مرض نادر يعاني منه براد بيت .. ما هو عمى التعرف على الوجوه؟!
في السنوات الأخيرة، كشف النجم العالمي براد بيت عن معاناته من عمى التعرف على الوجوه (Prosopagnosia)، وهو اضطراب إدراكي يجعل الشخص عاجزًا عن التمييز بين ملامح الأشخاص، وخاصة غير المقربين منه. وبالرغم من شهرة براد بيت الواسعة، فإن هذا المرض يفرض تحديات كبيرة على حياته اليومية والمهنية، وقد أثر على علاقاته الاجتماعية، إذ يسيء كثيرون فهمه ظنًا منهم أنه متعجرف أو غير ودود لمجرد أنه لا يتعرف عليهم بسهولة.

طبيعة المرض
أوضح دكتور خالد قطب استشاري جراحات العيون والليزك في تصريحات خاصة لـ"هي" أن عمى التعرف على الوجوه مرض لا يتعلق بالرؤية أو الذكاء، بل بالقدرة العصبية على معالجة ملامح الوجه. المصابون يرون الوجه بوضوح، لكن دماغهم لا يستطيع ربط الملامح بما هو مخزن في الذاكرة. وقد تتراوح شدة الحالة من صعوبة طفيفة في تذكر وجوه جديدة إلى عجز كامل حتى بعد لقاءات متكررة.
أنواع عمى التعرف على الوجوه
يشير دكتور خالد إلى نوعين من عمى التعرف على الوجوه:
- العمى الوجهي النمائي: غالبًا يولد به الشخص أو يظهر في سن الشباب دون إصابة دماغية واضحة، وغالبًا لأسباب وراثية أو توقف تطور مناطق الدماغ المسؤولة عن التعرف على الوجوه.
- العمى الوجهي المكتسب: يحدث نتيجة إصابة دماغية مباشرة أو أمراض عصبية، مثل السكتات الدماغية أو أورام المخ، ويكون أكثر وضوحًا من حيث السبب.
أسباب المرض
تتركز المشكلة في التلفيف المغزلي بالدماغ، المسؤول عن التعرف على ملامح الوجه. وقد تسبب اضطرابات هذه المنطقة:
- عوامل وراثية.
- إصابات دماغية أو حوادث مباشرة.
- اضطرابات النمو العصبي مثل التوحد أو مشاكل الإدراك البصري.
تأثير المرض على الحياة اليومية
المصاب بـ عمى التعرف على الوجوه يواجه مواقف محرجة مستمرة ويعيش ضغطًا نفسيًا نتيجة:
- الانسحاب الاجتماعي خوفًا من التفاعل الخاطئ.
- سوء فهم الآخرين لتصرفاته.
- صعوبة تكوين علاقات جديدة أو الحفاظ على القديمة.
- الضغط النفسي لمحاولة استخدام وسائل بديلة للتعرف على الأشخاص.

تشير الإحصاءات إلى أن حوالي 3٪ من السكان يعانون من هذا الاضطراب، بينما النوع المكتسب نادر جدًا.
تشخيص المرض
يتم التشخيص عبر عدة اختبارات:
- اختبارات التعرف على الوجوه مثل اختبار كامبريدج.
- اختبارات الذاكرة البصرية لتحديد إذا كان الاضطراب مقتصرًا على الوجه.
- أشعة الرنين المغناطيسي (MRI) لتحديد مكان الإصابة في الدماغ.
طرق التعايش
لا يوجد علاج شافٍ حتى الآن لـ"عمى التعرف على الوجوه"، لكن يمكن التكيف عبر:
- الاعتماد على الصوت وطريقة المشي والطول كوسائل للتعرف على الآخرين.
- استخدام التطبيقات التقنية لحفظ معلومات الأشخاص.
- الدعم النفسي لتخفيف الضغط النفسي وتحسين جودة الحياة.
خلاصة القول
عمى التعرف على الوجوه ليس مجرد صعوبة في التذكر، بل اضطراب عصبي معقد يؤثر على الحياة الاجتماعية والمهنية. اعتراف براد بيت به ساعد في رفع الوعي حول الحالة، فيما يبقى التكيف واستخدام استراتيجيات بديلة هو الطريق الأمثل لتسهيل حياة المصابين.