فعالةٌ في علاج العديد من الأمراض المزمنة: إليكِ فوائد الخلايا الجذعية على الصحة

فعالةٌ في علاج العديد من الأمراض المزمنة: إليكِ فوائد الخلايا الجذعية على الصحة

جمانة الصباغ

نجح وينجح العلم الحديث، في علاج العديد من الأمراض والمشاكل الصحية الخطيرة التي تُلم بالإنسان في مراحل مختلفة من حياته. حتى أن بعض الإنجازات الطبية الحديثة، تشهد نجاحًا في تأخير الشيخوخة وضمان شباب الجسم والعقل لفترةٍ طويلة، فضلًا عن التقليل من مخاطر الإصابة بالعديد من الأمراض وتخفيف حدة أمراضٍ مزمنة.

ويأتي هذا النجاح من عوامل عدة، منها استخدام الخلايا الجذعية التي أثبتت بما لا يقبل الشك، أنها أحد الوسائل الفعالة لعلاج الكثير من الحالات الصحية الصعبة والخطيرة.

ويشير موقع "ويب طب" إلى أن الخلايا الجذعية تُعتبر من الطرق العلاجية الحديثة للعديد من الأمراض والحالات الصحية المختلفة؛ من أهمها إصابات الحبل الشوكي، وداء السكري من النوع الأول، ومرض باركنسون وغيرها العديد.

قبل الخوض بشكلٍ مفصل في الفوائد الصحية لاستخدام الخلايا الجذعية في علاج الأمراض والمشاكل الصحية، لا بدَ من التعرف أكثر على ماهية هذه الخلايا؛ ما المقصود بها وما وظيفتها...

أثبتت الخلايا الجذعية قدرةً كبيرة على تحسين جودة الحياة وعلاج الأمراض
أثبتت الخلايا الجذعية قدرةً كبيرة على تحسين جودة الحياة وعلاج الأمراض

بحثنا عن معنى الخلايا الجذعية وتفاصيل إضافية عنها على موقع "مايو كلينك" فوجدنا الآتي..

الخلايا الجذعية هي المواد الخام للجسم ، وهي الخلايا التي تتولد منها جميع الخلايا الأخرى التي تؤدي الوظائف المتخصصة. وتنقسم الخلايا الجذعية في ظل الظروف المُناسبة في الجسم أو المختبر لتكوّن مزيدًا من الخلايا، تُسمى الخلايا الوليدة.

هذه الخلايا الوليدة، إما أن تصبح خلايا جذعية جديدة أو خلايا متخصصة (متمايزة) ذات وظيفةٍ أخرى أكثر تخصصًا؛ مثل خلايا الدم أو خلايا الدماغ أو خلايا عضلة القلب أو الخلايا العظمية. ولا تتمتع خلايا أخرى في الجسم بهذه القدرة الطبيعية على توليد أنواع جديدة من الخلايا.

للخلايا الجذعية مصادر متعددة هي:

  • الخلايا الجذعية الجنينية: وتأتي هذه الخلايا من الأجنة التي تتراوح أعمارها بين 3 و5 أيام؛ ويُطلق على الجنين في هذه المرحلة الكِيسة الأُريمية، ويحتوي جسمه على 150 خلية تقريبًا.

يتمتع هذا النوع من الخلايا بقدرات متعددة؛ فهي قادرةٌ على التشعب لإنتاج المزيد من الخلايا الجذعية، أو يمكن أن تصبح أي نوعٍ من الخلايا في الجسم. ويُتيح هذا التنوع استخدام الخلايا الجذعية الجنينية لإعادة تكوين الأنسجة والأعضاء المصابة بأمراض أو ترميمها.

  • الخلايا الجذعية البالغة: تتواجد بأعدادٍ قليلة في غالبية أنسجة البالغين، مثل نخاع العظم أو الدهون. وتتميز الخلايا الجذعية البالغة بقدرةٍ محدودة على تكوين خلايا الجسم المختلفة مقارنةً بالخلايا الجذعية الجنينية.وكان الباحثون يعتقدون، حتى وقت قريب، أن الخلايا الجذعية البالغة لا يمكنها سوى تكوين أنواعٍ مماثلة لها من الخلايا. إلا أن الأدلة التي ظهرت حديثًا، تشير إلى قدرةهذه الخلايا على تكوين العديد من أنواع الخلايا؛فالخلايا الجذعية مثلًا في نخاع العظم، قادرةٌ على تكوين خلايا العظم أو عضلة القلب.

وقد أدت الأبحاث إلى إجراء مراحل مبكرة من التجارب السريرية للوقوف على فوائد الخلايا الجذعية البالغة ومدى أمانها على البشر. فمثلًا، تخضع الخلايا الجذعية البالغة حاليًا لاختباراتٍ على المصابين بمرضٍ عصبي أو قلبي، وتحولت الخلايا البالغة لتكتسب خصائص الخلايا الجذعية الجنينية. إذ نجح العلماء في تحويل خلايا البالغين العادية إلى خلايا جذعية باستخدام إعادة البرمجة الوراثية؛ ويمكن لهؤلاء الباحثين، عن طريق تحويل الخلايا البالغة، إعادة برمجة الخلايا حتى تؤدي وظائف الخلايا الجذعية الجنينية نفسها.

هذا الأسلوب الجديد، قد يسمح باستخدام الخلايا المُعادة برمجتها عوضًاعن الخلايا الجذعية الجنينية، وتفادي رفض الجهاز المناعي للخلايا الجديدة. لكن العلماء لم يتوصلوا لغاية الآن، إلى معرفة ما إذا كان استخدام خلايا محوّلة سيتسبب في آثارٍ ضارة لدى البشر أم لا.

  • الخلايا الجذعية قبل الولادة: لقد اكتشف الباحثون وجود خلايا جذعية في السائل السَّلَوِي بالإضافة إلى دم الحبل السري؛ وتمتلك هذه الخلايا الجذعية القدرة على التحوّل إلى خلايا متخصصة.

اهتمام العلم بالخلايا الجذعية

يشير موقع "مايو كلينك" المتخصص، إلى أن الباحثين يأملون في أن تساعد دراسات الخلايا الجذعية على تحقيق التالي:

  • زيادة فهم كيفية حدوث المرض: يمكن للباحثين، من خلال مراقبة نمو الخلايا الجذعية حتى تصبح خلايا في العظام وعضلة القلب والأعصاب والأعضاء والأنسجة الأخرى، التوصل إلى فهمٍ أفضل لكيفية تطور الأمراض والحالات.
  • توليد خلايا سليمة لتحلَ محل الخلايا المتأثرة بالمرض (وهو ما يُعرف بالطب التجديدي). إذ بالإمكان توجيه الخلايا الجذعية لتصبح خلايا من نوعٍ معين،لاستخدامها مع المرضى بغية تجديد وإصلاح الأنسجة التالفة أو المتأثرة بالمرض. وتشمل فئات المرضى الذين يمكنهم الاستفادة من علاجات الخلايا الجذعية، الأشخاص المصابين بإصابات الحبل الشوكي؛ داء السكري من النوع الأول؛ مرض الباركنسون؛ التصلب الجانبي الضموري؛ داء الزهايمر؛ أمراض القلب؛ السكتة الدماغية؛ الحروق؛ السرطان، والالتهاب المفصلي العظمي.
  • اختبار الأدوية الجديدة لمعرفة مدى سلامتها وفاعليتها: قبل استخدام الأدوية البحثية على الأفراد، بإمكانالباحثين الاستعانة ببعض أنواع الخلايا الجذعية لاختبار سلامة الأدوية وجودتها. ويُرجَح أن يكون لهذا النوع من الاختبارات تأثيرٌ مباشر، أولًا على تطوير الأدوية المخصصة لاختبارات تسمم القلب.
تساعد الخلايا الجذعية المخزنة بطرق صحيحة في علاج العديد من الأمراض
تساعد الخلايا الجذعية المخزنة بطرق صحيحة في علاج العديد من الأمراض

فوائد الخلايا الجذعية للصحة

بعد الإضاءة على طبيعة الخلايا الجذعية ومساهمتها بشكل كبير في تطوير العلاجات الموجودة، والنجاح في تخليق خلايا جديدة أكثر نفعًا؛ نطَلع الآن على فوائد الخلايا الجذعية للصحة.

وقد أورد موقع "ويب طب" لمجموعةٍ من هذه الفوائد، نستعرضها بالآتي:

  • علاج أمراض القلب والأوعية الدموية

تحول هذه الأمراض دون حصول أنسجة القلب على الأكسجين، ما قد يتسبب في تشكَل نسيجٍ ندبي، يؤدي إلى تغيير ضغط الدم أو تدفق الدم. وتشير الأبحاث إلى تمايز الخلايا الجذعية من نخاع العظم البالغ، إلى الخلايا المطلوبة؛ بهدف إصلاح الأوعية الدموية والقلب الناجم عن إفراز العديد من عوامل النمو.

  • تسريع التئام الشقوق والجروح

وجدت أبحاثٌ ودراساتٌ عدة، أن استخدام الخلايا الجذعية في علاج الشقوق والجروح، ذو فاعليةٍ كبيرة؛ إذ تساعد هذه الخلايا في تحسين نمو أنسجة الجلد الصحية الجديدة، وتعزيز الكولاجين، بالإضافة إلى تحفيز نمو الشعر بعد الشقوق أو التساقط، والمساعدة في استبدال النسيج الندبي بأنسجة مُطوَرة حديثًا.

  • علاج أمراض التنكس العصبي

يشهد التقدم الطبي الحالي في طرق علاج بعض أمراض التنكس العصبي  كالباركنسون وهنتنغتون، نجاحًا لافتًا عند زرع الخلايا الجذعية؛ التي وُجد أنها تعمل على تكوين خلايا عصبية وخلايا جديدة في الدماغ، بعد التعرض لأيّ إصاباتِ في الدماغ أو حتى الإصابة بالتنكس المعرفي.

  • علاج أمراض المناعة الذاتية

وهي أمراضٌ تُعيق قدرة الجهاز المناعي في الجسم من محاربة العدوى المُسبَبة للمرض. ويُعدَ استخدام الخلايا الجذعية كأحد الطرق العلاجية الحديثة لأمراض المناعة الذاتية، خاصةً للمرضى الذين يعانون من حالاتٍ شديدة ومُنهكة، مثل التهاب المفاصل الروماتويدي، والذئبة.

  • مساعدة حالات جراحة العظام

يمكن أن يساعد هذا النوع من العلاجات الحديثة، الأفراد الذين يعانون من الانزعاج المرتبط بحالات العظام وأمراض العمود الفقري، والإصابات المرتبطة بالرياضة. إذ تتم معالجة المصادر الأساسية للألم، مع توفير فرصةٍ لآثار الشفاء والتعافي والتخفيف الدائم من الانزعاجات المستمرة في بعض الحالات.

لا تقتصر فوائد الخلايا الجذعية على هذه النواحي فقط، بل أن لها منافع عديدة في أمورٍ صحية أخرى منها:

  1. التخفيف من الآلام: إذ تساعد هذه الخلايا في السيطرة على الآلام وتقليل الالتهابات التي يمكن أن تُصاحب الألم، بهدف الإصلاح وتجديد المنطقة المصابة.
  2. إصلاح وتجديد الأنسجة التالفة: وتبرز أهمية استخدام الخلايا الجذعية في هذا المجال، كونها تُسهم في إصلاح وتجديد الأنسجة التالفة للأعصاب والغضاريف، والعضلات.ويمكن للعلاج بالخلايا الجذعية أن يضمن نتائج آمنة وفعالة في العديد من هذه الحالات.
  3. عدم الحاجة للخضوع للتخدير العام: كون العلاج سيكون طفيف التغلل وغير جراحي، وبالتالي لا يحتاج الأطباءلإخضاع المرضى للتخدير العام.
  4. التقليل من مخاطر الرفض: يتم في حالاتٍ عدة، استخدام المواد البيولوجية المُشتقة مباشرةً من جسم المريض في علاجات الخلايا الجذعية؛ ما يُقلَل فرصة رفض الجسم أو خطر حدوث أيّ مضاعفاتٍ مقارنةً بالعلاجات الأخرى.

خلاصة القول، أن للخلايا الجذعية العديد من المزايا والفوائد التي تجعل منها ثورةً كبيرة في عالم الطب. ويساعد الاحتفاظ بهذه الخلايا وتخزينها بشكل صحيح، في الاستفادة منها مستقبلًا لعلاج أي مرضٍ مستعصٍ أو حالةٍ طبية صعبة، قد لا تنفع معها العلاجات التقليدية.