
التعامل مع بلوغ الولد: دليلكِ لبناء جسور الثقة وفهم مشاعره
تُعد مرحلة البلوغ من أكثر المراحل حساسية، إذ يمثل بلوغ الولد مرحلة محورية في تطوره النفسي والجسدي والاجتماعي، حيث ينتقل فيها من عالم الطفولة البريء إلى مرحلة المراهقة ثم الرجولة. في هذا المقال، نستعرض أهم خطوات التعامل مع بلوغ الولد بكل وعي، لضمان تهيئته لبيئة داعمة وآمنة لنموه الصحي والنفسي من خلال الإجابة على الأسئلة المطروحة عن موضوع البلوغ، وكيفية التعامل معه.
لماذا يعد بلوغ الولد مسألة مهمة للغاية؟
تعود أهمية مرحلة البلوغ إلى التغيرات الجسدية والنفسية والعقلية أيضًا، حيث أن الأمر لا يقتصر فقط على ظهور الشعر أو تغير الصوت، بل يشمل تحولات داخلية عميقة تؤثر بشكل بالغ على فكره، ومشاعره، وكيفية إدراكه لذاته، وطريقة تعامله مع من حوله لتشمل بذلك علاقاته الاجتماعية بمختلف أنواعها.
في هذه المرحلة، يبدأ الولد في البحث عن هويته المستقلة، وقد يُظهر بعض التمرد، أو الحيرة، والتقلبات المزاجية، من هنا تظهر أهمية التعامل مع بلوغ الولد بطريقة متوازنة بعيدة الشدة وخالية من التسيب، لمساعدته في رحلته نحو تكوين شخصيته واكتشاف ذاته.

ما هي علامات بلوغ الولد؟
ما إن يحدث البلوغ عند الولد إلا وتظهر عليه العلامات التالية:
-
علامات بلوغ الولد الجسدية
يجب معرفة العلامات التي تدل على بلوغ الولد، حتى يمكن التهيئة للحديث معه عن مرحلة البلوغ والمراهقة.
- نمو الشعر في مناطق متفرقة من الجسم مثل: تحت الإبطين، حول الأعضاء التناسلية، على الوجه (الشارب والذقن)، وأحيانًا على الصدر أو الذراعين والساقين.
- تغير الصوت، بحيث يصبح أعمق وأكثر خشونة، فقد يمر الولد بعد البلوغ بفترة "صوت مبحوح" أو متقلب النبرة.
- نمو العضلات بشكل ملحوظ.
- زيادة ملحوظة في الطول
- زيادة الكتلة العضلية
- ظهور حب الشباب نتيجة التغيرات الهرمونية
- حدوث الاحتلام الليلي
-
علامات بلوغ الولد لنفسية والسلوكية
لتسهيل التعامل مع بلوغ الولد، يجب معرفة علامات البلوغ النفسية مثل:
- تقلبات المزاج حيث تغير الشعور المفاجئ بالحزن، الغضب، أو التوتر
- الرغبة في الاستقلالية واكتشاف الذات.
- الانجذاب العاطفي أو الجنسي، حيث الشعور بالاهتمام بالجنس الآخر أو أفكار مرتبطة بالنضج العاطفي.
- زيادة الحساسية للنقد
- القلق حول الشكل الخارجي

ماذا أخبر ابني عن البلوغ؟
سؤال شائع بين صفوف الأمهات، تجيب عليه "أميرة داوود" دكتورة علاج شعورى وعلاج بالطاقة الحيوية دكتوراه صحة نفسية جامعة سيلينس إنجلترا، حيث ترى أن طريقة الحديث مع الولد تؤثر بشكل كبير ومباشر على وعيه بذاته، وصحته النفسية، وكذلك ثقته التي تنبع من أمان المصدر.
إليكِ عزيزتي الأم، الخطوات التالية التي يجب تطبيقها بعناية، والتي توضح كيفة التعامل مع بلوغ الولد بطريقة سليمة وفعالة:
- يجب أن يتم الحديث بشكل هادئ وفي وقت مناسب، ويفضل أن يكون المكان هادئًا، وبعيدًا عن مصادر الإزعاج.
- يفضل مدح الطفل والافتخار به لأنه كبر، وإظهار مشاعر السعادة والفرحة بشأن ذلك.
- طمأنة الولد والتعامل مع بلوغه باهتمام كبير.
- تعريف الولد بماهية البلوغ بالتفصيل.
- اشرحي له التغيرات الجسدية التي ستظهر عليه مع البلوغ بعد ظهور علامات البلوغ عليه.
- راعي التغيرات النفسية التي تطرأ عليه، واعتمدي على متخصص في هذا الشأن لتسهيل الأمر على الولد بعد البلوغ.
- اشرحي له أهمية الخصوصية والنظافة الشخصية بعد البلوغ، ووفري له كل أدوات العناية الشخصية.
- تعريف الولد بكيفية التعامل مع المشاعر الجنسية مع غرس بذور التربية الحسنة والأخلاق الحميدة، وبتجنب ما حرمه الله تعالى، يجب أن يكون الحديث مرنًا ولطيفًا وبعيدًا عن الترهيب والشدة.
- التهيئة النفسية لمرحلة البلوغ وزيادة التثقيف الذاتي، والاستعداد للإجابة أي أسئلة تتعلق بالموضوع.
- المرجعية الآمنة للمعلومات، يجب تأصيل التعامل مع بلوغ الولد بشكل منفتح مع مراعاة العرف والتقاليد.
- يجب تكوين صداقة قوية لتسهيل التعامل مع بلوغ الولد بنجاح، ولضمان رجوعه عند الاستفسار عن أي معلومة، ولتحقيق الشعور بالأمان.
- طمأنة الولد بأن ما يمر به بعد البلوغ يعد أمرًا طبيعيًا ولا يوجد ما يستدعي القلق.
- يجب الاهتمام بالتركيز على القيم والهوية، مثل معرفة مبادئ الاحترام والمسؤولية. وضبط النفس والقدرة على اتخاذ القرار.
- مراعاة الخصوصية أمر ضروري وحتمي، بحيث تجنب اقتحام خصوصية الولد لكي لا تتأثر شخصيته بسلبيات ذلك.
- يجب الاعتراف باستقلالية الولد بعد البلوغ ومساعدته على ذلك، وتجنب اجباره على فعل ما لا يريد، لكي لا ينشأ بشخصية مهزوزة أو ضعيفة.
متى يجب اللجوء إلى مختص؟
في بعض الحالات، قد يعاني الولد من تأخر في البلوغ أو من تغيرات نفسية مقلقة تستدعي تدخل مختص نفسي أو طبيب أطفال. لذلك، يجب ألا يشعر الأهل بالحرج من اللجوء إلى مساعدة المختصين. والتعامل الواعي مع أي مشكلة في وقتها لكي لا تتفاقم سلبياتها في المستقبل.
خلاصة القول:
إن التعامل مع بلوغ الولد ليس مهمة سهلة، لكنه في الوقت نفسه فرصة ذهبية لبناء جسور متينة بين الأبناء ووالديهم، حيث تبادل أطراف الحديث، والاستمتاع بالحوار في جو عائلي دافئ مغلف بالحب، والتوجيه معًا. إن فهم التغيرات وتقديم الدعم المناسب يسهل من التعامل معه بعد البلوغ، بحيث يمكن للولد أن يعبر هذه المرحلة بأمان وثقة، ليبدأ أولى خطواته نحو الرجولة وهو في حالة جسدية ونفسية وعقلية أحسن وأفضل.
تذكروا: تكوين صداقة مع الأبناء بعد البلوغ لا ينقذهم فقط بل ينقذكم أنتم أيضًا، لأن راحة الآباء والأمهات في راحة أبنائهم،،،
مع تمنياتي لكم برحلة تربية سعيدة ودافئة ومثمرة،،،