"لورا داي" عن كتابها الجديد The Prism لـ"هي": دليل عملي للشفاء والتمكين
بعد غياب دام خمسة عشر عاماً عن عالم الكتابة، تعود المؤلفة الأميركية الشهيرة "لورا داي" Laura Day — الكاتبة الأكثر مبيعاً وفق قائمة "نيويورك تايمز"، والمستشارة لعدد من كبرى الشركات العالمية وألمع نجوم هوليوود — بكتابها الجديد "البريزم" The Prism.

هذا العمل لا يكتفي بإلهام القارئ، بل يقدّم دليلاً عملياً لإعادة اكتشاف الذات، وتحويل التحديات إلى طاقة للنمو، والوصول إلى أعلى إمكاناتنا. بين الحدس والشفاء، الروح والأنا والطاقة، يفتح "البريزم" نافذة جديدة نحو التوازن الداخلي والتمكين الشخصي.
كان لـ"هي" لقاء خاص مع "لورا" التي لفتت الى أنها خضعت في مطلع العشرينات من عمرها لاختباراتٍ تتعلّق بالإدراك فوق الحِسّي؛ أي القدرة على التقاط خواطر الآخرين، واستبصار الغد، بل وتحوير الطاقات من حولنا لغرض الشفاء. يومها حسبتها مع الباحثين حدساً من نوع نادر، ثم رأت أنّها ليست وحدها في ذلك. والغريب بالنسبة لـ"لورا" أنّ كثيراً ممن أوتوا هذا الحدس لم يحسنوا تدبير معيشتهم؛ يملكون نافذة على ما يخفى عن معظم الناس، ثم يتعثرون في دروب حياتهم اليومية. وقد سنحت لها فرص لتطبيق هذه الموهبة في عالم الأعمال والطب والترفيه، لكنها دفعتها أيضاً إلى مواقف حرجة، وجدت نفسها فيها فاقدة زمام حياتها على حين غرّة!
وقالت: "وجدت أن The Prism هو جوابي عن هذا المأزق. كيف نستخدم البصيرة والحدس، وهما عند الناس ولكن بدرجات، لنبلغ ما يُعدّ استثنائياً ولنكون أصحاب قوة نقود بها حياتنا إلى النجاح؟".
وشاركت "لورا" قراء "هي" بالخطوات التالية: "أولى الخطوات هذه الطريقة هي أن تحدد أهدافك؛ وجيزةً، وملموسة، ومكتوبة. ابدأ بثلاثة، ودوّنها بوضوح لا لبس فيه. مثلاً: 1) أنا فرد محل تقدير في عائلة سعيدة، و2) شركتي تمنحني السعادة والربح المادي، و3) قوامي مثالي. أما مقولات من قبيل "أن أكون سعيداً" أو "أن أكون صالحاً" فهي مقولات فضفاضة عصيّة على القياس. فإذا حددت أهدافاً يمكن قياسها امتلكت إطاراً لتجاربك.
ثاني الخطوات هي حضور الذهن. فإذا حضرت بشخصك كاملاً حضرت قوتك. غير أن هذا الحضور مراوغ إلى حد لا تتصوره. سل نفسك: أكنت تابعاً في موقف كان ينبغي أن تكون فيه القائد، في العمل أو في العلاقة الشخصية؟ تبدأ بقوة ثم ينقطع خيط العزيمة بلا علّةٍ ظاهرة؟ تصحو مُعافًى ثم تهبط طاقتك أو هيئتك أو مزاجك فجأة؟ تلك إشارات إلى أزمة في طاقتك؛ وجهٌ آخر لثغرات فينا يتسرب منها ما نملك.
تأمّل الآن أين شرد انتباهك وأنت تقرأ هذه السطور. بعضه هنا، ولا ريب، على الصفحة. وبعضه هناك، مع شريك الحياة أو مع صديق، أو في بيتٍ ريفيٍ أو في سيارة. والدراسات تقول إن ما نظنه حواراً داخلياً قد يدركه من يتعامل معنا، عن وعي منه أو عن غير وعي. وههنا يتسرب رصيدك من القوة.
جرّب إذن أن تكون حاضر الذهن تماماً، قدر إمكانك. استدعِ حواسك الخمس، بصراً وسمعاً وشمّاً ولمساً وتذوقاً، واجمعها، مع أفكارك، في محيطك المباشر؛ لا ماضِيَ ولا مستقبل، بل "الآن" فقط.
اغتنم هذا الحضور الذهني وخذ خطوة نحو استرداد طاقتك. سل نفسك: ماذا أصنع في هذه اللحظة لأزيد راحتي؟ هل أحول نظري إلى ركنٍ آخر من الغرفة؟ هل أغيّر جلستي أو إيقاع أنفاسي؟ هل أرتشف رشفةَ شايٍ طيب المذاق أو ألمس قطرةَ زيتٍ عطريٍّ تجدد متعة الحس بداخلي؟ ليس المقصود أن تجرب شعوراً مريحاً عابراً؛ فإذا صرت حاضر الذهن بكل راحةٍ وقوةٍ أمكنك أن تدير "الحوار" الذي يجذب العالم إليك على النحو الذي تريد. ذلك ما أسميه "اليقظة الفاعلة". ولأن من يمكنهم تحقيق الحضور الكامل للذهن قليلين، فإذا مارسته باقتدار كنت القائد، بنزاهة.
تعصمك اليقظة الفاعلة من الانسياق وراء فوران اللحظة. تلمح شرارة رد فعلٍ يوقدها تفسير صاغه عقلك، لكن اعتيادك الانتقال إلى اليقظة الذهنية يقودك إلى استجابةٍ واعية لأنك أصبحت تبصر ما يجري على حقيقته".
وختمت قائلة: "أنا حدسية بلا ريب، والحدس هو موضوع كتبي الستة السابقة، وها نحن نبلغ الجزء الخاص بالحدس في هذه العملية. ومع أن يقظة الذهن قائمة على التركيز الكامل في اللحظة الراهنة، بعيداً عن الماضي والمستقبل، فهي تفسح مساحة للحدس كي يرشد أفعالك ويوجهها. إنه يمنحك وعياً بالغد لتخطو الخطوة الصائبة اليوم، ويعينك أن تستوعب ماضيك على دوام، تحت مستوى الوعي في الغالب، إذ لم تعد أسير حكايةٍ قديمة، بل صانع حكايةٍ جديدةٍ تنجح فيها وتكون بطلها.. حكايةٌ تجري أحداثها الآن".