لصوص الوقت... كيف تتمكّنين من القبض عليهم لإدارة حياتك  بنجاح

لصوص الوقت... كيف تتمكّنين من القبض عليهم لإدارة حياتك بنجاح

رحاب عباس

مُخيفة فكرة سرعة الوقت والأيام أليس كذلك؟، أصبحنا نتساءل لماذا يبدو الزمن وكأنه يمر بسرعة؟ لماذا نشعر بأن الوقت يمر كلمح البصر؟ ربما يحتاج حديثنا عن سرعة الوقت إلى مقالات لا حصر لها؛ لكن إدارة الوقت هى هدفنا اليوم. تقول اختصاصية علم النفس ماري سيباغ: "الوقت هو مرجع ثابت، علاقتنا به هي التي تطور، وفقًا للسياق الذي نجد أنفسنا فيه".

بينما يقول الكاتب الأميركي هنري فان ديك: " الوقت بطيء جدًا لمن ينتظر، سريع جدًا لمن يخاف، طويل جدًا لمن يحزن، قصير جدًا لمن يبتهج، ولكنه بالنسبة لأولئك الذين يحبون الوقت هو الأبدية". لذا دعيني أسألك عزيزتي ماذا يعني لكِ الوقت؟ وهل تمتلكين مهارات إدارة الوقت  للاستفادة منه بكل فعالية وكفاءة لتحقيق ما تطمحين إليه؟ أم أنكِ من اللواتي يُرددن دومًا  جملة " ليس لدي وقت" أو " لا أستطيع أن أنجز شيئاً في وقته" أو "لا أعرف كيف مر هذا اليوم".

بالتأكيد، إجاباتك عن التساؤلات السالفة الذكر ومهما كانت، ستقودنا إلى الحديث عن لصوص الوقت، الذين يسلبون عزيمتك وإرادتك، وبالتالي عدم قدرتك على إدارة وقتك بشكلٍ فعالٍ وذو تأثيرًا إيجابيًا على حياتك. وللأسف، فربما تكونين أنتِ من يسمح لهم بذلك!

وبما أنه حان الوقت للقبض عليهم، من أجل تطوير ذاتك، وتعزيز مهاراتك، وإدارة وقتك بخطوات ثابتة؛ دعينا نستغل السطور القادمة لتقديم قائمة بأسماء لصوص الوقت وتزويدك بأهم المهارات التي تُسهل عليكِ القبض عليهم، وذلك من خلال استشاري التنمية البشرية وتطوير الذات دكتور مصطفى الباشا من القاهرة.

الخلط في أهمية الأمور وتأجيل اتخاذ القرارات لصوصًا تسرق وقتك وتؤخر قيامك بمهامك وأولوياتك
الخلط في أهمية الأمور وتأجيل اتخاذ القرارات لصوصًا تسرق وقتك وتؤخر قيامك بمهامك وأولوياتك

قائمة بأسماء لصوص الوقت

أكد دكتور مصطفى، أنه في حياتنا العديد من الأشخاص وأيضًا الأشياء التي تسّرق وقتنا، ولكن غالبًا ما تحصل هذه القوى على موافقتِنا على القيام بذلك. يأتي بعض هؤلاء اللصوص إلينا من الخارج، والبعض الآخر من صُنعنا؛ بعضها واضح والبعض الآخر يمر دون أن يلاحظه أحد. قد يسرقون بضع دقائق هنا وهناك، والتي ستتحول في النهاية إلى ساعات ضائعة في نهاية الأسبوع. على أي حال، إليك قائمة بأسماء أبرز لصوص الوقت الذين يجب أن تنتبهي لهم كثيرًا، وعليك أن تعرفي من هؤلاء اللصوص للقضاء عليهم سريعًا، وذلك على النحو التالي:

  1. الهاتف الذكي:

هو أخطر لص مُتنكر بقناع الخير والجمال. لذا حاولي تقنين الوقت المُستخدم على هاتفك للضرورة.

  1. الشبكة العنكبوتية:

الفيسبوك والانستغرام بالساعات، التويتر كل خمس دقائق، التسوق على الإنترنت، وهكذا تمضين أكثر من ثلث النهار أو أكثر بكثير على أمور لا معنى لها ولا تضيف لحياتك شيئاً أو ربما القليل.

  1. الفضائيات:

من محطة إلى أخرى تتنقلين بالريموت كونترول من دون أن تتابعي شيئاً، أو ربما لتتابعي مسلسلًا يليه آخر. فإذا كنتِ من عُشاق المسلسلات، فتأكدي أن الفضائيات هي أحد اللصوص التي تسرق منكِ الوقت. إذًا فليس من المفروض أن يأخذ منكِ التلفزيون كل ليلّك أو معظم نهاركّ.

الخوف لصّ كبير وربما أكبر لصوص حياتك حان الوقت للقبض عليه بعدم تقصيرك في انجاز مهامك
الخوف لصّ كبير وربما أكبر لصوص حياتك حان الوقت للقبض عليه بعدم تقصيرك في انجاز مهامك
  1. الفوضى الشخصية:

إذا لم تكوني مُنظمة، فستُضيعين الكثير من الوقت في تحديد الشيء التالي الذي يتعين عليكِ القيام به. لذا يجب عليكِ وضع جدول زمني يُمكنك من خلاله تنظيم وقتك، على سبيل المثال: " اقضي بعض الوقت في تنظيم أغراضك لتوفير المزيد من الوقت لاحقًا. قومي بتجميع المهام المُتشابهة معًا وأعدي خطة عمل يومية للقيام بها".

  1. المُماطلة والتأجيل:

الحكمة الشهيرة تُلخص كل شيء: "لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد"، الغريب أنكِ تستطيعين إنجازعمل اليوم، ولكن التكاسل والمُماطلة والتأجيل ليوم آخر، جميعها أساليب ستُكلفك الكثير؛ لذا إن قررتي فعل شيء فأنجزيه على الفور.

  1. الخوف من الفشل:

الخوف لصّ كبير وربما أكبر لصوص حياتنا، يسرق فرصنا ووقتنا وأملنا. إذا كنت تخافين الفشل، فهذا سبب أدعى للنجاح. افعلي ماعليكِ ولا تُقصري في إنجاز المُهمة ثم اتركي النجاح يأتي فيما بعد.

الفوضى الشخصية أحد لصوص الوقت التي يجب القضاء عليها فورًا لإدارة وقتك بنجاح
الفوضى الشخصية أحد لصوص الوقت التي يجب القضاء عليها فورًا لإدارة وقتك بنجاح
  1. أهداف غير واضحة:

إذا لم تكوني واضحة بشأن أهدافك، فلن يُمكنك تحديد العمل الذي يتعين عليكِ القيام به. لذا حددي أهدافك بوضوح على المدى القصير، والمتوسط ​​والطويل؛ وراجعي هذه الأهداف بانتظام بما يتناسب مع سرعة الوقت في انجازها.

  1. الخلط في أهمية الأمور:

عدم وجود أولويات في حياتك، والخلط بين المهم والثانوي، والممكن تأجيلة والضروري؛ قد يسرق منكِ الكثير من الوقت. لذا حددي أولويات كل يوم من أيام حياتك لتنجزيها أولًا بأول.

  1. عدم التركيز:

تبدئين في عمل شيء، ثم تتلقين هاتفًا فتبدئين في محادثة وتنسين ماكنتِ تفعلين؛ وهكذا، لتبدو لكِ سرعة الوقت لصًا يقتنص أولوياتك، رغم أنكِ من يصنع ذلك!

  1. الخجل من كلمة "لا":

لا تستطيعين قول "لا" لصديقة تريد أن تأتي لزيارتك وأنت في قمة انشغالك، لا تستطيعين قول "لا" لمشوار يريد أن يذهب إليه أحد أفراد عائلتك وأنت في أمس الحاجة للعمل؛ وغيرذلك من الأمور تسرق وقتك من دون شعورك بذلك. لذا تعلمي قول كلمة "لا" بأناقة وذوق، وسيفهمك الآخرون مع الوقت.

الهاتف الذكي يتصدر قائمة أسماء لصوص الوقت فانتبهي لذلك
الهاتف الذكي يتصدر قائمة أسماء لصوص الوقت فانتبهي لذلك
  1. تأجيل اتخاذ القرارات:

قد يؤدي تأجيل اتخاذ القرار إلى أن تحصلي على كل المعلومات الضرورية إلى حدوث أزمة أو ضياع فرصة؛ في بعض الأحيان، يكون اتخاذ القرارات قريبًا أكثر كفاءة من اتخاذ القرارات لاحقًا.

مهارات تُسهل عليك القبض على لصوص الوقت

وبحسب ما قال دكتور مصطفى، إذا تركتِ وقتك للصوص السالفة الذكر، فستسرق حياتك، ولن تستطيعي إدارة الوقت للوصول بنجاح إلى ما تطمحين إليه في جميع أمور حياتك؛ لذا عليك تحفيز عقلك وتشجيع نفسك على اكتساب المهارات التالية:

  • مهارة التخطيط:

يُعتبر التخطيط من الوسائل الهامة في تنظيم الوقت وإدارته بشكل فعال، فمن يتخلى عن هذه الخطوة يكون قدّ هدّر وقته دون جدوى. لذا احرصي على  رسم أبعاد وقتك وما سيفعلينه لتحديد أولوياتك، وتنفيذها في الوقت المحدد دون تأجيل.

  • مهارة التنظيم:

تتضمن عملية التنظيم استيعاب المُتغيرات والمستجدات التي تواكب طموحاتك بما يتماشى مع ارتقائك وتطويك لذاتك؛ ويشمل التنظيم الوصف السليم للمهام والأعمال الواجب أداؤها في الوقت المناسب.

مهارات أساسية للقبض على لصوص الوقت أبرزها التخطيط والتنظيم وتحديد الأولويات لا تستغني عنهم
مهارات أساسية للقبض على لصوص الوقت أبرزها التخطيط والتنظيم وتحديد الأولويات لا تستغني عنهم
  • مهارة تحديد الأولويات:

وضع روّاد علم الإدارة عددًا من المعايير التي تعمل على تحديد الأولويات والأنشطة التي يجب أداؤها في وقت ما. تتمثل هذه الخطوة بترتيب المهام الأولى فالأولى، حيث يُمكنك أداء بعض المهام على حساب مهام أخرى وتأجيل الأخيرة.

وفي النهاية، عليكِ أن تدركي أن سرعة الوقت، ومرور الزمن، وإدارة الوقت؛ ما هي إلا معايير نسبية لمرجع ثابت، تُشكل قُدرتكِ على استغلالها، وذلك بما يدفعك نحو طريق النجاح أو طريق الفشل. فلا تلومي إلا نفسك وابدأي من الآن القبض على لصوص الوقت، بطرق وحيل تقودها عجلّة إرادتك ومهاراتك الشخصية.