9 عادات بسيطة لتطوير الذات وتحرير العقل من سجن القلق

9 عادات بسيطة لتطوير الذات وتحرير العقل من سجن القلق

عبد الرحمن الحاج

لا شيء على الإطلاق يستنزف الطاقة أكثر من القلق والتفكير المفرط، القلق ذاك الضيف الثقيل الذي يعطي للأشياء الصغيرة ظلاً كبيراً، ويستنزف طاقة الحاضر دون أن يغير شيئاً في قدر الغد، تمامًا كما قال الفيلسوف الإيطالي ليو بوسكاليا: إن القلق لا يفرغ الغد من حزنه، بل يفرغ اليوم من قوته.

تبدأ العاصفة الذهنية عادًة بفكرة مزعجة واحدة، وسرعان ما تتشكل سحابة من المخاوف غير العقلانية التي تستنزف الطاقة العقلية والجسدية، لكن، يمكن للمرء أن يواجه هذه العاصفة المدمرة بمجموعة من العادات الذهنية والسلوكية التي تعيد السيطرة إلى العقل الواعي.

9 عادات بسيطة ومثبتة لتحرير العقل من سجن القلق

  1. إعادة تأطير المخاوف

إعادة تأطير المخاوف
إعادة تأطير المخاوف

تذكري عزيزتي أن معظم المخاوف لا تحدث أبداً، الخوف في أغلب الأحيان ليس إلا وحشاً يُبنى داخل العقل، ولكسر هذه الدائرة، يجب تذكير الذات بالسجل الواقعي: كم مرة تحققت تلك السيناريوهات الكارثية التي شغلت عقلك؟ الإجابة المنطقية تثبت أن المخاوف نادراً ما تتحقق، وإذا تحققت، فنادراً ما تكون بالسوء الذي توقعته.

  1. تجنبي الضياع وحددي أسوأ السيناريوهات

تجنبي الضياع وحددي أسوأ السيناريوهات
تجنبي الضياع وحددي أسوأ السيناريوهات

عندما يفتقر القلق إلى الوضوح، يسهل على العقل الانجراف نحو المخاوف الغامضة والمبالغ فيها، وحتى تستطيعين مواجهة هذه الفوضى، ابحثي عن الوضوح، واطرحي على نفسك السؤالين التاليين:

ما هو أسوأ ما يمكن أن يحدث بصراحة وواقعية؟

ما الذي يمكن فعله حيال ذلك ؟

الموكد أن التوقعات الكارثية لن تحدث أبدا، ففي التجربة العملية، نادراً ما يكون أسوأ ما يمكن أن يحدث واقعياً مخيفاً بقدر ما يتخيله العقل عندما يكون جامحاً وغير منضبط، لذلك القفز إلى النتيجة أفضل من البقاء في دائرة التوقعات المخيفة.

  1. تواصلي وتوقفي عن التخميني

تواصلي وتوقفي عن التخميني
تواصلي وتوقفي عن التخميني

أغلب ما يوقعنا في دائرة القلق وكثرة التوقعات والسيناريوهات هو محاولاتنا البائسة لقراءة أفكار الآخرين، فهذه الممارسة لا تؤدي إلا إلى خلق سيناريوهات كارثية مبنية على الافتراضات، اختاري الطريق الأقل إثارة للقلق، فتواصلي بشكل مباشر وأسألي، لأن هذا يعزز نهج الانفتاح في العلاقات، ويقلل من الصراعات غير الضرورية وسوء الفهم الذي يغذيه التفكير المفرط.

  1. أجلي القلق وفكري في الوقت الأمثل

أجلي القلق وفكري في الوقت الأمثل
أجلي القلق وفكري في الوقت الأمثل

عندما يكون العقل منهكاً بسبب الجوع أو الإرهاق الشديد أو قرب النوم، يصبح ضعيفاً، وتتسلل المخاوف بسهولة، تعلمي أن تقولي لنفسك: ليس الآن، ثم أجلي التفكير في الموقف أو القضية إلى وقت تعلمين فيه أن عقلك يعمل بأقصى كفاءة وتركيز، هذه الممارسة تتطلب الانضباط لكنها توفر الكثير من الطاقة.

  1. اكسري وهم الأهمية.. لا أحد يركز عليك

اكسري وهم الأهمية.. لا أحد يركز عليك
اكسري وهم الأهمية.. لا أحد يركز عليك

تذكري دائماً أن الآخرين مشغولون بالتفكير في شؤونهم الخاصة، في أطفالهم، أعمالهم، أو شركاء حياتهم، وفي آراء الآخرين عنهم، لا أحد يفكر فيك وفيما تفعلينه بالقدر الذي تتخيلينه، لذا، لا تدعي هذه الأوهام تعيقك أو تثبط عزيمتك عن اتخاذ قراراتك في الحياة.

  1. أخرجي قلق إلى النور

أخرجي قلق إلى النور
أخرجي قلق إلى النور

واحدة من أهم وسائل وطرق التخلص من القلق وأكثرها فعالية، إخراج القلق من سجن العقل إلى النور الخارجي، سواء كان ذلك بالتحدث مع شخص مقرب موثوق به، أو حتى بالكتابة عنه في دفتر خاص، إن مجرد التعبير عن الموقف بصوت عالٍ أو كتابته، يجعلك ترينه على حقيقته ويزيل عنه هالة التضخيم، قد تحتاجين أحياناً إلى مستمع فقط، وفي أحيان أخرى قد يساعدك الطرف الآخر في إيجاد منظور أكثر عملية للموقف.

  1. بناء القوة العقلية بالرياضة

بناء القوة العقلية بالرياضة
بناء القوة العقلية بالرياضة

قليل من الأمور تعمل بشكل جيد ومستمر مثل ممارسة الرياضة لتخفيف التوترات الداخلية، تعمل التمارين الرياضية على تحرير الإندورفين الذي يحسن المزاج بشكل فوري، وتساعد على الخروج من مساحة الرأس المليئة بالتوتر، التمارين المنتظمة، وخصوصاً التي تتضمن التركيز، تمنح شعوراً بالحسم والتركيز، مما يجعلها أداة رائعة لبناء قوة عقلية لا تقل عن بناء قوة الجسم.

  1. تقنية الوعي والبقاء في الحاضر

تقنية الوعي والبقاء في الحاضر
تقنية الوعي والبقاء في الحاضر

عندما تقضين وقتاً طويلاً في إعادة إحياء الماضي أو التنبؤ الكارثي بالمستقبل، فإنك تغذين القلق، العلاج يكمن في قضاء المزيد من الوقت والاهتمام في اللحظة الحالية، ويمكنك تطبيق هذا عبر "التباطؤ الواعي"، افعلي ما تفعليه ببطء أكبر، تحركي، تناولي الطعام، أو تحدثي بوتيرة أبطأ، كل هذا يزيد من وعيك بما يحدث الآن، "وإعادة الاتصال الحسي" فإذا شعرت أنك بدأت في القلق، أوقفي الفكرة، ثم خصصي دقيقة أو دقيقتين للتركيز التام على محيطك، استوعبي كل شيء بكل حواسك، اشعري به على بشرتك، وشاهديه بوضوح، واسمعيه.

  1. انتقلي من التفكير إلى الفعل

انتقلي من التفكير إلى الفعل
انتقلي من التفكير إلى الفعل

أفضل طريقة للخروج من حالة القلق هي البدء في التحرك واتخاذ الإجراءات اللازمة لحل أو تحسين ما يقلقك، بدلاً من التفكير في الحل الشامل والمعقد، اسألي نفسك:

ما هي الخطوة الصغيرة الملموسة التي يمكنني اتخاذها الآن للبدء في تحسين هذا الوضع؟ ثم ركزي كل طاقتك على إنجاز تلك الخطوة البسيطة، هذا يحول الطاقة من الدوران في حلقة القلق إلى التقدم الفعلي نحو الحل.