كيف تُحسَنين حياتكِ في 2024 من ناحية الغذاء والرياضة والراحة النفسية

تحسين نمط الحياة في 2024: الغذاء والرياضة والراحة النفسية

جمانة الصباغ

مع انتصاف الشهر الأول من العام 2024، ما زال لدينا متسعٌ من الوقت للتخطيط لسنةٍ أفضل على كافة الأصعدة؛ خاصةً الحياتية منها، والتي تتضمن الغذاء الصحي، ممارسة الرياضة، والعناية بصحة أجسادنا وعقولنا وصحتنا النفسية على وجه الخصوص، خصوصًا في خضم النزاعات والحروب والمشاكل العديدة التي نواجهها في الحياة كل يوم.

وللوصول لنمط الحياة الصحي الذي يُعدَ الهدف الأول لدى الكثيرين منا، لا بدَ من التركيز على ثلاثة أسس مهمة: الغذاء، النشاط البدني، والحالة المزاجية. وكلما كانت هذه الأسس سليمةً ومُحصَنة ضد الأمراض والمشاكل الصحية والنفسية، كلما زادت جودة الحياة ورفاهيتها، بما يسمح لنا بالإبداع والتفوق والنجاح في معظم نواحي الحياة المهنية والعائلية والاجتماعية والشخصية.

لذا ما رأيك عزيزتي، لو نتعرف معًا على أبرز الممارسات التي تتيح لكِ تحقيق نمط حياةٍ سليم ومستدام؛ من خلال نصائح وافانا بها مختصون في منتجع كامالايا؛ الواقع في جزيرة كوه ساموي التايلاندية، الحائز على عدة جوائز عالمية، والذي يقدم تجربةً صحية فريدة من نوعها لضيوفه تشمل معرفة أسرار العناية بالصحة.

ثلاث ممارسات يمكن دمجها في الروتين اليومي للوصول إلى نمط حياة صحي

الرياضة من أساسيات نمط الحياة الصحي الذي ينعكس إيجاباً على جودة الحياة
الرياضة من أساسيات نمط الحياة الصحي الذي ينعكس إيجاباً على جودة الحياة

من الممتع أن نطَلع على أسرار الحياة الصحية والجميلة من الخبراء في المنتجعات الصحية، خاصةً في حال لم يتوافر لدينا الوقت أو المال للذهاب إلى تلك المنتجعات والاستفادة من برامجها الصحية المختلفة.

لهذا، نجد أن الممارسات الأساسية لأسلوب الحياة الصحي التي يقدمها لنا خبراء "منتجع كالامايا" اليوم؛ هي فرصةٌ ذهبية لدمج تلك الممارسات في روتين حياتنا اليومية، وتعزيز الشعور الدائم بالتوازن والحيوية.

ترتكز الممارسات الثلاث التي نستعرضها معكِ الآن، على أسسٍ مهمة هي:

  1. التغذية السليمة

من الطبيعي أن نجد أنفسنا منهمكين في إعداد وتحضير الطعام على الدوام، كونه يمنحنا الطاقة للحركة وممارسة كافة مناحي الحياة بصورة طبيعية. لكن التغذية يجب أن يكون سليمةً ومدروسة، بحيث تتضمن العناصر الصحية الواجب تناولها على الدوام (الخضروات والفواكه/الحبوب الكاملة/الزيوت الصحية/الدهون الصحية).

كما ينبغي استخدام هذه العناصر في طرق طهوٍ صحية ولذيذة، تكون غنيةً بالمغذيات التي يحتاجها الجسم والتي تُرضي حاسة التذوق لدينا. وبحسب خبراء المنتجع، فإن اكتشاف قوة الأطعمة الكاملة والنباتية وعادات تناول الطعام المدروسة، تُساهم جميعًا في تدعيم وتعزيز الصحة الجيدة.

  1. تعزيز السلام الداخلي من خلال التأمل

يُشدَد الخبراء على التأثير الهائل للتأمل، الذي يُعد حجر الزاوية ضمن فلسفة العناية بالصحة في "كامالايا" والذي يمكنكِ تطبيقه عزيزتي في حياتكِ اليومية.

لذا لا ضير من تعلَم كيفية صنع لحظاتٍ من الهدوء وسط متطلبات الحياة، من خلال تقنيات التأمل التي تُهدَئ العقل وتُخفَف التوتر وتُعزَز التوازن العاطفي. ويمكنكِ المشاركة في العديد من الأنشطة المُختارة بعناية من قبل الخبراء، لتأمين معرفة كيفية الوصول إلى السلام الداخلي والوعي التام ودمجهما في روتينكِ اليومي.

  1. الاستفادة من الطاقة الحيوية مع البراناياما

وهي ممارسة اليوغا القديمة للتحكم في التنفس. وتُعتبر البراناياما ممارسةً تنظيم التنفس، وهي تمرينٌ مهم للصحة البدنية والنفسية. باللغة السنسكريتية القديمة، "برانا" تعني طاقة الحياة، فيما تُشير "ياما" للسيطرة؛ ما يعني أن "البراناياما" هي السيطرة على طاقة الحياة من خلال التنفس.

يمكنكِ الاستمتاع بتجربة الفوائد العميقة للبراناياما، والاستفادة من الطاقة التي تصلكِ من خلال التنفس الذي ينُشَط الجسم ويُصفَي العقل ويُعزَز الحيوية العامة. وفي البداية، ينصحكِ الخبراء بدمج تقنيات البراناياما البسيطة؛ لتجديد طاقتكِ وإضفاء المزيد من الوضوح على حياتكِ قبل الولوج إلى التقنيات الأعمق والتي يمكن تحقيقها من خلال التدرب.

العناية بنمط الحياة الصحي لتحسين جودة الحياة

هي العبارة التي افتتحنا بها موضوعنا اليوم، وبها ننهي الفقرة الأخيرة منه؛ لنعيد التأكيد على أن الحياة الصحية هي مفتاح جودة الحياة، التي يتمنى الكثيرون تحقيقها لأنفسهم ومن يحبون.

ويشير موقع "ويكيبيديا" إلى أن جودة الحياة تعني السلامة العامة للأفراد والمجتمعات، مع تلخيص السمات السلبية والإيجابية في الحياة. وترصد جودة الحياة، الرضا عن الحياة بما في ذلك كل شيء من الصحة الجسدية، والعائلة، والتعليم، والتوظيف، والثروة، والأمان، وضمان الحرية، والمعتقدات الدينية، والبيئة.

وعليه، يتأكد لنا أن الحياة الجيدة هي المرتبطة ارتباطًا وثيقًا ب"صحة الجسد والعقل والروح"؛ وينبغي العمل على تحسين نمط الحياة اليومي بغية الوصول إلى هذه الجودة. وننقل عن موقع وزارة الصحة السعودية لمكونات نمط الحياة الصحي كالآتي:

لا تهملي موضوع النوم الجيد كونه يأتي ضمن أولويات الحياة الصحية
لا تهملي موضوع النوم الجيد كونه يأتي ضمن أولويات الحياة الصحية
  1. الغذاء المتوازن والسلوك الغذائي الصحي.
  2. ممارسة النشاط البدني والرياضي.
  3. النوم الصحي (جودة النوم كمًا وكيفًا).
  4. التحكم في ضغوط الحياة.
  5. تجنب العادات السلوكية الضارة مثل التدخين وشرب الكحول وغيرها.

أهمية اتباع نمط الحياة الصحي

يفكر كثيرون أنه لا داعٍ لإنهاك أجسامنا وعقولنا بالتفكير والتركيز على اتباع نمط الحياة الصحي، طالما أن الإنسان يعيش مرةً واحدة وبالتالي لا ضير من الاستمتاع بكافة مغريات الحياة.

لكن ما لا يدركه هؤلاء، هو أن الحياة الصحية لها العديد من الفوائد؛ فهي تجعلنا نستمتع بالحياة كذلك الأمر، فضلًا عن التقدم بالسن دون أمراض أو متاعب صحية تفرض علينا ضريبةً مالية عالية وأعباءً جسدية ونفسية. وبالإجمال، يمكن تلخيص أهمية نمط الحياة الصحي بالتالي:

  • يرفع مستواكِ الصحي بصورةٍ عامة.
  • يُنظَم مستوى الهرمونات في الجسم (وهذه مسألةٌ مهمةٌ جدًا للنساء بشكل خاص).
  • يُحسَن الذاكرة والاستيعاب والمزاج وعمل الدماغ.
  • يُقوَي من عضلات الجسم.
  • يساعد في الوقاية والعلاج من الأمراض.
  • يساعدكِ على انقاص وزنكِ.

أساسيات نمط الحياة الصحي

نعود للتأكيد على أساسيات نمط الحياة الصحي، ونلخصها كالتالي:

  1. الطعام الصحي

  • الإكثار من تناول الخضروات والفواكه والبيض والسمك والدجاج والحليب قليل الدسم والمكسرات.
  • شرب الماء بكثرة.
  • استبدال الخبز الأبيض وغيره من النشويات بالخبز الكامل الحبة.
  • تجنب أو الإقلال من الدهون الحيوانية، واستبدالها بالدهون الصحية التي تتوافر في الأفوكادو وزيت الزيتون وغيرها.
  • تجنب السكر والملح وكل أصناف الطعام التي تشتمل على هذين العنصرين مثل المشروبات والعصائر والكيك وغيرها.
  1. النوم الصحي

التأكد من النوم ليس أقل من 7 ساعات يوميًا أو أكثر من 9 ساعات، وذلك في مكان وضمن ظروفٍ مناسبة وملائمة لتحقيق نومٍ هادئ وعميق.

  1. الرياضة البدنية بانتظام يوميًا

  • المشي الشديد لمدة نصف ساعة.
  • الجري لمدة 5-10 دقائق.
  • تمارين البدن (حمل الجسم) في المنزل.
  • لو أمكن، ممارسة التمارين في الجيم أو النادي الرياضي.
  • حاولي أن تكون السعرات الحرارية التي تحصلين عليها من الطعام تساوي – أو أقل لانقاص الوزن – مما تستهلكينه في الحركة والتمارين.
يساعد التأمل في تعزيز السلام الداخلي ورفاه الحياة
يساعد التأمل في تعزيز السلام الداخلي ورفاه الحياة
  • الاستمرار لمدة شهر على الأقل قبل أن تريالنتيجة التي تطمحين إليها.

ختام القول، أن الحياة الصحية التي تنعكس إيجابًا على جودة الحياة ورفاهيتها؛ هي قاب قوسين أو أدنى من التحقق، في حال التزمتِ عزيزتي بأسسها وعملتِ على تحقيقها بالشكل المطلوب. وليكن معلومًا لديكِ أن كل نتيجةٍ إيجابية ستجنيها من هذه الممارسات، ستنعكس إيجابً وبصورة صحية عالية على صحتكِ وتجعلكِ تستمتعين بسنوات حياتكِ دون منغصات وأمراض.