تسبب المشاحنات والتراكمات زيادة تكرار الخلافات الزوجية

تكرار الخلافات الزوجية.. متى نقصد المستشار الزوجي

ريهام كامل
8 فبراير 2023

الحياة الزوجية الهادئة حلم يداعب عقول وقلوب الأزواج والزوجات على حد سواء، والعش الهادئ مقصدهم جميعاً، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهيه السفن، وتصبح الحياة الزوجية على صفيح ساخن بين ليلة وضحاها، والسبب في ذلك، تكرار الخلافات الزوجية، وعدم إيجاد حلاً مناسباً لها لانعدام تكرارها مرة أخرى.

وتكرار الخلافات الزوجية من الأمور شديدة السلبية في تأثيرها على العلاقة بين الزوجين، لأنها ترهقهما باستمرار وتحول دون شعورهما بالسلام النفسي والطمأنينة وراحة البال، ولذلك تتدهور العلاقة بينهما وتحدث فجوة كبيرة تحتاج إلى مستشار علاقات زوجية وأسرية، تُرى ما هي أسباب تكرار الخلافات الزوجية، ومتى نقصد المستشار الزوجي؟

عدم إيجاد حلاً جذرياً للمشكلة بين الزوجين يزيد من حدوث تكرار الخلافات الزوجية

أسباب تكرار الخلافات الزوجية

تقول داليا شيحة مستشارة زوجية وأسرية بدبي، أن حدوث الخلافات الزوجية يعد أمراً طبيعياً، ولكن تكرار حدوثها واستمراريتها من الأمور غير الطبيعية التي تستدعي معرفة الأسباب للتغلب عليها، ولذلك يجب على الزوجين معرفة الأسباب التي تقف وراء تكرار الخلافات الزوجية حتى يمكنهم السيطرة عليها، كما يجب عليهم عدم الاستهانة بها وبتأثيراتها المروعة على علاقة كل منهما بالآخر، ومصير حياتهما معاً.

وعن أسباب تكرار الخلافات الزوجية ذكرت داليا شيحة الأسباب التالية :

عدم حل المشكلة مخل الخلاف بشكل جذري

الخلافات الزوجية مثل المرض تماماً، ولذلك لا تحتاج إلى مسكنات الألم إنما تحتاج إلى حلول جذرية تضمن عدم تكرارها مرة أخرى، ولذلك ومن أسباب تكرار الخلافات الزوجية، عدم حل المشكلة محل الخلاف بشكل نهائي، والاكتفاء بحل مؤقت للخروج من الأزمة الحالية، والحقيقة أن ذلك يزيد من فرصة تكرار المشاكل والخلافات بين الزوجين، ولذلك من الأفضل التركيز في إيجاد حلول جذرية للمشكلة.

التراكمات والمشاحنات

تسبب التراكمات والمشاحنات بين الزوجين تكرار الخلافات الزوجية لأتفه الأسباب، ولذلك يجب على الزوجين تجنب التراكمات لأنها تخلق مشاحنة كبيرة بداخل كل منهما، هذه المشاحنة تعمل على زيادة الحافز على الشجار لأي سبب، كما يجب على الزوجين التخلص من رواسبها أول بأول لإقامة علاقة صحية خالية من المنازعات والشجار.

انعدام التفاهم بين الزوجين

يؤدي إنعدام التفاهم بين الزوجين إلى تكرار الخلافات الزوجية، لأنه لا يوجد تفاهم بينهما، كما أن التمسك بالرأي والإصرار عليه يحول دون تحقيق التفاهم بين الزوجين، وجميعها أمور تؤدي إلى تكرار المشاكل والخلافات بينهما.

انعدام الاحترام

يعد انعدام الاحترام بين الزوجين أحد أهم أسباب تكرار الخلاف الزوجي، ويشمل ذلك عدم احترام الرأي، وعدم احترام القرار، وقيام كل من الزوجين أو أحدهما بأفعال تقلل من شأن الطرف الآخر، وهي أمور تخلق بيئة سيئة تحفز على حدوث الخلاف بين الزوجين.

التذمر الدائم

تقول شيحة أن تزمر الزوج أو الزوجة الدائم من أهم الأسباب التي تقف وراء تكرار الخلافات بين الزوجين، ولذلك يجب على الزوج معرفة الأسباب التي تقف وراء تذمر الزوجة للتغلب عليها، كما يجب على الزوجة أيضاً معرفة الأسباب التي تجعل زوجها دائم التتذمر، لمحاولة تجنبها.

المبالغة في نقد الشريك

نقد شريك الحياة من أهم أسباب تكرار الخلافات الزوجية، لأن النقد يكون دائماً ومستمراً، ومن الطبيعي أن يتكرر حدوث الخلافات الزوجية معه، ولذلك يتعين على الطرفين تجنب نقد الشريك لخلق بيئة صحية خالية من النقد والسخرية، ويغلب عليها الراحة والتفاهم.

انعدام القناعة

"القناعة كنز لا يفنى"، لأنها تعنى الرضا وقبول المتاح، ولذلك يحدث الشجار الزوجي وتتكرر الخلافات الزوجية مع انعدام قناعة الزوج أو الزوجة بما هو متاح لهما، ومع عدم تقبل ما لديهما من نعم، وهنا تكمن الخطورة، لأنه لا يمكن أن تهدأ الحياة الزوجية وتستقر بدون قناعة كل منهما.

رفض التنازلات

يتطلب هدوء الحياة الزوجية تقديم بعض التنازلات أحياناً، ورفض أي من الطرفين لذلك يسبب الخلافات الزوجية، ويسمح بتكرارها واستمراريتها، ولذلك يجب على الزوجين تقديم التنازلات المناسبة للقضاء على الخلافات بين، ولضمان عدم تكرارها مرة أخرى.

تدخلات الآخرين

ومن أسباب تكرار الخلافات الزوجية أيضاً، تدخلات الآخرين التي تزيد الموقف اشتعالاً وتحول دون حل الخلافات، لأن فرصة حل الخلافات الزوجية بين الزوجين فقط تكون أكبر بكثير من حلها مع تدخل الأهل أو الأصدقاء أو الأقارب، لأنه بتدخلهم تتشعب المشاكل وتزيد حدة الخلافات.

ضياع الحميمية ومشاكل العلاقة الحميمة

قالت شيحة أن ضياع الحميمة بين الزوجين، وتجنب الحديث عن مشاكل العلاقة الحميمة من أسباب الخلافات المتكررة التي قد لا ينتبه إليها كل من الطرفين، لأنهما لا يريدان الحديث عن هذا الأمر رغم أهميته، ولذلك يصبح كل منهما بمثابة قنبلة موقوتة في وجه الآخر.

 

كيف يمكن التغلب على الخلافات الزوجية لانعدام تكرارها؟

ذكرت شيحة عدة نصائح مهمة لمنع تكرار الخلافات الزوجية، وهذه النصائح هي:

  1. تعزيز التفاهم بين الزوجين وذلك من خلال عقد نقاشات بناءة، وتجنب الإصرار على الرأي، واحترام الرأي الآخر.
  2. القضاء على المشكلة نهائياً وبشكل جذري بهدوء لضمان عدم تكرارها مرة أخرى في صورة خلافات متكررة.
  3. التحلي بالصبر والقناعة.
  4. معرفة الحقوق والواجبات واهتمام كل طرف بمراعاتها.
  5. تعزيز التواصل بين الزوجين لتعميق أواصر المحبة ولإذابة أي خلاف بينهم، والتغلب عليه بالمودة والرحمة.
  6. عدم السماح بتدخلات الآخرين إلا في الحالات التي تستدعي ذلك حقاً.
  7. استشارة مستشاري العلاقات الزوجية مع ضرورة اختيار المستشار المناسب الذي يحوذ على ثقتهما، والذي يتمتع بنزاهة عالية ومكانة مرموقة في مجاله.

متى يجب على الزوجين استشارة المستشار الزوجي لمنع تكرار الخلافات الزوجية

متى يقصد الزوجان مستشاري العلاقات الزوجية والأسرية؟

قالت شيحة أنه يجب على الزوجين استشارة خبراء العلاقات الزوجية والأسرية في حال تعذر حل الخلاف والصلح بينهما، وإذا وجد كل منهما استحالة في حل الخلافات المتراكمة، وذلك من أجل إيجاد طرقاً فعالة لمنع تكرار الخلافات الزوجية، ومن أجل التغلب على المشاحنات المتراكنة لدى كل منهما.

كما أشارت شيحة إلى أنه يجب على الزوجين عدم الانتظار حتى يزيد عمق الفجوة والخلاف بينهما، إذا يجب استشارة المختص فور حدوث المشكلة وعجزهما عن المواجهة منذ البداية، مشيرة إلى خطورة الاعتقادات السائدة في مجتمعاتنا العربية، والتي ترى أنه من الخزي لجوء كل من الزوجين للمختصين في المشاكل التي تعتري مسيرة الحياة الزوجية، وخصوصاً المشاكل الجنسية، مشددة على خطورة هذه الاعتقادات على مصير الحياة الزوجية والأطفال أيضاً.

وتعود أهمية قصد المستشار الزوجي إلى ما يلي:

  1. فهم أسباب المشكلة وشرحها للزوجين بعد الاستماع إلى كل منهما.
  2. إيجاد حلول للمشلكة والتوصية بها.
  3. متابعة وتقييم حل المشكلة بالحلول المقترحة.
  4. التقريب بين الزوجين بعد فهم احتياجات كل منهما للآخر.
  5. البحث عن راحة كل من الطرفين من خلال الانصات لكل منهما على حدة لتفهم ما يعانيه بالضبط.

وأخيراً، يسعدنا أن تشاركونا الرأي، ما هي أسباب تكرار الخلافات الزوجية، ومتى نقصد مستشار العلاقات الزوجية والأسرية؟، ومن ترونه أكثر إقبالاً على استشارة المختصين النساء أم الرجال؟