إليسا أبرز المتعافيات من السرطان

ساهم بإنقاذ إليسا من سرطان الثدي.. طبيبة متخصصة تكشف تأثير الكشف المبكر في نسب الشفاء

عبير عباس

أهمية الكشف المبكر للأورام لم تعد مجرد إجراء روتيني ضمن قائمة الفحوصات الطبية، بل تحولت إلى خطوة مصيرية يمكنها أن تُغير مجرى حياة كاملة. فهي بمثابة درع واقٍ يمنح النساء فرصة النجاة والانتصار في معركة قد تبدو شرسة في بدايتها، لكنها تصبح أقل قسوة وأكثر أملًا كلما تم اكتشاف المرض مبكرًا.

عندما نختار أن ننتبه لأجسادنا ونعطي الأولوية لصحتنا، فإننا نرسل لأنفسنا ولمن نحبهم رسالة مفادها أننا نستحق الحياة؛ نستحق الطمأنينة ونستحق أن نعيشها دون خوف أو ألم كل فحص شهري ذاتي، وكل زيارة دورية للطبيب هي استثمار في حياة أكثر اتزانًا وأمانًا. فالوقاية ليست مجرد شعار بل أسلوب حياة يختصر الكثير من الألم.

إليسا تكشف تأثير الكشف المبكر على تعافيها

إليسا أبرز المتعافيات من  السرطان رئيسية (2)
إليسا أبرز المتعافيات من  السرطان رئيسية 

هذا ما عبّرت عنه الفنانة إليسا من قلب تجربتها الشخصية، حين قررت أن تفتح نافذة على جانب حساس من حياتها.وبمناسبة الشهر الوردي (أكتوبر) شهر التوعية بسرطان الثدي، شاركت المغنية اللبنانية جمهورها بلقطات من رحلتها مع المرض، وكتبت عبر إنستغرام: "الكشف المبكر أنقذ حياتي فلا تنتظروا؛افحصوا أنفسكم من أجلكم ومن أجل أحبائكم، قدموا الفحوصات الدورية على رأس أولوياتكم، ادعموا بعضكم البعض وانشروا التوعية."

تجربة إليسا لم تكن مجرد حالة بل نموذجًا يُحتذى به، يؤكد أن الشجاعة تبدأ بخطوة بسيطة وهي الوعي.

نسب الشفاء في حالة الكشف المبكر تصل لأعلى معدلاتها

للوقوف على الخلفية الطبية لهذا الأمل، أوضحت الدكتورة هدى شعراوي، مدير الجمعية المصرية لدعم مرضى السرطان أن سرطان الثدي يُعد من أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين النساء على مستوى العالم. ومع ذلك فإن نسب الشفاء المرتفعة منه، تمنحنا بارقة أمل كبيرة، خاصة عندما يتم اكتشاف المرض في مراحله الأولى.

تشير شعراوي إلى أن السبب في ذلك يعود لكون الثدي غدة خارجية، ما يسهل الاكتشاف والمعالجة قبل انتشار الورم إلى الغدد الليمفاوية تحت الإبط. وأوضحت أن نسب الشفاء تصل إلى 95% في هذه المرحلة، مضيفةً أن أهمية الكشف المبكر للأورام تتجلى في أنه يحافظ على شكل الثدي ويُجنب المرأة التدخلات الجراحية الكبيرة التي قد تمس صورتها الذاتية وثقتها بأنوثتها.

دكتورة هدى شعراوي مدير الجمعية المصرية لدعم مرضى السرطان (2)
دكتورة هدى شعراوي مدير الجمعية المصرية لدعم مرضى السرطان

طرق الفحص الذاتي الشهري

لكن كيف تبدأ المرأة هذه الخطوة؟ تجيب الدكتورة هدى بأن الوعي هومفتاح  الكشف المبكر للأورام؛وتوضح أن البداية تكون من خلال زيارة طبيبة النساء والتوليد والتي توصي بالفحص الذاتي الشهري بعد انتهاء الدورة الشهرية، فهذا الفحص البسيط في المنزل قد يفتح الباب لاكتشاف مبكر ينقذ حياة.

ومع ذلك لا يجب الاكتفاء به فقط؛ إذ تنصح السيدات قبل سن الأربعين بإجراء فحص بالموجات الصوتية سونار، وبعد الأربعين بأشعة الماموجرام التي تعتبر الأدق في الكشف عن التغيرات المبكرة في نسيج الثدي. وتتأسف شعراوي إلى كون كثيرٍ من النساء في مجتمعاتنا يؤجلن هذه الخطوات البسيطة رغم أهميتها، بسبب الخوف أو التهاون.

فترة علاج أقصر ونتائج أفضل

توضح الدكتورة هدى أن أهمية الكشف المبكر للأورام لا تتوقف عند حدود الوقاية، بل تمتد لتشمل نوعية العلاج ونتائجه. ففي حالات المرحلة الأولى قد لا تتجاوز فترة العلاج 6 أشهر، ويكون باستخدام العلاج الهرموني أو العلاجات الموجهة فقط، مما يجنب المرأة الآثار الجانبية القاسية التي قد تصاحب العلاجات الأخرى.

الدعم النفسي جزء مهم من رحلة العلاج

لكن الطب وحده لا يصنع المعجزات؛ فكما تقول الدكتورة هدى، لا يقل الدعم النفسي أهمية عن العلاج الدوائي في رحلة العلاج. إن الكلمة الطيبة والاحتواء الأسري ونظرة الأمل قد تكون جميعها فعالة بقدر جرعة العلاج نفسها.

تشير شعراوي إلى أن المرأة خلال هذه المرحلة، تمر بتغيرات نفسية وجسدية كبيرة، وعلى الأسرة تقبل هذه التغيرات ودعمها بشكل مستمر. كما تلفت إلى أن النساء اللاتي لديهن أهداف واضحة وحياة نشطة، تظهر عليهن استجابة أفضل للعلاج، وهو ما يجعل دور الرجل زوجًا أو أبًا أو أخًا محوريًا في هذه المرحلة.

الكشف المبكر الخطوة الأولى  للتعافي من السرطان
الكشف المبكر الخطوة الأولى  للتعافي من السرطان

نمط الحياة الصحي يحمي من سرطان الثدي

تختم الدكتورة هدى حديثها بنصيحة ذهبية، وهي أن أهمية الكشف المبكر للأورام لا تقل عن أهمية الوقاية. فتغيير نمط الحياة قد يكون الوقاية الأولى من المرض؛ مؤكدة على أهمية الابتعاد عن اللحوم المصنعة التي تسهم في تحوير الخلايا، كما تحذر من الاستخدام الطويل المدى لوسائل منع الحمل وتدعو للاهتمام بالصحة النفسية وشرب الماء وتناول غذاء متوازن.

إحصائيات تبرز أهمية الكشف المبكر للأورام

  • تصل نسب الشفاء إلى 95% إذا تم اكتشاف سرطان الثدي في مراحله المبكرة -  الجمعية الأمريكية للسرطان.
  • واحدة من كل ثماني نساء معرضة للإصابة بسرطان الثدي خلال حياتها - الجمعية الأمريكية للسرطان.
  • تم تسجيل أكثر من 2.3 مليون إصابة جديدة بسرطان الثدي حول العالم عام 2023 - منظمة الصحة العالمية.
  • 685 ألف حالة وفاة سنويًا بسبب سرطان الثدي أغلبها بسبب التشخيص المتأخر - منظمة الصحة العالمية.
  • الكشف المبكر يقلل الحاجة للعلاج الكيميائي بنسبة تصل إلى 50% - المعهد القومي الأمريكي للسرطان.
  • الفحص الذاتي المنتظم يزيد فرص الكشف المبكر بثلاثة أضعاف-BreastCancer.org.
  • أشعة الماموجرام تقلل الوفيات بنسبة 40% بعد سن الأربعين - مراكز مكافحة الأمراض الأمريكية.
  • أكثر من 70% من النساء العربيات لا يُجرين فحوصات دورية -مجلة لانسيت الطبية.
  • العلاج الموجه يرفع نسب الشفاء إلى 90% عند الكشف المبكر - مركز أبحاث السرطان البريطاني.

خلاصة القول؛ سرطان الثدي قد يكون واقعًا لا مفر منه للبعض، لكنه بالتأكيد ليس نهاية الحياة. فمع الوعي والفحص المبكر والدعم النفسي ونمط الحياة الصحي، تصبح فرص النجاة حقيقية وقوية. وتوصي الدكتورة هدى شعراوي كل امرأة بأن تجعل من الفحص الذاتي عادة ومن صحتها أولوية، لأن الحياة تستحق.