ما هي أهمية غسل اليدين

غسل اليدين… خطُ الدفاع الأول لصحتنا ورفاهنا

جمانة الصباغ
28 ديسمبر 2025

هل يمكن لفعلٍ بسيط، لا يتعدى بضع دقائق من استخدام الماء والصابون، أن يحمينا على مدار الوقت؟

بالتأكيد؛ نتحدثُ هنا عن غسل اليدين، هذه العملية البسيطة التي تحمل في طياتها الكثير  من الايجابيات على صحة أجسامنا ككل. يبدأُ المرء منا، ومنذ نعومة أظفاره، بتعلَم كيفية غسل اليدين وتنظيفهما بالماء والصابون؛ ليدركَ متى ما أصابهُ المرض في مرحلةٍ ما من حياته، أن إهمال هذا الفعل البسيط لا شك سيعود عليه بالسلبيات، وعلى رأسها المشاكل الصحية.

يُعدّ غسل اليدين واحدًا من أهم السلوكيات الوقائية التي تحمي الإنسان من الأمراض المعدية. وبرغم بساطته، فهو ممارسةٌ قادرة على خفض انتقال العدوى بنسبةٍ كبيرة داخل المجتمع، سواء في المنازل، المدارس أو أماكن العمل. وتؤكد الدكتورة إيناس عثمان، أخصائية الطب العام في مستشفى فقيه الجامعي https://www.fuh.care/ أن اليدين هما القناة الأولى لانتقال الميكروبات إلى الجسم، وأن العناية بهما يُعدَ خطوةً أساسية نحو الحفاظ على الصحة اليومية والرفاه الجسدي.

يُحتفل باليوم العالمي لغسل اليدين في 15 أكتوبر من كل عام، كما يُخصَص الأسبوع الأول من شهر ديسمبر للتوعية بأهمية غسل اليدين وتشجيع الناس على اتباع هذه العادة الصحية التي تعود بالمنفعة عليهم. نستعرض وإياكِ عزيزتي اليوم، لأهمية غسل اليدين، الأمراض التي قد تنجم عن قلة العناية بنظافة اليدين، وما هي الطرق المُثلى للغسل والتنظيف مُقدَمةً لنا من الدكتورة إيناس عثمان.

لماذا يُعد غسل اليدين أساسياً لصحتنا؟

الدكتورة إيناس عثمان أخصائية الطب العام  في مستشفى فقيه الجامعي
الدكتورة إيناس عثمان أخصائية الطب العام  في مستشفى فقيه الجامعي

وفقًا للدكتورة إيناس، فاليد تي وسيلةٌ رئيسية لنقل العدوى؛ وتلامسنا اليومي مع الأسطح يجعل اليدين مستودعًا للجراثيم، ما يجعل غسلها ضرورةً ملحة وليس مجرد خيار.

غسل اليدين يؤدي لتقليل خطر العدوى بنسبةٍ قد تصل إلى 70%؛ هذا ما تؤكد عليه الدكتورة إيناس، مضيفةً أن عملية غسل وتنظيف اليدين بالماء والصابون (أو المعقَم في حال عدم تواجدهما) يُسهم في الحد من الإصابة بالعديد من الأمراض، منها:

1.     التهابات الجهاز الهضمي: ومنها التسمم الغذائي الذي يحدث جراء انتقال جراثيم مثل السالمونيلا والإيكولاي من اليدين إلى الطعام؛ التهاب الكبد الوبائي (أ)، وينتقل عبر المسار البرازي الفموي المرتبط بنقص النظافة؛ الإسهال والزحار، ويمكن أن تحدث نتيجة لتناول الطعام الملوث بالأيدي غير النظيفة؛ والجيارديا، وهي عدوى معوية تنتقل عن طريق الفم عند ملامسة الأيدي الملوثة.

2.     التهابات الجهاز التنفسي: إهمال غسل اليدين قد يتسبب بالإصابة بالعديد من أمراض الجهاز التنفسي، منها الإنفلونزا ونزلات البرد التي تنتقل عبر الرذاذ أو لمس الأسطح الملوثة؛ كوفيد-19، ويمكن أن ينتقل الفيروس إذا لم يتم غسل اليدينٍ بشكل صحيح، حيث يمكن أن ينتقل عن طريق اليدين؛ التهاب السحايا الذي يمكن أن ينتشر بسبب عدم نظافة اليدين؛ الفيروس المخلوي التنفسي (RSV)، ويمكن أن ينتشر من شخصٍ لآخر عبر اليدين؛ بالإضافة إلى الالتهاب الرئوي الذي قد يحدث نتيجة البكتيريا التي تنتقل عبر عدم نظافة اليدين.

3.     التهاب العين: أو التهاب الملتحمة، إذ يمكن أن تنتقل العدوى من خلال لمس العينين بأيدي غير مغسولة.

4.     التهابات الجلد والجروح: أو الأمراض الفطرية والجلدية، حيث يمكن أن تنتقل عدوى مثل القوباء أو الثآليل عن طريق العدوى المباشرة من خلال اليدين.

5.     انتشار العدوى داخل الأسرة: إن من خلال العطس أو التلامس البدني المباشر وغير المباشر.

متى يجب غسل اليدين؟

سؤالٌ بسيط لكنه مهم في الحقيقة، لأن كثيرًا من الناس يغفل عن الخطوات الواجب القيام بها بغية تنظيف وتعقيم أيديهم جيدًا لحماية أنفسهم من الأمراض والعدوى.

وتُشدَد الدكتورة إيناس على وجوب غسل اليدين في الحالات التالية:

•       قبل تناول الطعام مباشرة.

•       بعد استخدام الحمام.

•       بعد السعال أو العطس.

•       بعد لمس النقود أو الحيوانات.

•       بعد تغيير حفاضات الأطفال.

•       قبل وبعد إعداد الطعام.

•       عند العودة من الخارج.

بهذه الطرق، نضمن حمايةً ووقاية من الجراثيم والفيروسات التي، وإن كانت دقيقةً وصغيرةً للغاية، فإنها تحمل لنا الضرر الذي سيتفاقم خصوصًا في حال لم نكن نقوم بعملية غسل اليدين بصورةٍ صحيحة.

كيف أغسل اليدين بالشكل الصحيح؟

غسل اليدين يحمي من العديد من الأمراض
غسل اليدين يحمي من العديد من الأمراض

وفقًا لأخصائية الطب العام في مستشفى فقيه الجامعي الدكتورة إيناس عثمان؛ يجب ألا تقل مدة الغسل عن 20 ثانية، وتشمل فرك راحتي اليدين، ظهر اليدين، بين الأصابع، تحت الأظافر، والمعصمين.

ما هي أبرز النصائح والحيل لتعزيز عادة غسل اليدين؟

من المؤكد أن البعض قد ينسى أحيانًا، أو يتغاضى عن إتمام عملية الغسل جيدًا، بسبب الوقت أو اللعب خصوصًا عند الصغار.

لذا تنصحنا الدكتورة إيناس باتباع الخطوات الآتية لضمان غسلٍ تام وآمن لليدين في كل مرة:

1.     استخدام الأغاني القصيرة للأطفال.

2.     وضع المعقمات في أماكن متعددة من البيت أو المدرسة.

3.     استخدام مُلصقات تذكيرية.

4.     استخدام صابون بروائح مُحببة لجذب الأطفال لعادة غسل اليدين.

5.     تجنب لمس الوجه قبل إتمام عملية غسل اليدين.

6.     ربط غسل اليدين بروتين يومي ثابت.

في الخلاصة؛ تؤكد الدكتورة إيناس أن "غسل اليدين هو الإجراء الوقائي الأكثر فعاليةً لحماية صحتنا. هو بالتأكيد خطوةٌ بسيطة، لكنها تمنع عدوى خطيرة قد نحتاجُ لعلاجها بالمضادات الحيوية أو الاستشفاء. وإذا كان ثمة عادة صحية واحدة ينبغي للجميع الالتزام بها يوميًا، فهي غسل اليدين بالتأكيد بانتظام وبالطرق الصحيحة."