نصائح طبية لتخفيف الاكزيما في الصيف

لا تجعلي الأكزيما تفسد عليك الاستمتاع بالصيف.. باتباع هذه النصائح

جمانة الصباغ

عاد فصل الصيف بأيامه الطويلة المتراخية، وعاد معه أجواء السهر والسفر والسباحة والخروج في نزهات في الطبيعة واستكشاف العديد من الأماكن الجديدة داخل الدولة وخارجها؛ ضمن العطلة الصيفية التي ينتظرها الكبار والصغار على حد سواء.

لكن للأسف، يعود أيضًا موسم المشاكل الجلدية التي يمكن أن يظهر بعضها في هذا الفصل، أو يزيد بعضها الآخر حدةً مثل التهاب الجلد التحسسي المعروف أكثر بالأكزيما. وهو مرضٌ يصيب الجميع دون استثناء، وإن كانت بداياته تحصل غالبًا في سن مبكرة.

كي لا يتسبب لك ولأحبتك، التهاب الجلد التحسسي بأية مشاكل وإزعاجات خلال فصل الصيف؛ ولتنعمي بصيف هادئ ومنعش سواء قررت السفر هذه السنة أو اخترت البقاء في المكان الذي تعيشين فيه؛ تقدم لك الدكتورة منى سماحة، طبيبة أطفال متخصصة من المستشفى الكندي التخصصي، بعض النصائح الفعالة للتخفيف من حدة هذه المشكلة.

إنما بدايةً.. فلنتعرف سويًا على التهاب الجلد التحسسي، أسبابه وأعراضه كما أفادتنا الدكتورة سماحة.

الدكتورة منى سماحة من المستشفى الكندي التخصصي
الدكتورة منى سماحة من المستشفى الكندي التخصصي

ما هو التهاب الجلد التحسسي

أو الأكزيما، هو مرضٌ مُزمنٌ؛ يُسبَب التهاب واحمرار وتهيج الجلد، ما قد ينتج عنه حكةٌ شديدة في الجلد. ويؤدي الحك إلى مزيد من الاحمرار والتورم والتشقق و"البكاء" وهو السائل الصافي، إضافة إلى القشور. في معظم الحالات، هناك فترات من تفاقم المرض، تسمى "التوهجات"؛ تليها فترات من تحسَن المرض، معروفة بإسم"فترات الهدوء".

سن الإصابة بالأكزيما

يظهر التهاب الجلد التحسسي عادةً أثناء الرضاعة وفي مرحلة الطفولة. بالنسبة للعديد من الأطفال، يختفي المرض قبل سنوات المراهقة. ومع ذلك، قد يستمر ظهور الأعراض لدى بعض الأطفال في سن المراهقة والبالغين. وفي بعض الأحيان، يظهر المرض لأول مرة عند بعض الأشخاص خلال مرحلة البلوغ.

أعراض وأسباب التهاب الجلد التحسسي

بحسب الدكتورة سماحة، فإن أكثر أعراض التهاب الجلد التأتبي شيوعًا هي الحكة، والتي يمكن أن تكون شديدة. وتشمل الأعراض الشائعة الأخرى:

  • ظهور بقع حمراء وجافة من الجلد.
  • الطفح الجلدي الذي قد يُفرز سائلًا واضحًا، أو ينزف عند الخدش.
  • سماكة الجلد وتصلبه.
  • غالبًا ما يعاني المرضى ذوو البشرة الداكنة من سواد الجلد أو تفتيحه في مناطق التهاب الجلد.
  • ثنية إضافية للجلد تحت العين.
  • اسمرار الجلد تحت العينين.
  • تجاعيد الجلد الزائدة على راحة اليدين وباطن القدمين.

وغالبًا ما يعاني الأشخاص المصابون بالتهاب الجلد التأتبي من حالات أخرى؛ مثل الربو والحساسية، بما في ذلك الحساسية الغذائية؛ والأمراض الجلدية الأخرى، مثل السماك، والاكتئاب أو القلق، وقلة النوم.

فيما يخص الأسباب ، يبقى السبب الدقيق لالتهاب الجلد التأتبي غير واضح بشكل تام؛ ولكن تلعب مجموعةٌ من العوامل الوراثية والمناعية والبيئية، دورًا في المرض. فيما تتأثر الإناث بشكل أكثر شيوعًا من الذكور في الإصابة بهذا المرض،وعادةً ما يكون هناك تاريخٌ عائلي من التهاب الجلد التأتبي أو الربو.

هل تتسبب الأكزيما بمضاعفات

تساعد الكريمات الموصوفة من الطبيب في التخفيف من الاكزيما
تساعد الكريمات الموصوفة من الطبيب في التخفيف من الاكزيما

تنتج الأكزيما عن تغيرات في الطبقة الواقية من الجلد، مما يؤدي إلى فقدان الرطوبة. ويمكن أن يعزى ذلك إلى:

  • التغيرات الجينية التي تتحكم في بروتين معين، يساعد أجسامنا في الحفاظ على بشرة صحية.
  •  مشاكل في جهاز المناعة حيث يصبح مشوشًا ومُفرطًا في النشاط، مما قد يؤدي إلى التهاب الجلد.
  • عوامل بيئية معينة مثل دخان التبغ، مُلوثات الهواء، العطور، منتجات الجلد والصابون.

كل هذا قد يؤدي لمجموعة من مضاعفات الأكزيما، تلخصها الدكتورة سماحة بالتالي:

  • الالتهابات الجلدية البكتيرية والفيروسية.
  • قلة النوم التي يمكن أن تؤدي إلى مشاكل سلوكية عند الأطفال.
  • أكزيما اليد (التهاب جلد اليد).
  • مشاكل في العين؛ مثل التهاب الملتحمة (العين الوردية)، والتهاب الجفن.

هل بالإمكان علاج التهاب الجلد التحسسي

تجيب الدكتورة سماحة على هذا السؤال ب: نعم مشروطة بنوع الأكزيما، مشيرةً إلى أن روتين العناية اليومي بالبشرة هو أول وأفضل السبل لعلاج الأكزيما والتخفيف من حدتها.

ويتضمن هذا الروتين:

  • أخذ حمامات فاترة لتنظيف البشرة وترطيبها دون تجفيفها بشكل مفرط، والتقليل من الاستحمام لمرة واحدة في اليوم.
  • استخدام قطعة صابون غير مُعطَرة أو مُنظف غير الصابون.
  • تجفيف الجلد بعد الاستحمام بواسطة التربيت الخفيف، وتجنب الفرك الشديد.
  • استخدام مُرطَب لإغلاق الماء الذي تم امتصاصه في الجلد أثناء الاستحمام، وتجنب المستحضرات التي تحتوي على نسبة عالية من الكحول، والتي يمكن أن تُسبَب الحرق.
  • حماية الجلد من المُهيَجات والملابس الخشنة مثل الصوف.
ننسبب الاكزيما بالحكة المزعجة وقلة النوم
ننسبب الاكزيما بالحكة المزعجة وقلة النوم

هنالك أيضًا مسألة التحكم بالتوتر والحصول على نوم مريح، وهي عوامل قد تزيد من حدة الأكزيما في حال عدم معالجتها بشكل صحيح ودائم. كما تنصحك الدكتورة سماحة بضرورة الحفاظ على مستوى درجات الحرارة الداخلية؛ ما يعني إبقاء المنزل ومكان العمل عند درجة حرارة باردة ومستقرة، ومستويات رطوبة ثابتة، وتجنب ارتفاع درجة الحرارة.

هذا بخصوص الإجراءات الوقائية التي يمكن القيام بها لتخفيف الأكزيما؛ والتي تساعد بعض الأدوية والكريمات الموصوفة من قبل الطبيب المختص في تخفيفها أيضًا. مثل كريمات الترطيب التي تساعد في استعادة حاجز البشرة، كريمات ومراهم الكورتيكوستيرويد التي تُقلَل من الإلتهاب والتي يجب استخدامها حسب نصيحة الطبيب فقط، ومُثبطات الكالسينورين المُطبَقة على الجلد والتي تُقلَل من الالتهاب، كما تساعد على منع التوهجات وتُستخدم طبقًا لنصيحة الطبيب.

هناك أيضًا العلاج بالضوء، والذي أثبت فعاليته في الحد من التهاب الجلد التحسسي؛ خاصة في حال كان المرض شديدًا ومنتشرًا ولم يستجب للعلاجات الكريمية. إذ قد يوصي طبيبك المختص باستخدام موجات الضوء فوق البنفسجية أ أو ب، لعلاج الأعراض.

النظام الغذائي والإكزيما

يتساءل الكثيرون عما إذا كان للنظام الغذائي وتناول بعض الأطعمة، دورٌ في زيادة حدة الأكزيما أو التخفيف منها. والحقيقة لا توجد دراسات حتى الآن، توضح تسبَب بعض الأطعمة بشكل مباشر في الإصابة بالأكزيما.

لكن يبدو أن الأشخاص الذين يعانون من الأكزيما الحادة، ولديهم إصابات سابقة بالحساسية الموسمية؛ هم الأكثر عرضةً للإصابة بحساسية الطعام، لكن الحساسية قد تختلف من الناحية المناعية، بحسب الدكتورة جيني ليو، طبيبة أمراض جلدية وأستاذ مساعد في مينيابوليس.

وتوضح الدكتورة ليو أنه يجب تجنَب الأطعمة التي يكون الشخص مصابًا بالحساسية منها، للحد من خطر الإصابة بالحساسية المُفرطة. لكن تناول هذه الأطعمة قد لا يُسبَب بالضرورة الإكزيما. وتشير طبيبة الأمراض الجلدية إلى أنه لا يُنصح بتقييد الطعام، ما لم يكن هناك ارتباط واضح بين تناول طعام معين؛ خاصةً للأطفال الصغار والرُضع.

ومع ذلك، فإن اتبَاع نظام غذائي متوازن وغني بالدهون الصحية والبروتين، يُعدَ مفيدًا للجسم بشكل عام. كما قد يكون مفيدًا، تجنب الأطعمة المُحفَزة للالتهابات، كالتي تحتوي على نسبة عالية من نسبة السكر أو الأطعمة المُصنعة.

ووفقًا للدكتورة ليو، فقد أظهرت الدراسات السريرية أن من يعانون من الإكزيما، إذا ما تناولوا البروبيوتيك يوميًا؛ يمكن أن يُقلَل ذلك من شدة المرض. كما أن زيت السمك، الذي يحتوي على نسبة عالية من أحماض أوميجا 3 الدهنية، يمكن أن يساعد أيضًا على إعادة بناء الجلد ومحاربة الالتهاب.

في الختام، ننصحك عزيزتي القارئة بوجوب التحدث إلى طبيبك المختص، في حال كنت أو أحدًا من أفراد أسرتك، تعانون من الأكزيما. لتبيان الطرق الصحيحة والعلاجات والأطعمة وغيرها من الأمور التي ينبغي اتباعها، للحد من شدة هذه المشكلة خلال الصيف وعلاجها بفعالية.