يمارس الطفل اللعب التخيلي بمرح ويسعد بالخيال والواقع معًا

أسرار اللعب التخيلي عند الأطفال التي يجب على كل أم معرفتها

ريهام كامل

هل يتخيل طفلكِ أنه طبيب أو شرطي أو شخصية أخرى؟ هل يتحدث مع نفسه ويجسد شخصيات متعددة أثناء اللعب بمفرده؟ لا داعي للقلق، فهذا سلوك طبيعي مائة بالمائة. الطفل يولد بعالم داخلي مليء بالأفكار والصور والقصص، واللعب التخيلي هو الطريقة التي يعبر بها عن هذا العالم بطريقته الخاصة.

اللعب التخيلي عند الأطفال ليس مجرد تسلية، بل هو الجسر الذي يربط بين الواقع والخيال، ويمنح الطفل مساحة لاكتشاف إمكانياته وتشكيل شخصيته بحرية ومرح. عندما يتحول طفلكِ فجأة إلى طبيب، رائد فضاء، أو بطلاً خارقاً، فهو لا يلهو فحسب، بل يبني قدراته العقلية والاجتماعية والعاطفية.

لنكتشف اليوم، كيف يعزز اللعب التخيلي قدرات الطفل الذهنية والاجتماعية والعاطفية، وكيف يمكن للآباء دعمه وتشجيعه في حياتهم اليومية.

اللعب التخيلي عند الأطفال يعزز من القدرة على الابداع والابتكار
اللعب التخيلي عند الأطفال يعزز من القدرة على الابداع والابتكار

ما هو اللعب التخيلي عند الأطفال؟

اللعب التخيلي هو كل لعب يجسد فيه شخصيات غير موجودة في الواقع. على سبيل المثال، قد يتظاهر بأنه طبيب يعالج مرضاه من الدمى، أو قائد طائرة، أو بطل خارق ينقذ العالم. هذا النوع من اللعب يُعرف أيضاً باللعب الرمزي أو الإبداعي، ويبدأ عادة من سن الثانية ويستمر لسنوات عديدة.

متى يبدأ اللعب التخيلي عند الأطفال؟

يبدأ اللعب التخيلي عند الأطفال في الفترة ما بين عمر 18 إلى 24 شهرًا، ويتطور بشكل ملحوظ في عمر سنتين إلى ثلاث سنوات، ويزداد بوصول الطفل إلى عمر 3 إلى 5 سنوات، حيث يبدأ الأطفال بالتفاعل في سيناريوهات لعب مختلفة بحسب تصوراتهم وخيالاتهم.

ما هي فوائد اللعب التخيلي عند الأطفال؟

تتعدد فوائد اللعب التخيلي عند الأطفال، مثل:

  • تعزيز مهارات التفكير وحل المشكلات

عندما ينخرط الطفل في مواقف خيالية يبتكرها بنفسه، يتعلم كيفية إيجاد حلول للمشاكل التي تحدث فجأة في حياته اليومية. لأن التجارب تعزز التفكير المنطقي.

  • تنمية مهارات اللغة وتعزيز القدرة على التعبير

اللعب التخيلي غالباً ما يتضمن حوارات وسيناريوهات يتبادلها الطفل مع نفسه أو الشخصيات الأخرى التي يتصورها في خياله، هذا يساعده على توسيع حصيلته اللغوية وتحسين مهارات التعبير والاتصال.

  • تقوية الذاكرة وتعزيز الانتباه

يحتاج الطفل إلى تذكر التفاصيل والقواعد التي وضعها بنفسه في السيناريوهات التي تخيلها حتى يحافظ على تسلسل قصته أو دوره يطور ذاكرته وقدرته على التركيز لفترات أطول، وبذلك تقوى ذاكرته ويتعزز الانتباه لديه.

  • تنمية الإبداع وتشجيع الابتكار

اللعب التخيلي عند الأطفال يلعب دورًا كبيرًا في تنمية الإبداع، لأنه يساعدهم على خلق عوالم جديدة وشخصيات متنوعة.

  • تنمية المرونة الذهنية

عندما يتقمص الطفل أدواراً مختلفة في مخيلته، فإنه يتعلم التفكير بطرق جديدة ومختلفة، ويصبح أكثر مرونة في مواجهة المواقف الحياتية التي يصادفها في حياته. فمن خلال اللعب.

  • تعزيز التعاطف وفهم الآخرين

اللعب التخليلي عند الأطفال يعزز من التعاطف مع الآخرين من خلال تقمصهم لأدوار مختلفة، لأنهم يضعون أنفسهم مكان الآخرين، ويشعرون بما يشعرون به، ويمارسون التعاطف معهم.

  • بناء الثقة بالنفس

تتعزز الثقة بالنفس لدى الطفل باللعب التخيلي، لأنه عندما يقود لعبة من نسج خياله، يشعر بالإنجاز والقدرة على التحكم في الأمور.

  • تنمية المهارات الاجتماعية

يساعد اللعب التخيلي الجماعي الأطفال على التفاوض، وتقسيم الأدوار، وتكوين علاقات اجتماعية ناجحة.

ترك مساحة خاصة للطفل لممارسة اللعب التخيلي يعزز من مهاراته الاجتماعية
ترك مساحة خاصة للطفل لممارسة اللعب التخيلي يعزز من مهاراته الاجتماعية

ما هي بعض الأمثلة على اللعب التخيلي؟

إليكِ بعض الأمثلة الشائعة على اللعب التخيلي عند الأطفال:

  • تمثيل الأدوار اليومية مثل تقليد الأهل أو المعلمين، أو لعب دور الأم أثناء الطبخ أو تنظيف البيت.
  • لعب دور الطبيب أو الممرضة مع الدمى أو الأصدقاء.
  • ابتكار قصص خيالية ومغامرات مع شخصيات خيالية مثل الأبطال الخارقين أو الأميرة والوحش.
  • اللعب بالدمى والتحدث معها وكأنها أشخاص حقيقيون.
  • تنظيم حفلات شاي أو مناسبات خيالية للدمى بأدوات صغيرة بسيطة.
  • قيادة سيارات الألعاب أو قطارات صغيرة مع تخيل طرق ومسارات مليئة بالمغامرات.
  • رسم خرائط لعوالم خيالية أو تصميم أزياء لشخصيات مبتكرة.
  • استخدام الأدوات المنزلية لتحويلها إلى أدوات سحرية أو اختراعات خيالية.

كيف يمكن تشجيع الأطفال على اللعب التخيلي؟

بأمور بسيطة يمكن تشجيع اللعب التخيلي عن الأطفال من خلال الالتزام بتطبيق ما يلي:

  • توفير بيئة آمنة ومواد بسيطة كصندوق كرتون أو ملابس قديمة.
  • المشاركة بحب في اللعب معهم، كأن يمثلوا دور المريض بينما الطفل طبيب. هذا يعزز التواصل ويزيد من متعة التجربة.
  • يجب على الأهل ترك مساحة كافية للطفل ليختار السيناريوهات والأدوار بنفسه لممارسة اللعب التخيلي عند الأطفال.
  • تقليل وقت الشاشات لأن الإفراط في مشاهدة التلفاز أو استخدام الأجهزة الإلكترونية قد يحد من خيال الطفل. لذا، فإن تقليل وقت الشاشات يمنحه فرصة أكبر للابتكار، وهذا ما يجب إدراكه لمساعدته على الابداع والابتكار.
  • تشجيع اللعب الجماعي

يمكن دعوة أصدقاء الطفل للعب سوياً، فهذا يمنحه خبرة أكبر في التفاعل الاجتماعي وتبادل الأفكار.

اللعب التخيلي ينمي ذكاء الطفل ويعزز من ثقته بنفسه
اللعب التخيلي ينمي ذكاء الطفل ويعزز من ثقته بنفسه

خلاصة القول:

اللعب التخيلي عند الأطفال ليس مجرد نشاط ممتع، بل هو أداة تعليمية وتربوية متكاملة. من خلاله، يطور الطفل مهارات التفكير النقدي، يعزز قدرته على التعبير، ويغذي خياله الذي سيكون أساس إبداعه المستقبلي. إضافةً إلى ذلك، يمنحه الثقة بنفسه ويقوي قدرته على التعامل مع الآخرين بمودة وتفاهم.

لا تقلقي من لعب طفلك التخيلي عزيزتي الأم وتذكري أنه يعد بمثابة استثمارًا حقيقيًا في مستقبله. لذا، اسمحي امنحيه المساحة الخاصة به ليطلق العنان لخياله ليكون مبدعًا ومبتكرًا.