مخاطر أسلوب الاجبار على طفلك عديدة أولها تمرد وآخرها مشاكل نفسية

أسلوب الإجبار على طفلك يحرمه حاضره ويهدد مستقبله..إليكِ نصائح الخبراء!

ريهام كامل

تقوم التربية الإيجابية على التعامل مع الطفل بفطرته، وغمره بالحب والحنان، ومساعدته على التعلم من المواقف الحياتية ومن ارتكاب الأخطاء، والتعلم منها لتفادي الوقوع فيها في المستقبل. وأجمل ما في هذا النوع من التربية، هو ترك الطفل بحرية، وتجنب إجباره أو دفعه على فعل أمر محدد بعينه. إنه الأسلوب الأكثر سلبية في عالم تربية الأطفال.

ماذا لو كنتِ عزيزت الأم مجبورة على الاهتمام بأطفالك ورعايتهم، ما الذي سيحدث لكِ؟ حتمًا تدخلين في نوبات من الكآبة حتى تصابين بالاكتئاب. أترغبين في أن يصاب طفلك بالاكتئاب منذ نعومة أظافره. إن تأثيرات أسلوب الإجبار على طفلك عميقه، لأنه يكسره، ويضعف عزيمته وقواه، والنتيجة طفل لا إرادة له، طفل مكبل بالأعباء النفسية، والضغوط الحياتية. قطعاً هذا ما لا تريدين أن يحدث لطفلك.

يعد أسلوب الإجبار أكثر الأساليب إثارةً للجدل هو أسلوب الإجبار على طفلك. فقد ت الحزم الزائد أو تظنن أن فرض الأوامر بالقوة يضمن لك أن يكون طفلك مطيعًا وناجحًا. ولكن ما يحدث سيفوق توقعاتك الإيجابية، وستجدين طفلك عبارة عن مسخ يمشي على الأرض لما لأسلوب من آثار نفسية وسلوكية خطيرة على شخصية الطفل.

اليوم، تقدم لكِ "هي" مخاطر أسلوب الإجبار على طفلك، وتأثيراته السلبية على صحته النفسية، وسلوكه الاجتماعي عبر إفادة "أميرة داوود دكتورة علاج شعوري علاج بالطاقة الحيوية دكتوراه صحة نفسية جامعة سيلينس إنجلترا، تابعي معي بدقة قبل أن يفوت الأوان.

ممارسة أسلوب الإجبار على طفلك يضعف من شخصيته
ممارسة أسلوب الإجبار على طفلك يضعف من شخصيته

ما هو أسلوب الإجبار على طفلك؟

يقصد بأسلوب الإجبار استخدام سلطتك كأم، وكذلك الحال بالنسبة للأب، لفرض سلوك أو قرار على الطفل دون منحه حرية الاختيار أو مساحة للتعبير عن رأيه أو رغباته. ومن صور ذلك ما يلي:

  • إلزام الطفل بممارسة نشاط لا يريده (رياضة، دراسة، مهارة معينة).
  • تجاهل مشاعره أو التقليل منها عند الرفض.
  • استخدام التهديد أو العقاب كوسيلة لإقناعه بما تريدين.
  • فرض قرارات مصيرية على الطفل دون نقاش، مثل اختيار التخصص الدراسي أو الأصدقاء.
  • إجباره ودفعه على تناول طعام معين لا يحبه.

ما هي التأثيرات النفسية والسلوكية لاتباع أسلوب الإجبار على طفلك؟

تقول د.أميرة، أن تأثيرات أسلوب الإجبار على طفلك عديدة وخطيرة، لأن دفعه على القيام بما لا يريده، ولا يحبه يلحق أذى كبير جدًا به، ويكمن الخطر هنا في أنه يستهدف صحته النفسية، وشخصيته التي حتما ستكون معدومة لإحكام قبضتك عليه. ومن أهم تأثيرات ذلك شديدة السلبية ما يلي:

أولًا: التأثيرات النفسية لأسلوب الإجبار على طفلك

  • ضعف  الثقة بالنفس

حين يُجبر الطفل على تنفيذ ما لا يريده باستمرار، يبدأ في التشكيك في قدرته على اتخاذ القرار أو الدفاع عن احتياجاته، مما يضعف ثقته بنفسه تدريجيًا. هذا سيجعل الطفل في حالة مؤسفة في المستقبل.

  • يصبح فريسة للقلق والتوتر

بحسب د. أميرة، يعيش الطفل المجبر حالة دائمة من القلق، خوفًا من العقاب أو الرفض، وقد يتطور هذا القلق لاحقًا إلى اضطرابات نفسية مثل الاكتئاب أو الرهاب الاجتماعي.

  • الشعور بالدونية أو التمرد

إن أسلوب إجبار طفلك على شيء ما، سيخلق بداخله شعورًا بالدونية والضعف، وبعض الأطفال يرفعون شعار التمرد والعصيان في مرحلة لاحقة.

ثانيًا: التأثيرات السلوكية لأسلوب الإجبار على طفلك

  • فقدان الحافز الذاتي

يفقد القدرة على الحماس الذاتي أو المبادرة، وينتظر التوجيه دائمًا منكِ أو من الآخرين، عندما يعتاد على أن كل قراراته تؤخذ عنه.

  • الكذب أو التظاهر

في محاولة للهرب من الإجبار، قد يبدأ الطفل بالكذب أو التظاهر بالموافقة دون اقتناع، مما يخلق فجوة في العلاقة بينه وبينك.

  • صعوبة في بناء العلاقات

الأطفال الذين تعرضوا للإجبار غالبًا ما يواجهون تحديات في بناء علاقات صحية لاحقًا في المستقبل، وذلك لعدم تعودهم على التواصل المتوازن أو الحوار المفتوح.

نتائج أسلوب الإجبار على طفلك سلبية وتؤثر على مستقبله
نتائج أسلوب الإجبار على طفلك سلبية وتؤثر على مستقبله

لماذا يلجأ بعض الآباء إلى أسلوب الإجبار في التربية؟

قد يكون السبب وراء استخدام أسلوب الإجبار على طفلك هو الرغبة في الحماية، أو نقل تجربة شخصية ناجحة، أو الخوف من فشل الطفل. لكن وبحسب د.أميرة، لا تبرر النية الحسنة الأسلوب الخاطئ في التربية، خاصة حين تتوفر بدائل تربوية أكثر إيجابية وأعمق تأثيرًا على حياة طفلك ومستقبله.

ما هي البدائل التربوية الصحيحة لأسلوب الإجبار؟

سارعي عزيزتي الأم إلى المبادرة بحمايته من مخاطر أسلوب الإجبار على طفلك بهذه البدائل التربوية الصحيحة:

  • الحوار والمشاركة

انصتِ لطفلك بدقة وصدق، وافتحي له مجالًا للتعبير عن رأيه ومشاعره دون مقاطعة.

  • التوجيه لا الفرض

قدمي لطفلك خيارات متعددة ووجهيه للاختيار السليم بدلًا من فرض رأيك عليه. عامليه بحب ونمي فيه فضيلة حسن الاختيار.

  • المشاركة في القرارات

اجعلي الطفل جزءًا من القرار، خاصة فيما يخص اهتماماته، فهذا يعزز شعوره بالمسؤولية، ويجعله معتادًا على اتخاذ قرارات مصيرية في حياته.

  • التعاطف لا التهديد

افهمي مخاوفه بدلاً من نهره ودفعه على القيام بأمر ما. استخدمي التعاطف والتودد إليه برحمة وحب لتوجيه سلوكه، وليس بالترهيب.

متى يجب عليكِ كأم التدخل بحزم؟

الحزم لا يعني الإجبار، الفارق كبير جدًا بينهما، خلال رحلة التربية سيكون هناك مواقف تتطلب وضع حدود واضحة مثل المواقف التي يصدر فيها عن طفلك سلوكًا مؤذيًا أو غير آمنًا تجاه الآخرين. مارسي أسلوب الحزم بثبات واحترام ودون انفعال، ودون تهديد أو تقليل من شأن الطفل. إذا فشلتِ في ذلك، عليكِ باستشارة الخبراء المعنيين وشرح الموقف لهم، واتباع توصياتهم بشأن التصرف السليم، والمعالجة الصحيحة الإيجابية للموقف.

خلاصة القول:

قد يبدو لكِ عزيزتي الأم أسلوب الإجبار على طفلك وسيلة سهلة لتحقيق انضباط طفلك، لكنه في الحقيقة يضعف عزيمته وينهره بعنف، ويضعف شخصيته، ويمهد لسلوكيات غير صحية تصدر عنه لاحقًا. بدلًا من الأوامر، طالبيه بحب واحترام لشخصيته، واتركِ له بعض الحرية الآمنة ليكتشف نفسه ويختار طريقه، ولينشأ شابًا مستقلًا يعتمد على نفسه، ويُعتمد عليه أيضًا.

تذكري: طفلكِ كيان يحتاج إلى التوجيه بحب، امنحيه صوتًا مسموعًا، وكوني داعمة دائمة له فشتان بين الدعم والإجبار.

مع تمنياتي لكِ بأمومة سعيدة ورحلة تربية ناجحة،،،