البادل رياضة ممتعة وفوائد عديدة

خاص - علي العارف لـ"هي": البادل رياضة مضرب حديثة وسريعة النمو.. وتُشجع طبيعتها الاجتماعية على ممارستها

جمانة الصباغ

تبرز بين الفينة والأخرى، رياضاتٌ جديدة لم تكن موجودةً على الساحة من قبل؛ أو تتقدم بعض الرياضات والنشاطات الرياضية على غيرها في مرحلةٍ ما، لنجد الناس يهتمون بها بشكلٍ أكبر.

من هذه الرياضات، البادل Padel التي بات لها العديد من النوادي والمراكز المنتشرة في دولة الإمارات. نشأت البادل عام 1969 في أكابولكو، المكسيك، عندما بنى إنريكي كوركويرا، رجل الأعمال المحلي، أول ملعب بادل في فناء منزله. وعدّل كوركويرا التصميم نظرًا لضيق المساحة، فأحاط الملعب بجدران، ووضع قواعد فريدة ساهمت في تحديد معالم هذه الرياضة. ومن هنا، لفتت اللعبة انتباه عشاقها الإسبان والأرجنتينيين، وخاصة الأمير ألفونسو من هوهنلوه، الذي أدخلها إلى إسبانيا.

يُخالجنا الكثير من التساؤل عن كيفية ممارسة هذه الرياضة: ما هي قواعدها، هل تشبه التنس والسكواش، وكيف نستفيد منها لتحسين صحتنا الجسدية والنفسية؟ توجهنا بهذه الأسئلة إلى السيد علي العارف، الرئيس التنفيذي لأكاديمية وورلد بادل World Padel Academy الموجودة في منطقة القوز في دبي، والذي أفادنا مشكورًا بالمعلومات القيَمة الآتية.

علي عارف الرئيس التنفيذي لأكاديمية وورلد بادل
علي عارف الرئيس التنفيذي لأكاديمية وورلد بادل

ما هو البادل، وكيف يختلف عن التنس أو الاسكواش؟

البادل رياضة مضرب حديثة وسريعة النمو، تجمع بين عناصر التنس والاسكواش. تُلعب عادةً في مباريات الزوجي على ملعبٍ مُغلق أصغر حجمًا، يبلغ حوالي ثلث حجم ملعب التنس. وأحد أهم اختلافاتها هو أن الملعب يحتوي على جدرانٍ زجاجية تُستخدم بنشاط في اللعب، على غرار الاسكواش.

على عكس التنس، يكون الإرسال في البادل من الأسفل، وتُركز اللعبة على وضع الكرة والعمل الجماعي والاستراتيجية بدلًا من القوة المطلقة. وتميل جولات التبادل إلى أن تكون أطول وأكثر ديناميكية، بفضل استخدام الجدران ومنطقة اللعب الأصغر. كما أنها أسهل في الوصول إليها من التنس أو الاسكواش، مما يُسهَل على المبتدئين تعلَمها والاستمتاع بها منذ اليوم الأول، بغض النظر عن العمر أو القدرة الرياضية. هذا المزيج من التنافسية والشمولية هو جزءٌ كبير من سبب ازدياد شعبية هذه الرياضة حول العالم.

لماذا ازداد اهتمام الناس بالبادل في الفترة الأخيرة؟

يعود الاهتمام المتزايد بالبادل إلى عدة عوامل رئيسية تُميَزه عن غيره من الرياضات. أولًا وقبل كل شيء، إنه ممتعٌ للغاية وسهل التعلم؛ قواعده واضحة، ولا تحتاج إلى أي خبرةٍ سابقة في رياضات المضرب للبدء فورًا. ولأنه يُلعب دائمًا في الزوجي، فهو يتميز بعنصرٍ اجتماعي يجذب مجموعةً واسعة من الأشخاص، سواء كانوا أصدقاء يبحثون عن طريقةً جديدة لقضاء الوقت، أو عائلاتٍ ترغب في نشاطٍ منعش لتعزيز الروابط، أو فرق شركات تبحث عن فرصٍ لبناء الفريق.

من الناحية البدنية، يُحقق البادل التوازن المثالي. فهو جذاب ونشط دون أن يكون متطلبًا أو مخيفًا بشكل مفرط، مما يجعله في متناول اللاعبين من جميع الأعمار ومستويات اللياقة البدنية. يشجع حجم الملعب واستخدام الجدران على تبادلاتٍ أطول ولعبٍ استراتيجي، مما يجعل كل مباراة ديناميكية ومُحفزة ذهنيًا. هذا المزيج من سهولة الوصول، والتواصل الاجتماعي، والمشاركة البدنية ساعد البادل على نمو شعبيته بسرعة.

هل نعتبر البادل رياضة أم نشاطًا بدنيًا؟

البادل رياضة بلا شك، بقواعد واضحة، ودوريات مُنظمة، ودائرة احترافية متنامية بسرعة تشمل بطولاتٍ دولية، وتصنيفات، وقاعدة جماهيرية واسعة. تتطلب البادل مهارةً واستراتيجية وروحًا رياضية، تمامًا كأي رياضة تنافسية أخرى. ومع ذلك، فإن ما يجعل البادل فريدة حقًا هو أسلوب الحياة والجانب المجتمعي الذي تحمله إلى جانب الجانب التنافسي.

بفضل منحنى التعلم المريح والأجواء الترحيبية، تبدو البادل أكثر سهولةً وأقل رهبة من العديد من الرياضات التقليدية. تُشجع طبيعتها الاجتماعية الناس على اللعب من أجل المتعة واللياقة البدنية والتواصل، مما يجعلها مناسبة بنفس القدر للاعبين غير المحترفين الذين يرغبون ببساطة في الاستمتاع بأنفسهم والحفاظ على نشاطهم.

في الواقع، تجمع البادل بين عنصرين: فهي رياضةٌ جادة لمن يرغبون في تحدي أنفسهم والتنافس والتفوق، ونشاطٌ حيوي وشامل لمن يبحثون عن المتعة والتفاعل الاجتماعي ونمط حياة صحي.

كيف تُلعب البادل، وما هي قواعدها؟

تُلعب البادل في مباريات الزوجي على ملعب مغلق باستخدام مضرب مثقب بدون أوتار وكرة ضغط منخفضة تُشبه كرة التنس. يُرسل اللاعبون الكرة من الأسفل، ويجب أن ترتد الكرة مرةً واحدة على الأرض قبل أن تصطدم بالجدران، والتي تُصبح بعد ذلك لعبةً مفتوحةً خلال تبادل الضربات. الميزة الفريدة هي أن الجدران جزءٌ من اللعبة، مما يسمح بضرباتٍ إبداعية وتبادلاتٍ طويلة.

يتبع التسجيل نظام التنس التقليدي: 15، 30، 40 نقطة. الملعب الأصغر، بالإضافة إلى ارتدادات الجدار وديناميكيات الفريق، يجعل البادل لعبةً سريعة الوتيرة، واستراتيجيةً للغاية، وجذابةً باستمرار. من السهل تعلم ذلك، ولكن إتقان التمركز والتوقيت والتكتيكات يمكن أن يكون أمرًا صعبًا ومجزيًا في نفس الوقت.

البادل رياضة ممتعة وفوائد عديدة - رئيسية واولى
البادل رياضة ممتعة وفوائد عديدة

لماذا يجب على الناس التفكير في ممارسة البادل؟

البادل من الرياضات النادرة التي تجمع بسلاسة بين الحركة البدنية والتواصل الاجتماعي والمتعة الخالصة. فهو يُوفَر تمرينًا لكامل الجسم يُحسّن خفة الحركة والتنسيق والقدرة على التحمل، مع الحفاظ على ذهنكِ متيقظًا من خلال التفكير السريع واللعب الاستراتيجي. والجزء الأفضل؟ أنكِ تقضين وقتًا ممتعًا في الملعب دون أن تشعري أبدًا بأنه عمل روتيني.

ولأن البادل سهل التعلم، فهو رياضة ترحيبية للغاية للمبتدئين؛ فلا يتطلب الأمر أي جهد كبير للبدء. ومع ذلك، فهو يوفر مساحة واسعة للنمو والتطور وتحدي الذات، مما يجعله جذابًا بنفس القدر للاعبين الأكثر تنافسية.

لماذا يجب على الآباء التفكير في رياضة البادل لأطفالهم؟

البادل رياضةٌ رائعة للأطفال، لأنها تساعدهم على التطور بطرقٍ متعددة، جسديًا واجتماعيًا وعقليًا. فهي تُحسّن التنسيق والتوازن، وتُعلّم التركيز والثقة بالنفس. ولأنها لعبةٌ زوجية، يتعلم الأطفال بشكلٍ طبيعي كيفية التواصل والعمل كفريقٍ واحد منذ سن مبكرة.

لما تُعدَ رياضةً صيفيةً مُفضّلةً على الخيارات الأخرى؟

البادل خيارٌ رائع لفصل الصيف لأنه يُلبَي جميع الاحتياجات: يُلعب في الداخل، فيحافظ الأطفال على نشاطهم وراحتهم حتى في ذروة الحر، كما يُقدم المزيج المثالي من التنظيم والمرح. مع تدريبٍ احترافي وإشراف مُستمر، يُمكن للآباء الشعور بالثقة بأن أطفالهم في أيدٍ أمينة، يتعلمون مهارات جديدة ويشاركون طوال اليوم.

على عكس بعض الأنشطة الصيفية التي قد تبدو مُكررة أو مُريحة للغاية، تُضفي البادل جوًا من الإثارة. اللعبة نفسها سريعة الوتيرة واجتماعية، وعند دمجها مع ألعاب وأنشطة جماعية إضافية، تُصبح تجربة متكاملة، مُحفزة جسديًا وعقليًا ومُجزية عاطفيًا.

بالنسبة للآباء، هذا يعني راحة البال. أما بالنسبة للأطفال، فهو يعني تكوين صداقات جديدة، واكتشاف رياضة يُمكنهم النمو معها، والخروج بذكريات تُشعرهم بأنها أجمل ما في صيفهم.

تُنظَمون مُخيم بادل للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و 14 عامًا؛ أخبرنا المزيد عنه.

البادل رياضة مفيدة وممتعة للصغار أيضًا
البادل رياضة مفيدة وممتعة للصغار أيضًا

مُخيم بادل للأطفال مُصمم ليكون أكثر من مُجرد مكانٍ لتعلَم رياضة؛ إنها مساحةٌ حيث يُمكن للأطفال من سن 6 إلى 14 عامًا الحركة والنمو والاستمتاع. وبينما تُعدّ البادل جوهرَ المُخيّم، نُحافظ على حيوية المُخيّم من خلال مجموعةٍ من الأنشطة مثل كرة المراوغة، وكرة القدم الصغيرة، وكرة السلة، وغيرها من الألعاب الجماعية للحفاظ على حيوية جميع الأطفال وتفاعلهم.

صُمّم المُخيّم بعنايةٍ لتعليم مهارات البادل الحقيقية بطريقةٍ مُناسبةٍ لأعمارهم، مع الحرص على ألا يكون مُرهقًا أو مُرهقًا. نُركّز على خلق توازنٍ بين التعلّم واللعب، ليُطوّر الأطفال التنسيق والعمل الجماعي والتركيز بينما يستمتعون بوقتهم بصدق.

وإلى جانب الملعب، يُركّز المُخيّم أيضًا على بناء الشخصية والثقة بالنفس والشعور بالانتماء للمجتمع. سواءٌ كانوا يُجرّبون البادل لأول مرة أم يُطوّرون لعبتهم أكثر، يغادر كل طفل المُخيّم وهو يشعر بقدرةٍ أكبر، وتواصلٍ أكبر، والأهم من ذلك، حماسٍ للعودة.

ما هي فوائد لعب البادل؟

يُوفر لعب البادل مجموعةً واسعة من الفوائد التي تتجاوز الجانب البدني.

من الناحية البدنية، تُساعد البادل على تحسين خفة الحركة والتوازن والقدرة على التحمل والتنسيق العام. ولأن اللعبة تتطلب ردود فعل سريعة وحركة مستمرة داخل ملعب صغير، فهي طريقة ممتازة لبناء اللياقة البدنية دون الشعور بالإرهاق. من الناحية الذهنية، تُحافظ البادل على نشاط ذهني حاد من خلال حاجتها إلى التفكير السريع والتخطيط الاستراتيجي والتركيز طوال كل جولة.

يجد العديد من اللاعبين أنها تُساعد أيضًا في تقليل التوتر وتحسين مزاجهم من خلال نشاط مُمتع ومنتظم. واجتماعيًا، تتميز البادل بقدرتها على تعزيز الشعور القوي بالانتماء للمجتمع.

هل يُمكنني لعب البادل بمفردي، أم أنه يتطلب تدريبًا؟

يمكنكِ بالتأكيد البدء بلعب البادل دون أي تدريبٍ رسمي؛ فأساسياته بسيطة وسهلة التعلم، لذا فإن البدء والاستمتاع باللعبة في متناول الجميع. مع ذلك، إذا كنتِ ترغبين في تحسين مهاراتكِ، أو بناء أسلوب أفضل، أو اللعب بشكل أكثر تنافسية، فإن التدريب يمكن أن يُحدث فرقًا كبيرًا.

هل ستحل البادل محل الرياضات الأخرى، أم ستُكمّلها؟

البادل مُكمّل أكثر منه بديل. فهو يُضيف شيئًا جديدًا ومُثيرًا إلى روتين الناس دون أن يُنقص من الرياضات الأخرى. وقد مارس العديد من الرياضيين من خلفيات مُختلفة، من لاعبي كرة قدم، وعدّائين، ومرتادي صالات رياضية، وحتى لاعبي تنس، البادل كوسيلةٍ مُمتعة للتدريب المُتنوع أو الحفاظ على النشاط في بيئة اجتماعية أكثر انخفاضًا في التأثير.

في الختام؛ ما نصيحتكَ لقارئة "هي" بخصوص البادل؟

جرّبيها؛ قد تُفاجأين بمدى استمتاعكِ بها. سواء كنتِ تبحثين عن طريقةٍ جديدة للحفاظ على نشاطكِ، أو التعرف على أشخاصِ يشاركونك نفس الاهتمامات، أو خوض تحدٍّ جديد؛ فإن البادل يقدم لكِ تجربةً فريدة حقًا. إنها رياضة سهلة المنال، اجتماعية، ومُجزية بلا حدود، مهما كان عمركِ أو مستوى خبرتكِ.

من يدري؟ قد تكتشفين مع الوقت أنها رياضتكِ المفضلة الجديدة، وسنكون معكِ لدعمكِ في رحلة نموكِ.