الشريك المثالي .. حقيقة أم خيال وما هي أهم صفاته؟
الشريك المثالي، هل يوجد حقاً شريكاً مثالياً أم أنه لا يجب البحث عن المثالية عند الإرتباط بشريك الحياة، على اعتبار أن لكل من الطرفين عيوبه ومميزاته، وأن العلاقة تنشأ بينهما على هذا الأساس، وأنه لا يوجد إمرأة كاملة أو رجلاً كاملاً؟ وإذا كان الشريك المثالي موجوداً في الحياة، فما هي صفاته؟، وما هي احتياجاته التي يجب على شريك حياته الاهتمام بمعرفتها؟
الشريك المثالي حقيقة أم خيال؟
تتوقف حقيقة الشريك المثالي على مفهوم المثالية، فقد يكون المقصود بها التميز والإنفراد في كثير من الأمور إن لم يكن جميعها، وقد يقصد بها الملائمة، بمعنى أن الشريك المثالي قد يكون هو الشريك الأقرب والأنسب لشريكه بما يحمله من صفات طيبة عديدة تجعله مثالياً في المجمل.
والحقيقة أنه لا يوجد شريكاً مثالياً كاملاً لأن العيوب تعترينا جميعاً، ولأن الأخطاء أمر وارد في جميع البشر.
ولكن وعلى فرض أن الشريك المثالي هو الشريك الذي تفوق مميزاته عيوبه، وأنه هو الشريك الذي يكون ملائماً لشريكه ولمتطلباته، فما هي صفات الشريك المثالي، وما هي أكثر الأمور التي تميزه، وما هي احتياجاته؟
صفات الشريك المثالي
ينفرد الشريك المثالي بعدة صفات حميدة تتضح في طباعه، وفي تعاملاته مع شريك حياته، ومن صفات الشريك المثالي التي تساعده على التميز والإنفراد في كثير من الأمور ما يلي:
- الطيبة الزائدة .. الشريك المثالي شريكاً طيباً ورقيقاً بشكل لافت، وبسبب طيبته الزائدة يكون مثالياً فيها.
- الإخلاص .. الشريك المثالي شريكاً مخلصاً ووفياً لشريكه.
- الحنان .. الشريك المثالي شريكاً حنوناً وقادراً على احتواء شريكه.
- الحكمة .. الشريك المثالي شريكاً عاقلاً يتصف بالحكمة ولذلك يكون تفكيره منطقياً وموضوعياً، ولذلك تكون قراراته سليمة.
- الصدق .. الشريك المثالي شريكاً صادقاً وواضحاً للغاية.
- الأمانة .. الشريك المثالي شريكاً أميناً على شريك حياته وفي كل تعاملاته.
- الإستقامة .. الشريك المثالي شريكاً مستقيماً في علاقته بشريك حياته.
وهذه ليست الصفات الوحيدة التي تميز الشريك المثالي عن غيره، لأنها وبناء على الصفات التي يتمناه الشريك في شريكه، قد تزيد عن هذه الصفات.
أمور يتمناه الشريك في الشريك المثالي الذي يبحث عنه
إضافة إلى الصدق والأمانة والاخلاص والاستقامة والحنان والطيبة، والعديد من الصفات الحميدة التي يتمتع بها الشريك المثالي، توجد صفات وأمور عديدة يتمناها الشريك في شريكه المثالي الذي يراه بعيونه هو، ومن هذه الأمور ما يلي:
الاهتمام
الشريك المثالي هو الشريك الذي يتقن الاهتمام بشريكه، ويشعره بذلك في كل صغيرة وكبيرة في حياته، ويحرص على الإلمام بكل الأمور التي يمر بها ليكون مستعداً بالدعم والمساندة لشريكه في أي وقت، وهو ما يتمناه الشريك في شريك حياته.
قوة الملاحظة
الشريك المثالي هو الشريك الموجود بكل جوارحه وعواطفه مع شريكه، شريكاً يتمتع بقوة الملاحظة التي تمكنه من الحضور بقوة في كل المواقف التي يمر بها شريك حياته.
كما أن قوة الملاحظة التي يتمتع بها تمكنه من ملاحظة التغييرات التي تطرأ على شريك حياته سواء كانت جيدة فيمدحها ويدعمها، أو غير جيدة فيكون أقرب الأقربين إلى شريكه، ليساعده على التخلص منه، والظهور بما يليق به.
المسؤولية
الشريك المثالي هو الشريك القادر على تحمل المسؤولية كاملة دون كلل أو ملل، وعلى مواجهة المواقف الحياتية المختلفة بحكمة بالغة، وبعزم شديد يمكنه من اتمامها على أكمل وجه.
الإنسجام
الشريك المثالي هو الشريك القادر على تحقيق التفاهم بينه وبين شريك حياته، بطريقة إيجابية وفعالة تساهم في تحقيق الإنسجام مع شريكه، وهي أمور مهمة تحقق استقرار علاقته بشريك حياته.
القدرة على مواجهة الأزمات
يملك الشريك المثالي قدرة فائقة على مواجهة الأزمات التي قد تعترض مسيرة الحياة الزوجية في أي وقت، وذلك لحكمته وموضوعيته، التي تمكنه من ابتكار حلول تساهم في التغلب على الأزمات، والحفاظ على الحياة الزوجية، وهي أمر يتمناه الشريك في شريك حياته.
استيعاب طباع الشريك
الشريك المثالي قادر بكل ما يتمتع به من صفات على استيعاب طباع شريك حياته، واحتوائها، لتفهمها وتحديد الطريقة الأمثل في التعامل معها، وهذا الأمر تحديداً يجعله قريباً جداً من شريك حياته بالدرجة التي تُسهل عليهما مواجهة الحياة بحلوها ومرها.
ماذا يحتاج الشريك المثالي من شريك حياته؟
ليس عدلاً أن يكون الشريك المثالي المرسل الوحيد في العلاقة، ولذلك يجب أن يكون مستقبلاً أيضاً، بمعنى أنه يجب أن يجد ما يستحقه في العلاقة ليحدث التوازن الذي يحقق نجاح الحياة الزوجية، ولذلك يجب الانتباه إلى احتياجات الشريك المثالي، والتي من أهمها ما يلي:
التقدير
أول ما يحتاج إليه الشريك المثالي من شريك حياته، التقدير، لأنه يكون بحاجة إلى تقديره بالطريقة التي يستحقها لما يقوم به من جهود مثمرة في العلاقة، وكذلك تقدير كل الصفات الطيبة التي يتمتع بها، وحرصه الشديد على شريكه، وعلى مصير الحياة معه.
الحب
يجب أن يحظى الشريك المثالي على الحب بكل معانيه الدافئة العميقة، والحب هنا يجب أن يكون بنفس الطريقة التي يعبر بها عن حبه ومشاعره لشريكه، وهي الأفعال، لأن كل أفعاله يجب أن تدل على حبه لشريك حياته، وفي كلامه، وفي نظراته، وفي احترامه، ليشعر بالسعادة التي يسعى لتحقيقها دائماً لشريكه.
الاهتمام
يحتاج الشريك المثالي إلى اهتمام شريك حياته به، وبما يحب وما يكره، وباحتياجاته، والاهتمام بمشاركته ما يحب، والاهتمام بكل صغيرة وكبيرة في حياته، كون الاهتمام دلالة حب يجب أن يشعر بها ويلمسها ليتأكد من حب شريك حياته له.
الاحتواء
الاحتواء من أهم احتياجات الشريك المثالي، لأنه وبكل ما يتمتع به من صفات تجعله يبدو قوياً في عيون شريكاً إلا أنه بحاجة إلى الاحتواء، احتواء طباعه، واحتواء مشاعره، واحتواء صمته، واحتواء كلامه، واحتواءه في كل المواقف الحياتية التي يمر بها.
الإخلاص
الاخلاص للشريك المثالي حق أصيل يجب أن يحصل عليه بعد كل جهوده في تحقيق سعادة شريك حياته، واخلاصه له، لذا يجب أن يشعر الشريك المثالي باخلاص شريك حياته في كل كلمة، وكل فعل يقوم به.
التعبير عن المشاعر
الحب وحده دون التعبير عن المشاعر ليس كافياً لتحقيق استمراره، لذا يجب أن يحرص الشريك على التعبير عن مشاعره لشريكه المثالي باعتبار ذلك أحد الاحتياجات الأساسية التي يبحث عنها، كما أن للتعبير عن المشاعر فوائد عديدة، والتي من أهمها تحقيق سعادة الشريك، وتعميق أواصر المحبة بين الشريكين.
الإهتمام بالتغيير
وسط كل ما عليه من أعباء، ووسط كل ما يقوم به الشريك المثالي من جهود كبيرة لتحقيق سعادة شريكه، يجب أن يشعر بتغيير في علاقته بشريك حياته، تجنباً للشعور بالملل، ولذلك يجب على شريكه إحداث تغييرات في طرق التواصل معه، وفي بعض الجوانب المهمة في الحياة الزوجية ليتذوق ثمار التجديد ولينعم بآثاره الإيجابية.
وأخيراً، وللحفاظ على الشريك المثالي الذي قد يكون من الصعب الحصول عليه مرة أخرى في الحياة يجب الحرص على مشاعره، وعلى الحياة معه، كما يجب أن يشعر بقيمته عند شريك حياته، والتي يجب أن تُترجم في كل فعل يقوم به من أفعاله.
