التعافي بعد الانفصال عن شريك الحياة يتوقف على تقديرك لذاتك .. كيف
"يا فؤادِي لا تسلْ أين الهَوى كان صرحاً من خيالٍ فهوى"، ربما كنتِ لا تتوقعين انفصالك عن شريك حياتك في يوم من الأيام، وربما وصلت آمالك وأحلامك عنان السماء واصطدمت بالأرض مرة أخرى، وربما ما زلتِ لا تصدقين أن الشقاق قد حدث، وتم الفراق، ولكنها الحقيقة غاليتي وعليكِ أن تستدعي يقظتك على هذا الواقع سريعاً، لأنك بحاجة إلى ذاتك، وهي بحاجة إليكِ، فاحذري أن تخذليها أنتِ أيضاً، فما أصعب خذلان النفس من صاحبها، وما أهون الحياة بعد حدوث ذلك.
أنا أشعر بكِ جيداً، وأشعر بما تمرين به، ولكن البكاء على الأطلال لن ينفعك، والانغماس في الحزن لن يُذهب عنكِ الألم، وعزوفك عن الحياة لن يُشفي جروح قلبك، وتخليكِ عن ذاتك لن يخفف عنك مرارة الصدمة، فماذا تريدين لنفسك القوة أم الضعف، النصر أم الهزيمة، الفرح أم الحزن؟
حاولي الإجابة على هذه الأسئلة بينك وبين ذاتك، وعاهديها على الخروج من الأزمة في أسرع وقت، وكوني لها الداعم والسند، فأنت تعلمين الآن أنه كلما زاد الإتكاء بثقة على الآخرين كلما كانت السقطة مرعبة ومخذلة، ولديكِ من الخبرة ما يؤهلك لفهم هذه الحقيقة جيداً.
والآن دعينا نفكر في ما هو أهم من الانفصال عن شريك الحياة، ألا وهو كيفية التعافي، وكيفية الخروج من الأزمة بسلام وأمان تام.
التعافي بعد الانفصال عن شريك الحياة
تعافيكِ بعد الانفصال عن شريك الحياة يتطلب منك القيام بهذه الأمور، مثل تعزيز ثقتك في نفسك، وعدم التفكير في ما حدث، وتجنب لوم الذات، وتجنب الحديث عن الماضي، وعدم تتبع أخبار الشريك إلى غير ذلك من الأمور التي تجدي نفعاً كبير في حدوث التعافي بعد التعرض لهذه الصدمة العاطفية العنيفة، ولكننا اليوم نتحدث عن التعافي من خلال تقديرك لذاتك، فكيف يمكنك غاليتي ذلك؟
"داليا شيحة" خبيرة علاقات زوجية تساعدك على التعافي السريع بعد صدمة الانفصال عن شريك الحياة من خلال تقديرك لذاتك كما يلي:
تقدير الذات يحقق التعافي السريع بعد الانفصال
لحدوث التعافي بعد الانفصال عن شريك الحياة، يجب عليك تقدير ذاتك، ويتحقق ذلك من خلال تطبيق النصائح المهمة التالية:
-
عززي ثقتك بنفسك
لست وحدك من شعرت باهتزاز ثقتها في نفسها بعد الانفصال عن شريك الحياة، لأنها نتيجة طبيعية تحدث لكل امرأة مرت بهذه التجربة، نعم تحدث ولكن يجب أن لا يستمر هذا الشعورطويلاً، لذا عليكِ محاربته منذ الوهلة الأولى، وأن تخبري نفسك بأنكِ أقوى من كل ما مررتِ وتمرين به، وأنكِ قوية إلى الحد الذي يمكنك من الوقوف مجدداً على أرض صلبة بعزم وإرادة تماما كثقة المحارب في النصر على الأعداد.
-
لا تهزمي نفسك بالحديث السلبي مع ذاتك
الحديث السلبي مع ذاتك لن يفيدك، لذا يجب عليكِ غاليتي أن تتوقفي على الفور عن أي حديث سلبي مع ذاتك بتجنب لومها وجلدها، واهمال المشاعر السلبية كلها، والتفكير بإيجابية عن حدوث التعافي السريع بعد الانفصال عن شريك الحياة، والإيمان بأن القادم أجمل بإذن الله تعالى، واعلمي أن هزيمتك لنفسك أصعب من هزيمتك من قبل الآخرين، فاحذري ذلك.
-
قدري ذاتك
من الخطأ أن تجعلي الآخرين سبيلك للشعور بذاتك، وبتقديرك لها، لأن تقدير ذاتك يجب أن ينبع من داخلك أنتِ وليس من الآخرين، ويمكنك غاليتي تقدير ذاتك من خلال اتباع ما يلي:
- لا تقارني نفسك بالآخرين، لتشعرين بالتقدير يجب أن لا تقارني نفسك بالآخرين وبردود أفعالهم بعد الانفصال، وتذكري أنكِ تفعلين ما يحفظ لكِ كرامتكِ وذاتكِ أيضاً.
- احذري التعبير عن ضعفك للآخرين، عززي من نفسك وقدري ذاتك بالتظاهر بالقوة إلى أن تصيبك عدواها لكي لا يراكِ الآخرين ضعيفة ومهزوزة بعد صدمة الانفصال عن شريك الحياة.
- افعلي ما يطيب لنفسك فقط ولا تهتمي بآراء الآخرين طالما أنكِ تحسنين معاملة نفسك والحفاظ عليها وعلى كرامتكِ.
- افعلي ما يحقق لكِ شعورك بالرضا، لأن تقديرك لذاتك يرتبط بتذوق هذه المشاعر الجميلة، الناتجة عن قبول كل المواقف والأحداث التي تمرين بها، وهذا ما يحقق تعافيك السريع بعد الانفصال عن شريك الحياة، ولا تنسي أن الابتلاء يذهب بمجرد أن يدخل الرضا في القلوب، وبعد أن يعمرها الإيمان بقضاء الله عز وجل وقدره.
- احذري الرجوع إلى الخلف، استمري في تقدير ذاتك بالنظر إلى الأمام، وعدم التفكير في الماضي، لأن قيامك بذلك من أهم الأمور التي تعزز من تقدير لذاتك، لأنكِ لا تقبلين بالهوان أو الاستسلام.
- اجعلي الجميع يتحدث عن صبرك، وقوة إرادتك، واحترامك لذاتك، وتقديرك لها، وكوني قدوة لكل امرأة تعاني مرارة الانفصال عن شريك الحياة، وسبباً في تعافيها السريع.
- لا تجعلي حياتك تتوقف عند هذا الحد، لأن تقديرك لذاتك يجب أن يكون مستمراً خلال مسيرة حياتك، وبعد نجاحك في تحقيق التعافي السريع عن شريك الحياة.
وأخيراً، إحذري أن تتقمصي دور الضحية، لأن ذلك الفعل لا يليق بما حصلتِ عليه من تقدير لذاتك، ولأنه حيلة الفاشلين المقصرين في حق أنفسهم، وغير القادرين على تقدير ذواتهم.
والآن غاليتي .. يُسعدنا أن تشاركينا الرأي، هل من نصائح يمكنك أن تقدميها لكل امرأة تحاول التعافي بعد الانفصال عن شريك الحياة؟
