"ميتي ديجن-كريستنسن" Mette Degn-Christensen

الرياض تُعيد تعريف التصميم... ميتي ديجن-كريستنسن تكشف لـ"هي" كواليس "داون تاون ديزاين"

مجلة هي
9 مايو 2025

في أبريل 2025، شهدت العاصمة السعودية لحظة محورية في مسيرتها الثقافية، مع انطلاق النسخة الأولى من معرض "داون تاون ديزاين الرياض" – منصة التصميم المعاصر التي طال انتظارها، والتي جلبت معها نخبة من العلامات العالمية والمواهب الإقليمية والمحلية إلى قلب مشهد إبداعي متسارع النمو.

من خلال هذا الحوار، تكشف "ميتي ديجن-كريستنسن" Mette Degn-Christensen، مديرة المعرض، عن الرؤية التي قادت إلى ولادة هذه النسخة الجديدة من المعرض الشهير في دبي، وتشارك رؤاها حول البيئة المتحولة في المملكة، وانعكاسها على التصميم، وأهمية تقديم منصة تنبض بالإبداع المحلي ضمن سياق عالمي.

"ميتي ديجن-كريستنسن" Mette Degn-Christensen مديرة معرض "داون تاون ديزاين"
"ميتي ديجن-كريستنسن" Mette Degn-Christensen مديرة معرض "داون تاون ديزاين" 

لماذا تعتقدين أن الرياض جاهزة لاستضافة معرض تصميم مثل "داون تاون ديزاين"؟

إن وتيرة التحول التي نشهدها في جميع أنحاء المملكة العربية السعودية استثنائية، وقد رافقها تركيز متزايد على التصميم كجزء أساسي من الحياة اليومية، وازداد معها الطلب على جماليات عصرية جديدة وتصاميم داخلية تتميّز بالجودة العالية. في المنازل، ومساحات الضيافة، والمساحات الثقافية، وأماكن العمل، هناك رغبة متنامية في بيئات تعكس هذا التوجه. ولتطبيق هذا النوع من التصميم في جميع أنحاء المملكة، أصبح من الضروري استكشاف أحدث المجموعات وحلول التصميم المبتكرة من مختلف أنحاء العالم.

يأتي "داون تاون ديزاين الرياض" استجابةً لهذه الحركة؛ سوق مزدهرة ومشهد إبداعي ديناميكي آخذ في التشكّل في المملكة. سيُقدّم المعرض للمملكة أول منصة مُخصّصة للتصميم المعاصر، الأصيل، وعالي الجودة، حيث تستعرض العلامات التجارية والمصنعون من مختلف أنحاء العالم مجموعاتهم، إلى جانب صالات العرض، والاستوديوهات، والمجموعات الفنية في المنطقة وخارجها، والتي تُقدّم إنتاجات بمساحات أصغر وتصميمات محدودة الإصدار. كما سيُوفّر المعرض منصةً لبعض المواهب الإبداعية السعودية المتميزة والمبادرات الثقافية التي تدعم هذه المنظومة والمجتمع الإبداعي، بما يسهم في رسم ملامح المرحلة المقبلة من تطور المشهد الإبداعي السعودي.

هناك تحوّل واضح نحو مشاريع أكثر تعمّدًا، ترتكز على الجودة وتدمج المعنى بالتصميم. يُعدّ معرض "داون تاون ديزاين الرياض" تطورًا نابعًا من روح التبادل الإبداعي الإقليمي، لبلدٍ يشقّ طريقه بثقة وطموح.

"داون تاون ديزاين"

ما الذي شكّل رؤيتكم عند تصوّركم لمعرض "داون تاون ديزاين الرياض"؟

كنا حريصين على خلق معرض تصميم في السعودية، مخصص للسعوديين. وهذا عنصر في غاية الأهمية. جمعنا علامات عالمية بارزة ومصممين إقليميين لتلبية سوق التصميم المتنامي، مع تسليط الضوء في الوقت نفسه على المواهب السعودية ضمن سياق محلي وعالمي على حدّ سواء. هذا التوجّه كان حاضراً في كل قرار اتخذناه.

صُمم معرض "داون تاون ديزاين الرياض" ليعكس أجواء زمانه ومكانه: بدءًا من القطع النحاسية الجريئة من "سكارليت سبليندور"، التي تُقدم لأول مرة في المنطقة قطعًا من تصميم ريتشارد هاتن، إلى جانب قطع أخرى تُبرز مهارة حرفية أصيلة، وصولًا إلى التصميم الاسكندنافي الأنيق من العلامات التجارية الرائدة "أند تراديشن" و"أودو كوبنهاغن" و"جوبي"، ومعرض الألوان التجريبي الذي تُقدمه جوتن بالتعاون مع مصمم محلي، و"سانت لويس"، الذي سيُقدم مجموعة "تورسيد" - جميعها مُختارة بعناية لتعكس الحوار بين الإبداع العالمي ومجال التصميم سريع التطور في المملكة العربية السعودية.

ومن أبرز فعاليات المعرض معرض "صُمم في السعودية"، وهي مبادرة من هيئة فنون العمارة والتصميم التابعة لوزارة الثقافة في المملكة العربية السعودية. يُمثل هذا المعرض لمحةً ثاقبةً عن توجهات التصميم والتصنيع السعودي، كجزء من الحوار العالمي.

وقبل كل شيء، أردنا أن يكون "داون تاون ديزاين الرياض" انعكاسًا لتوجهات التصميم السعودي - واثقًا، مُبدعًا، ومرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بجذوره. سيكتشف الزوار المواهب السعودية المتشابكة في جميع أنحاء المعرض، والمُقدمة إلى جانب أسماء إقليمية وعالمية، بأعمالٍ تمتدّ عبر الهندسة المعمارية وتصميم المنتجات والقطع، مُقدّمةً تفسيراتٍ معاصرة للتراث الثقافي، في عروضٍ مُدروسة بعنايةٍ لتلبية احتياجات السوق المحلي والمستهلك النهائي.

ما نوع التجربة التي تأملون أن يحظى بها الزوار عند دخولهم المعرض لأول مرة؟

يمتد برنامج داون تاون ديزاين الرياض إلى خارج القاعات إلى المباني والساحات المحيطة بالمنطقة، مع تدخلات خارجية غامرة مصنوعة من رمال السعودية من قِبل كريم+إلياس، والتي تدمج التنسيق الطبيعي في إنشاء المساحات، إلى جانب محطات طعام ومشروبات مبتكرة - بما فيها تجربة مضيئة في الظلام من تنفيذ الاستوديو الإبداعي Bompas & Parr، ونحن متحمسون جداً لرؤية تفاعل الزوار معها.

كريم+إلياس

وفي القسم المخصّص للتصاميم محدودة الإصدار والتصاميم القابلة للاقتناء، يُمكن للزوار استكشاف الحرفية والتميز في التصميم المطلوب من جميع أنحاء العالم والمنطقة. من أضواء استوديو أجهزة نيويورك الشهيرة، وأثاث كريستوف ديلكورت المنحوت، إلى أعمال لأسماء لامعة مثل توماس هيثرويك وسابين مارسيليس، وصولاً إلى بيتر مارينو أو دراغا وأوريل.

سواء كنت من محترفي التصميم، أو من مقتني القطع الفنية، أو حتى من المهتمين بالشأن الثقافي، فإن الهدف من المعرض هو أن يخرج الزوّار باكتشافات جديدة لمنازلهم، وبعلاقة أعمق مع مشهد التصميم في المنطقة.

كيف ترين اندماج معرض "داون تاون ديزاين الرياض" مع التطور الثقافي ونمط الحياة الأوسع في المدينة؟

"داون تاون ديزاين" هو معرض تصميم يقدم ملتقى ثقافيًا. يمكنك التجول في قاعاته ورؤية قطعة فنية من نيويورك بجوار قطعة فنية صُنعت في استوديو ناشئ بالرياض، ضمن سياق ذي صلة بالجودة والتصميم المعاصر، الذي يراعي السوق الحالية ومتطلباتها.

هناك إقبال كبير في هذه المدينة، وهو أمر مشجع ورائع حقًا. نحن متحمسون للغاية لكوننا جزءًا مما تبنيه المملكة من خلال توفير منصة، وأتطلع إلى رؤية كيف سيؤثر ذلك على السنوات القادمة.

"داون تاون ديزاين"

يكتسب العديد من المبدعين السعوديين اهتمامًا عالميًا - ما الذي يجعل هذا الجيل من المصممين جذابًا لك؟

ما يلفتني حقاً هو كيف يُضفون سياقهم على أعمالهم بشكل طبيعي. هناك إحساس بالإيقاع المادي والمكاني الذي يبدو خاصًا جدًا هنا، ولكنه مُعبر عنه بطريقة تتجاوز الحدود.

يقود المشهد التصميمي في السعودية حاليًا مهندسون معماريون تحولوا إلى صناع، ومصممو ديكور داخلي يتجاوزون حدود الديكور، واستوديوهات تُجرّب المواد المحلية والحرف اليدوية العريقة بطرق تعكس حاضرنا بامتياز. إنهم يترجمون لغة ثقافية غنية ومتعددة الطبقات إلى أشكال ملموسة وعملية ومفهومة عالميًا، دون أن يفقدوا ما يربطهم بجذورهم.