كيفية زيادة الجلوتاثيون في الجسم

يعالج فقر الدم والعقم وتصلب الشرايين: إليكِ كيفية زيادة الجلوتاثيون في جسمكِ

جمانة الصباغ

قد يبدو العنوان غير مألوفٍ بعض الشيء لعامة الناس، ممن لا يعرفون الكثيرمن المصطلحات العلمية العميقة. والحال هذا ينطبق على الجلوتاثيون، الذي لا يعلم عنه العديد من الناس، إلا من يعانون من مشكلاتٍ صحية معينة تستوجب اللجوء لهذا المادة.

إذن، الجلوتاثيون وبحسب تعريف موقع "الطبي" المتخصص؛ يتم إنتاج مادة الجلوتاثيون Glutathioneبالجسم بشكل طبيعي عن طريق الكبد، ويُطلق عليها أيضًا تسمية  (GSH). تتكون هذه المادة من ثلاثة أنواع من الأحماض الأمينية هي السيستين، والغلايسين، والغلوتاميت؛ كما يمكن الحصول عليها أيضًا من الغذاء، إذ تحتوي منتجات الألبان، والحبوب، والخبز على نسبةٍ قليلة من الجلوتاثيون، في حين تشهد الخضراوت، والفواكه نسبةً متوسطة من هذه المادة. أما اللحوم الطازجة فهي غنية بالجلوتاثيون، بالإضافة إلى تواجده في العديد من المكملات الغذائية.

يساهم الجلوتاثيون في بناء الأنسجة الحيوية وإصلاحها، وهنا لا بدَ من الإشارة إلى قدرة الجلوتاثيون على تحفيز الجهاز المناعي، ومساعدته في علاج ومنع مجموعةٍ واسعة من الحالات الصحية؛ بما في ذلك إعتام عدسة العين، ارتفاع ضغط العين، التهاب القولون، ارتفاع الكوليسترول، وهشاشة العظام. كما يتم استنشاقه لعلاج أمراض الرئة، مثل التليف الرئوي، وأمراض الرئة عند الأشخاص المصابون بفيروس نقص المناعة البشرية.

قبل الخوض في كيفية زيادة مستويات الجلوتاثيون في الجسم ضمن مستوياتٍ طبيعية، ما رأيك بالتعرف أكثر على فوائد هذه المادة والعلاجات التي يساهم فيها؟

الجلوتاثيون متوفر على شكل حبوب أو حقن
الجلوتاثيون متوفر على شكل حبوب أو حقن

فوائد الجلوتاثيون على الصحة

يضيف موقع "الطبي" على أن نقص معدلات الجلوتاثيون في الجسم، يمكن أن تتسبب في العديد من المشاكل الصحية. فهو ذو تأثيرٍ كبير على الأكسدة، ما يجعله ضروريًا للوقاية من الكثير من الأمراض. وأي نقص في الجلوتاثيون يمكن أن يؤدي للإصابة بأمراضٍ مثل الزهايمر، الشلل الإرتعاشي أو مرض الباركنسون، أمراض القلب، التليَف الكيسي، النوبات القلبية والسكتة الدماغية فضلًا عن مرض السكري.

يحتاج كذلك الأمر مرضى السرطان، للتزوَد بالجلوتاثيون عن طريق الحقن العضلي؛ وذلك للوقاية من الآثار الجانبية الضارة والسامة للعلاج الكيميائي. كما أنه علاجٌ فعال لحالات العقم عند الرجال.

من هنا تبرز أهمية الحصول على الجلوتاثيون من مصادره المتعددة وتحت إشراف الطبيب، كونه مضادٌ قوي للأكسدة؛ ما يجعله مفيدًا في علاج العديد من الأمراض مثل:

  • علاج حالات أنيميا فقر الدم: إذ يُسهم حقن الجلوتاثيون في الوريد للمرضى الذين يعانون من أمراض الكلى ويخضعون لعمليات غسل الكلى، في تجنيبهم الإصابة بمشكلة فقر الدم. كما أن هذه المادة مهمةٌ للمساعدة في تحسين تدفق الدم، وتقليل تخثره عند الأشخاص الذين يعانون من تصلب الشرايين.
  • علاج مرض التهاب القولون التقرحي: إذ تمتاز أمراض الأمعاء الالتهابية مثل التهاب القولون بحدوث الإجهاد التأكسدي؛ وبالتالي يتم استخدام الجلوتاثيون، أحد مضادات الأكسدة الفعالة، لعلاج هذه المشكلة.
  • تحسين صحة القلب والأوعية الدموية: يصف الأطباء المختصون المكملات الغذائية التي تحتوي على الجلوتاثيون، بالإضافة إلى ممارسة التمارين الرياضية يوميًا، للأشخاص الذين يعانون من مشكل في القلب؛ بغية تعزيز وظائف القلب والأوعية الدموية، وتحسين تدفق الدم.
  • علاج مرض التوحد: وفقًا لدراسة نُشرت في العام 2011، تبيَن أن الجلوتاثيون يساعد في علاج مرض التوحد. وقد خضع للدراسة 26 طفل تتراوح أعمارهم بين 3 إلى 13 سنة، يعانون من اضطراب طيف التوحد؛ وتمَ خلال الدراسة استخدام مكملات الجلوتاثيون أو الجلوتاثيون في علاجهم عن طريق الجلد لفترةٍ معينة، ما أسهم في نهاية الدراسة بتحسين أعراض المرض لديهم.
  • استخدام الجلوتاثيون للبشرة: تساعد هذه المادة المضادة للأكسدة، في تبييض البشرة وتوحيد لونها؛ لذا نجد أن العديد من مستحضرات العناية بالبشرة تحتوي على الجلوتاثيون، مثل الكريمات والصابون إضافةً إلى المكملات الغذائية المعنية بتعزيز صحة البشرة.
لا يُنصح بتناول مكملات الجلوتاثيون أثناء الحمل والرضاعة
لا يُنصح بتناول مكملات الجلوتاثيون أثناء الحمل والرضاعة

كيفية زيادة الجلوتاثيون في الجسم

بعد استعراض العديد من الفوائد الصحية والجمالية التي توفرها مادة الجلوتاثيون، نتطرق الآن إلى نقطةً أساسية: ألا وهي كيفية زيادة الجلوتاثيون في الجسم.

وكما ذكرنا في بداية المقالة، فإن الجلوتاثيون تتوافر في العديد من أصناف الطعام إضافةً إلى المكملات الغذائية التي يصفها الطبيب. ووفقًا لموقع "ويب طب" المختص بالشؤون الصحية، يمكن زيادة الجلوتاثيون في الجسم من خلال طرقٍ طبيعية أو عن طريق الحبوب والأدوية.

بالنسبة للطرق الطبيعية، يمكن منع نقص الجلوتاثيون في الجسم من خلال التركيز على تناولالأطعمة الغنية بالكبريت كمنتجات الألبان، والسمك، واللحم البقري؛ زيادة استهلاك فيتامين ج؛ إدخال الأطعمة الغنية بالسيلينيوم إلى نظامكِ الغذائي مثل الدجاج، واللحم البقري، والسمك، والكبد، والأرز البني؛ تناول الأطعمة الغنية بمادة الجلوتاثيون كالسبانخ، والأفوكادو، والبامية، والهليون.

كما يُساعد إضافة الكركم إلى النظام الغذائي اليومي، النوم لساعات كافية ومناسبة كل ليلة، تجنب تناول الكحول، وممارسة الرياضة بانتظام في الحفاظ على مستويات الجلوتاثيون في الجسم.

فيما يخص استخدامات حبوب وحقن الجلوتاثيون، تختلف طرق أخذها حسب الحاجة إليها:

  1. الوريد

يتم استخدام الجلوتاثيون في الوريد في العديد من الحالات الصحية والعلاجات؛ منها التقليل من المضاعفات السلبية للعلاجات الكيميائية الخاصة بأمراض السرطان، علاج أمراضالباركنسون وداء السكري، علاج فقر الدم عند الأشخاص الذين يخضعون لغسيل الكلى، وعلاج العقم عند الرجال. لكن يردف الموقع المختص إلى الحاجة للمزيد من الأبحاث والأدلة العلمية، بغية تقييم لتقييم الجلوتاثيون لهذه الاستخدامات.

  1. الفم

يتم استخدام الجلوتاثيون عن طريق الفم لعلاج حالات إعتام عدسة العين؛ زُرق العين؛ الوقاية والحد من الشيخوخة؛ علاج الربو ومرض القلب؛ علاج ارتفاع مستويات الكوليسترول؛ وعلاج مشاكل الكبد والزهايمر والباركنسون.

3. الاستنشاق

غالبًا ما يتم اتباع هذه الطريق لحلَ وعلاج مشاكل وأمراض الرئة المختلفة.

الآثار الجانبية لحبوب الجلوتاثيون

من الجدير ذكره أن الجلوتاثيون يُعتبر آمنًا لمعظم البالغين في حال تناوله على شكل حبوب، أو استنشاقه، أو حقنه في العضلات أو الأوردة. إلا أنه لا يخلو من بعض المضاعفات الجانبية التي ينبغي التنبه لها.

يتوافر الجلوتاثيون في العديد من مصادر الطعام
يتوافر الجلوتاثيون في العديد من مصادر الطعام

ويورد موقع "ويب طب" تلك الآثار الجانبية بالآتي:

  • فترة الحمل والرضاعة الطبيعية: لا تتوفر أدلةٌ كافية حتى الآن، عن مدى سلامة استخدام حبوب الجلوتاثيون خلال هذه الفترة؛ لذلك من الأفضل لكِ عزيزتيتجنب هذه الحبوبخلال الحمل وما بعد الولادة.
  • الربو: لا يُنصح باستنشاق الجلوتاثيون في حال كنتِ تعانين من مشاكل الربو؛ لأنه قد يزيد الحالة الصحية سوءًا.

في الختام، يؤكد موضوعنا اليوم على أهمية موازنة كافة المواد والعناصر الأساسية التي يحتاجها الجسم، للبناء والنمو والمحافظة على الصحة. ويأتي الجلوتاثيون من ضمن هذه المواد، نظرًا لأدواره العديدة والمهمة في تعزيز الصحة وعلاج الكثير من المشاكل الصحية والأمراض.

إنما لا بد، وكما ننصح دائمًا؛ بوجوب استشارة الطبيب المختص للتأكد من نقص مستويات هذه المادة في الجسم، ووصف الطريقة الأنسب لكِ لعلاج هذا النقص.