
مرونتك النفسية سر قوتك.. هكذا تصبحين أقوى من التحديات!
هل مررتِ يومًا بلحظات شعرتِ فيها أنكِ على وشك الانهيار، ثم فجأة وجدتِ بداخلكِ قوة خفية ساعدتك على النهوض من جديد؟ هذا ليس بسحر! تلك القوة ليست صدفة، إنها مرونتك النفسية! هل تعلمين ما معناها؟ وما فوائدها؟، وكيف يمكن أن تكون سرًا من أسرار القوة التي يجب أن تكوني عليها في مواجهة الأزمات؟
إذا أردتِ إضافة ميزة إضافية إلى قوتك. تابعي معي بدقة السطور التالية، سنتطرق سويًا لمفهوم المرونة النفسية كأحد أهم المهارات الحياتية العصرية المطلوبة لتحقيق نجاحك على جميع الأصعدة، لتتعاملي معها كفرص للنمو وتطوير الذات، لتتمكنين من رؤية الجانب الايجابي حتى في أصعب المواقف والظروف.
ما هي المرونة النفسية؟
المرونة النفسية هي القدرة على التكيف الإيجابي مع الضغوط، والصدمات، والتغيرات الحياتية. إنها لا تعني تجاهل المشاعر أو إنكار الألم، بل تعني إدارة المشاعر بشكل جيد، وحسن التعامل معها بوعي وهدوء، واستعادة التوازن بعد التعرض لأي صدمات أو أحداث غير متوقعة. ليس المقصود التغلب على التحديات فقط بل القوة التي تؤهلك للنهوض من جديد بعد الفشل، وتحقيق توازنك مجددًا رغم كل ما عصف بك من أحداث واضطرابات حياتية صعبة.
ما هي فوائد المرونة النفسية؟
للمرونة النفسية فوائد عديدة، فقد أصبحت مهارة مطلوبة، ومن الضروري أن نتسلح بها جميعًا، لأنه لا أحد في منأى عن تغيير الحال أو التعرض للأزمات، سواء في الحياة الشخصية أو الحياة العملية. وما يجب على كل منا أن يكون متسلحًا بها في مواجهة أي معوقات.
فقدان الوظيفة أمر محزن، والصدمات العاطفية تعصف بالقلوب، والأزمات المالية تحدٍ صعب للغاية، فقدان الأحبة يُشعرنا بالنقص دونهم، الأزمات الصحية، والإصابة بالأمراض ليست بالأمر الهين، كل هذه التحديات تحتاج إلى المرونة النفسية مع القوة في مواجهتها.. هل أنتِ مستعدة لتعلم المرونة النفسية كمهارة أساسية من مهارات العصر الذي نحيا فيه اليوم؟
هنا تظهر أهمية المرونة النفسية في تحقيق الحماية من الانهيار، ومنح القدرة على استيعاب الصدمة، والتعلم منها، والانطلاق بثقة والبدء من جديد.
ما هي فوائد المرونة النفسية في الحياة اليومية؟
تقول "أميرة داوود" دكتورة علاج شعورى وعلاج بالطاقة الحيوية دكتوراه صحة نفسية جامعة سيلينس إنجلترا أن للمرونة النفسية فوائد عديدة أبرزها ما يلي:
-
تحسين الصحة النفسية
تقلل المرونة النفسية من فرص الإصابة بالقلق والاكتئاب، وتساعد الشخص على مواجهة الصعوبات دون أن يستنزف طاقته العاطفية.
-
تحقيق التوازن في العلاقات
تساعد المرونة النفسية على تقبل الاختلافات، والتعامل مع المشكلات العاطفية بحكمة، مما يعزز من جودة العلاقات، وتعزيز استقرارها، وتحقيق نجاحها.
-
القدرة على اتخاذ قرارات أفضل
المرونة النفسية تمنح الشخص قدرة على التفكير بعقلانية في الأوقات الصعبة، مما يساعده على اتخاذ قرارات أكثر وعيًا.
كيف يمكن تطوير المرونة النفسية لديكِ؟
يمكنك تطوير مرونتك النفسية بحسب د.أميرة داوود كما يلي:
-
تقبّلي الواقع كما هو
الخطوة الأولى في تطوير المرونة النفسية لديك هي تقبّل فكرة تقلبات الحياة، وعدم مقاومة الواقع أو إنكاره، إذ أن ذلك يزيد من المعاناة. لذا واجهي أقدارك بثبات وتقبلي ما لا يمكنك تغييره.
-
غيري طريقة التفكير
فكري بإيجابية في مواجهة المشكلة، وتناوليها بمنظور مختلف. تعلمي من أي تجارب صعبة، ولا تقولي فشلت بل تعلمت، فالفارق كبير بينهما.
-
عززي وعيك بذاتك
كلما كنتِ أكثر وعيًا بمشاعركِ وتصرفاتك، كلما أصبحتِ أكثر قدرة على التحكم بالمرونة النفسية. لذا، خصصي وقتًا يوميًا للتفكير في مشاعركِ، والتحدث مع نفسك بعمق لاكتشاف مهارات لم تكتشفيها بعد عند مواجهة الأزمات.
-
مارسي التأمل والاسترخاء
مارسي التأمل، أو التنفس العميق، أو رياضة المشي، فكلها طرق فعالة لتحقيق الاسترخاء، والتخفيف من التوتر وتعزيز القدرة على المواجهة.
-
أسسي شبكة دعم قوية
دعم الآخرين لكِ عنصر أساسي في تعزيز مرونتك النفسية. لذا لا تبخلي على نفسك بتأسيس شبكة دعم قوية، ولا تخجلي من طلب المساعدة. كوني على اتصال بأشخاص إيجابيين وناجحين يدفعونك بشكل دائم للأمام.
-
ضعي أهدافًا قابلة للتحقيق
لا يمكن أن تستقيم الحياة بدون أهداف تسعين إلى تحقيقها، فوجود الأهداف يمنح حياتك معنى، ابدئي بوضع أهداف قابلة للتحقيق، وتابعي تنفيذها بجد وتفاؤل، واحتفلي بإنجاز كل خطوة، فمن شأن ذلك أن يعزز شعوركِ بالكفاءة والمرونة النفسية، ما يزيد من قدرتكِ على مواجهة التحديات.
-
دربي نفسك على حل المشكلات
عند مواجهة أي مشكلة، قسميها إلى أجزاء صغيرة، وضعي حلولًا ممكنة لكل جزء فيها، لأن التدريب على التفكير التحليلي للمشكلة يجعلكِ أكثر مرونة وأقل انفعالًا، وهذا الأمر يزيد من مرونتك النفسية.
-
اعتبري تجاربك السابقة خير معلم لكِ
انظري إلى التحديات التي مررتِ بها في الماضي، وتعلمي من تجاربك السابقة، واعتبريها خير معلم ومرشد لكِ، من خلال الإجابة على بعض الأسئلة المهمة مثل: كيف واجهتها؟، ماذا تعلمت منها؟، كيف يمكنني استخدام هذا الدرس اليوم؟
كيف تساهم المرونة النفسية في تحقيق النجاح المهني؟
هل تعلمين أن الموظفين الأكثر نجاحًا هم أولئك الذين يتمتعون بمرونة نفسية عالية، ذلك لأنها تساهم في تحقيق النجاح المهني وتعزيز الثقة بالنفس من خلال ما يلي:
- المرونة النفسية تساعد على تقبل النقد البناء والاستفادة منه في تقويم نقاط الضعف وتعزيز نقاط القوة.
- تعزيز القدرة التكيف مع التغييرات المفاجئة في بيئة العمل.
- تعزيز القدرة على العمل الجماعي تحت الضغط.
- تقوية مهارات القيادة واتخاذ القرار.
خلاصة القول:
تُعد المرونة النفسية مهارة أساسية وعصرية تضمن لكِ الاستقرار النفسي، والثبات وتحقيق النجاح في حياتكِ الشخصية أو المهنية، فإن تطويرها كمهارة العصر سيمنحكِ القوة الداخلية اللازمة لمواجهة التحديات والتغلب على الأزمات.
اعلمي غالييتي أن المرونة النفسية ترتبط بعزيمة قوية وإيمان ثابت لا يتغير وقوة لا تغيب!