بينها ضعف التركيز .. 7 علامات تدل على نقص فيتامين B12 وطرق علاجه
هل تشعرين بتعب غامض لا يزول حتى بعد نوم كافٍ؟، هل لاحظتِ مؤخرًا ضبابية في التفكير أو نسيانًا غير معتاد؟، هل يفقد شعركِ لمعانه، أو أصبحت بشرتكِ شاحبة؟. ما تمرين به ليس مجرد "إرهاق عادي"، بل رسائل صامتة يرسلها جسدكِ محذرًا من نقص فيتامين "B12".
نعم، لأنه ذلك البطل الخفي الذي لا يكتفي فقط بدعم صحتكِ، بل يمسك بمفاتيح جمالكِ، طاقتكِ، وحتى توازنكِ العاطفي.
وبما أن المرأة هي الأكثر عرضة لنقص فيتامين "B12" بسبب مراحل حياتها الفريدة " من الدورة الشهرية إلى الحمل والرضاعة وصولًا إلى سن اليأس"؛ لذا سأطلعكِ عبر موقع"هي" على أهمية فيتامين "B12" لصحة المرأة و7علامات تدل على نفصه وطرق علاجه، لتتمكّنين من إعادة شحن طاقتكِ اليومية، حماية ذاكرتكِ وتركيزكِ، الحفاظ على شباب بشرتكِ وشعركِ، وتأسيس صحة قوية لمستقبلكِ؛ بناءً على توصيات استشارية التغذية العلاجية الدكتورة لميس محمد من القاهرة.
ما هي أهمية فتيامين "B12" لصحة المرأة بصفة عامة؟
ووفقًا للدكتورة لميس، يلعب فيتامين B12 (كوبالامين) دورًا حيويًا ومهمًا بشكل خاص لصحة المرأة في جميع مراحل حياتها. فهو ليس مجرد فيتامين عادي، بل هو عامل أساسي في العديد من الوظائف الجسدية والعقلية؛ أبرزها:
دعم الطاقة ومكافحة الإرهاق
يساعد على تحويل الكربوهيدرات إلى جلوكوز، الذي يستخدمه الجسم لإنتاج الطاقة. وبالتالي نقصه قد يؤدي إلى ضعف في هذه العملية، مما يسبب شعور المرأة المستمر بالتعب والإرهاق والخمول.
صحة الجهاز العصبي والوظائف الإدراكية
هو ضروري لتكوين الغشاء الواقي حول الأعصاب (المايلين). ومن دون كمية كافية منه، يمكن أن تتلف الأعصاب، ما يؤدي ذلك إلى شعور المرأة بـ"تنميل أو وخز في اليدين والقدمين، مشاكل في التوازن، ضبابية الذهن، صعوبة في التركيز، وضعف الذاكرة".
منع فقر الدم (الأنيميا الخبيثة)
هو أساسي لإنتاج خلايا الدم الحمراء السليمة. ونقصه يسبب إنتاج خلايا دم حمراء كبيرة وهشة غير قادرة على حمل الأكسجين بكفاءة (فقر الدم الضخم الأرومات).
دعم صحة الحمل والجنين
يلعب B12 دورًا محوريًا خلال الحمل، فهو ضروري لتطور الدماغ والحبل الشوكي للجنين بشكل سليم "ونقصه قد يرتبط بعيوب الأنبوب العصبي". كما أنه منع التشوهات الخلقية، ويُنتج خلايا الدم لدعم زيادة حجم الدم عند الأم.
صحة الشعر، البشرة، والأظافر
يدخل B12 في عملية انقسام الخلايا، وهو أمر أساسي لتجديد خلايا البشرة ونمو الشعر والأظافر بصحة وقوة. ونقصه يمكن أن يسبب: "شحوب البشرة أو اصفرارها (اليرقان)، تساقط الشعر وضعفه، هشاشة الأظافر وتكسرها".
صحة القلب والأوعية الدموية
يساعد على تكسير الهوموسيستين، وهو حمض أميني إذا ارتفعت مستوياته في الدم يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية.
ما هي الفئات الأكثر عرضة لنقص فيتامين B12 بين النساء؟
أوضحت دكتورة لميس، أن الفئات الأكثر عرضه لنقصه بين النساء، هي كالتالي:
- النساء النباتيات أو النباتيات الصرف. علمًا أن المصادر الرئيسية لـ B12 هي حيوانية (اللحوم، الأسماك، البيض، الألبان).
- من يتناولن أدوية معينة مثل الميتفورمين (للسكري) أو أدوية حرقة المعدة (مثبطات مضخة البروتون) التي تضعف الامتصاص.
- من خضعن لجراحات السمنة التي تؤثر على امتصاص العناصر الغذائية.
- من يُعانين من أمراض الجهاز الهضمي مثل (مرض كرون أو القولون التقرحي، التي تعيق امتصاصه.
- النساء كبار السن حيث تقل كفاءة امتصاص B12 من الطعام مع التقدم في العمر.
ما هي العلامات التي تدل على نقص فيتامين B12 لدى المرأة؟
وتابعت دكتورة لميس، هناك 7 علامات شائعة تدل على نقصه وهي كالتالي:
-
التعب والإرهاق المستمر غير المبرر
شعور دائم بالإعياء والخمول حتى بعد النوم الكافي؛ لأنه يدخل في إنتاج الطاقة في الخلايا، ونقصه يعطل هذه العملية.
-
الشعور بالوخز أو التنميل في الأطراف
إحساس بالدبابيس والإبر في اليدين، القدمين، أو الساقين. لأن نقصه يُسبب تلفًا في الغشاء الواقي للأعصاب (المايلين)، و قد تصبح هذه الأحاسيس دائمة إذا استمر النقص من دون علاج.
-
ضبابية الذهن وصعوبة التركيز
نسيان المواعيد، صعوبة في تذكر الكلمات، أو الشعور بعدم الوضوح الذهني. لأنه دوره جوهريًا للوظائف العصبية وصحة الدماغ. وبالتالي نقصه قد يجعل المرأة تشعر كما لو أن عقلها لا يعمل بكفاءته المعتادة.
-
شحوب البشرة أو اصفرارها الطفيف
فقدان البشرة لنضارتها وظهور لون مصفر خفيف، كذلك قد يتحول بياض العينين أيضًا إلى لون مصفر بسيط؛ وذلك بسبب قلة خلايا الدم الحمراء السليمة.
-
التغيرات المزاجية والاكتئاب
شعور غير معتاد بالقلق، العصبية، أو الحزن. لأنه يشارك في إنتاج النواقل العصبية المسؤولة عن المزاج، وبالتالي نقصه قد يُسبب هذه الأعراض. مع العلم أن كثيرًا ما يتم تشخيص نقص B12 خطأً على أنه اكتئاب فقط.
-
التهاب اللسان وتقرحات الفم
لسان أحمر، مؤلم، منتفخ، أو ناعم الملمس. كذلك قد تظهر تقرحات داخل الفم، ويمكن أن يؤثر على التذوق ويجعل تناول الطعام مزعجًا.
-
خفقان القلب وضيق التنفس
شعور بأن قلبكِ يرفرف أو ينبض بقوة، مع صعوبة في التقاط الأنفاس "يحاول الجسم تعويض نقص الأكسجين الناتج عن فقر الدم". علمًا أن هذه علامة متقدمة تستدعي زيارة الطبيب فورًا.
ما هي أفضل طرق علاج نقص فيتامين B12 للحفاظ على صحة المرأة؟
من ناحية أخرى، أكدت دكتورة لميس، أن علاجه بشكل صحيح يعتمد على "شدة النقص وسببه"؛ أما بخلاف ذلك، فهناك خطة علاجية شاملة للحفاظ على صحة المرأة؛ وهي كالتالي:
الخطوة الأولى.. التشخيص الدقيق أولًا.
- فحص مستوى B12 في الدمللتأكد من النقص وتحديد شدته.
- فحص حمض الميثيل مالونيك (MMA) أكثر دقة لقياس النقص الخلوي.
- فحص الهوموسيستينالذي يرتفع عند نقص B12.
الخطوة الثانية..علاج السبب الجذري
- إذا كان السبب سوء التغذية سيتم تحسين النظام الغذائي.
- إذا كان السبب مشكلة في الامتصاص مثل (فقر الدم الخبيث أو أمراض الجهاز الهضمي) فستحتاج المرأة علاجًا مختلفًا.
- إذا كان بسبب أدوية فيجب مراجعة الطبيب لتعديل الجرعة أو استبدال الدواء.
الخطوة الثالثة.. طرق العلاج الرئيسية
- المكملات الغذائية عن طريق الفم (للحالات البسيطة) وهي جرعة يومية "1000 -2000 ميكروجرام". علمًا أنها مناسبة للحالات الناتجة عن نقص الغذاء، سهلة الاستخدام ومنخفضة التكلفة.
- الحقن (العضلي) الأكثر شيوعًا وفعالية، جرعته لأولية "حقنة يومًا لمدة أسبوع أو أسبوعين"، ثم حقنة كل أسبوع لمدة 4-8 أسابيع. أو حقنة كل 1-3 أشهر مدى الحياة إذا كان السبب مشكلة في الامتصاص.
- بخاخ الأنف والهلام الموضعي وهي بدائل للنساء اللواتي يخافن من الحقن. وتمتص عبر الأغشية المخاطية.
على الهامش.. نصائح مهمة للوقاية من نقص فيتامين B12
- عالجي مشاكل الجهاز الهضمي إذا كانت موجودة.
- تناولي الفولات فيتامين B9) ) مع فيتامين B12 لدعم إنتاج الخلايا.
- احصلي على قسط كاف من النوم للتعافي العصبي.
- مارسي الرياضة لتحسين الدورة الدموية.
- اهتمي تناول مصادره الغذائية الطبيعية "الكبد، اللحوم الحمراء، الدواجن، البيض، السردين، التونة، السلمون، الحليب ومنتجات الألبان". أما النباتيات فيمكنهن تناول الأطعمة المدعمة (حبوب الإفطار، حليب الصويا، الخميرة الغذائية).
- التزمي بفحص مستوى B12 بعد 3-6 أشهر من بدء العلاج.
- راقبي اختفاء الأعراض، تحسن الطاقة خلال أسابيع، علمًا أن تحسن الأعراض العصبية قد يحتاج إلى أسابيع أو أشهر. أما العلاج مدى الحياة فيكون مع الحالات التي تعاني من مشاكل الامتصاص الدائمة.
وأخيرًا، لا توقفي العلاج بمجرد شعوركِ بالتحسن! استمري حسب إرشادات الطبيب حتى لو اختفت الأعراض، فقد يعود النقص إذا توقف العلاج مبكرًا.
