مشاعر الحب فيها مشاعر حقيقية، ولأنه توجد رغبة لكل من الرجل والمرأة بالاستمرار في العلاقة في حين أنه قد تنكسر بعض العلاقات الأخرى لعدم وجود مشاعر حب حقيقية، ولعدم تمتع كل منهما بالصبر والحكمة.

التسامح

بعد الاحتكاك وكشف العيوب وحدوث الأخطاء وتقبلها والتعامل معها تأتي مرحلة التسامح، وهي أهم مرحلة من مراحل العلاقة بين الرجل والمرأة، ففيها يتم تعلم كيفية قبول الموقف كما هو، والتركيز على مميزات الشريك، بمعنى عدم قيام كل من الرجل والمرأة بالتركيز على عيوبهما واهمالها والتركيز على الأمور الجميلة التي تجمع بينهما، وعلى المميزات التي تميز علاقة كل منهما بالآخر، بجانب الموضوعية في الحكم على الشريك بمعنى أن ينظر الرجل إلى مميزات المرأة إلى جانب العيوب، وقيام المرأة بنفس الفعل مع الرجل.

وتوجد نصيحة مهمة من الخبراء هنا، وهي أنه يجب تجنب تغيير الشريك، وقبوله كما هو، وتفخيم المميزات وتصغير العيوب، وخصوصًا إذا كانت المميزات أهم وأكثر قيمة بين الرجل والمرأة.

الخدمة

مع تطور العلاقة بين الرجل والمرأة ومع فرضية وجود التسامح بعمق في العلاقة بينهما يصبح كل منهما في خدمة الآخر، وذلك من خلال معلومية كل منهما لما عليه من أعباء وما له من حقوق، وتميز هذه المرحلة بالفرح والسعادة والاستقرار العاطفي بسبب اهتمام كل منهما بالآخر، وبسبب حب كل منهما للمسؤوليات التي تقع على عاتقه، وقبولها لتفاصيل الحياة التي تجمعه بشريكه.

التبادلية

في هذه المرحلة ولتنجح العلاقة العاطفية بين الرجل والمرأة، يجب أن تكون العلاقة تبادلية، بمعنى أن تكون المشاعر الحلوة والاحترام والتقدير والثقة وتقديم التنازلات أمر تبادلي بين كل منهما.

الحب الحقيقي

مع التطور السليم للمشاعر الحلوة التي جمعت بين الرجل والمرأة وبعد المرور بكل المراحل السابقة معًا يصبح  كل منهما مصدرًا للفرح والسعادة، وهنا تصل المرحلة إلى مستوى أعمق من الحب والترابط هي مرحلة الحب الحقيقي الذي يُغلف بالأفعال الطيبة والمشاعر الدافئة الصادقة.

بناء علاقة عاطفية ناجحة بين الرجل والمرأة يحتاج إلى وجود الحافز وبذل الجهد

مقومات بناء علاقة عاطفية ناجحة بين الرجل والمرأة

تتعدد مقومات بناء العلاقة العاطفية الناجحة بين الرجل والمرأة ما يلي:

  • تعزيز التفاهم.
  • توافر الثفة.
  • التناغم والانسجام.
  • توطيد العلاقة بالصداقة.
  • التراحم.
  • الاحترام والتقدير.
  • التعبير عن المشاعر.
  • الأفعال التي تؤكد صدق المشاعر.
  • الالتزام بالمسؤولية.
  • الاهتمام.
  • الانصات.
  • ابتكار طرق جديدة للتواصل.
  • اعتماد تغييرات دورية بهدف محاربة الملل وكسر الروتين.
  • التفاني في العطاء.
  • تبادل التضحيات.

وختامًا، تشمل العلاقة العاطفية الناجحة بين الرجل والمرأة المزج بين الحب والرومانسية وبين الجدية والمسؤولية، فلكل مقال مقام كما يقال، بمعنى أنه لا يجب أن يغيب الحب الرومانسي بمعناه العميق عن حياتهما بعد الارتباط، وفي نفس الوقت يجب أن لا ينعزلا عن الواقع بما فيه من متطلبات أساسية تضمن استمرار الحياة بينهما بطريقة سليمة وناجحة.

والآن يُسعدنا أن تشاركونا الرأي .. كيف يمكن بناء علاقة عاطفية ناجحة بين الرجل والمرأة؟

مع تمنياتي لكل الأحبة بعلاقة عاطفية ناجحة وسليمة،،،

  • مرجع بعض آراء خبراء علم النفس .. موقع .. relationsarea