منظمة الأعراس باميلا سكاف تكشف لـ "هي" سر تحويل حفلات الزفاف إلى تحفة فنية
تتعدّى الفخامة في حفلات الزفاف مفهوم البذخ في الزينة أو الألوان، لتصبح تجربة متكاملة تعبّر عن ذوق العروسين وشخصيتهما، وتترك أثرًا يدوم في الذاكرة. كل تفصيل في الحفل، من توزيع الطاولات، واختيار الإضاءة، والزهور، إلى تنسيق المساحات، يروي قصة فريدة تمزج بين الفن والابتكار والحرفية الرفيعة.
في هذه المقابلة الحصرية مع موقع "هي"، تكشف باميلا سكاف، منظّمة الأعراس المبدعة، عن رؤيتها الخاصة للرفاهية والفخامة في حفلات الزفاف، وتشاركنا خطواتها الدقيقة التي تجعل كل يوم زفاف تجربة متفردة، مليئة بالأناقة والراحة، تعكس الحب الحقيقي وتحتفي باللحظة كما تستحق. من خلال دمج الإبداع الفني مع الانسجام والتوازن، تروي باميلا كيف تتحوّل الأفكار إلى أحداث حية نابضة بالحياة، حيث يصبح الحفل لوحة متكاملة، تحاكي أحلام العروسين وتلهم كل من يحضرها.
• من أين انطلقتِ في عالم تنظيم حفلات الزفاف؟ وما الذي جذبك تحديداً لهذا المجال؟
منذ صغري، كان عالم حفلات الزفاف يلفت اهتمامي بصورة استثنائية. فقد كنت دائمًا مبهورة بالتفاصيل الدقيقة، وبالقدرة على تحويل المساحات إلى حكاية نابضة بالحياة، وباللحظات التي ينعكس فيها الفرح الحقيقي في عيني العروسين. لاحقًا، وبعد دراستي لتنظيم حفلات الزفاف وإدارة المناسبات، أدركت أنّ هذا المجال هو البيئة الطبيعية التي أنتمي إليها.
ما يجذبني فيه بشكل خاص هو إمكانية ابتكار يومٍ استثنائي ينتظره العروسان بفارغ الصبر، وأن أكون جزءًا من ذكرى خالدة ترافقهما طوال العمر.
• من أين تستلهمين أفكارك: هل تتابعين صالونات الأزياء، الحدائق، السفر، الفن، أو مأخوذة بشكل مباشر من قصص العروسين؟
أستوحي أفكاري من مجموعة واسعة من المصادر، أبرزها السفر والفن والطبيعة وعالم الموضة. إلا أنّ المصدر الأهم يبقى دائمًا قصّة العروسين، فهي الأساس الذي أبني عليه الهوية التصميمية لكل حفل.
وترتكز رؤيتي في تنظيم حفلات الزفاف على تحقيق توازن دقيق بين الأناقة والراحة، بحيث يعكس الحفل شخصية العروسين بأسلوب راقٍ، مع الحرص على الاهتمام بكل تفصيل بدءًا من استقبال الضيوف وصولًا إلى آخر لحظة على أرضية الرقص.
• كيف تصفين رؤيتك الخاصة لحفل الزفاف: ماذا يعني الزواج عندك، وكيف ترغبين أن يشعر به العروس والعريس وضيوفهما؟
بالنسبة لي، يُمثّل حفل الزفاف محطة أساسية في حياة العروسين، ولذلك أحرص على أن يعيشا هذا اليوم بثقة وراحة تامة.
وتقوم رؤيتي على ابتكار تجربة متكاملة ومتناسقة تعبّر بصدق عن ذوق العروسين وثقافتهما، مع توفير أجواء راقية وسلسة تترك أثرًا جميلًا لدى الضيوف. فهدفي أن يشعر الجميع، العروس والعريس وضيوفهما، بأنهم جزء من لحظة استثنائية تُعاش بمحبة وأناقة ومتعة من البداية حتى نهاية الحفل.
• لو طلبنا منك أن تختصري بصيغة قصيرة «هوية باميلا سكّاف» في تنظيم الأعراس، ماذا تقولين؟
باميلا سكاف هي فتاة تشغف عملها، وتتميز بتواضعها وإبداعها وابتكارها النابع من حبها لعملها وإرادتها الصلبة على التطور، بحيث ينعكس هذا الشغف في كل مشروع تتولّاه. فلكل ثنائي قصّة حبّ خاصة به، ولذلك لا يشبه أيّ حفل زفاف الآخر. يحمل كلّ زفاف طابعه وهويته المتفرّدة التي تُصمَّم بعناية لتعكس شخصية العروسين وتميّزهما.
• في تجربتكِ، ما أبرز ما تغيّر في مفهوم حفلات الزفاف خلال السنوات الأخيرة؟ كيف تواكبين أو تبتكرين؟
شهد مفهوم حفلات الزفاف خلال السنوات الأخيرة تطوّرًا ملحوظًا، إذ لم يعد التركيز محصورًا في العناصر الجمالية أو الديكور فحسب، بل أصبح الاهتمام منصبًّا على التجربة المتكاملة. اليوم، يزداد الاهتمام بالتفاصيل الدقيقة، بالهوية البصرية المتناسقة، وبانسيابية مجريات الحفل، إضافة إلى اللمسات الشخصية التي تجعل الزفاف انعكاسًا حقيقيًا لذوق العروسين وقصّتهما.
ولمواكبة هذا التحوّل، أحرص على متابعة أحدث التوجّهات في التصميم وتنظيم الفعاليات، وفي الوقت نفسه أبتكر من خلال التعمّق في فهم شخصية الثنائي وذوقهما وخلفيتهما وثقافتهما. بهذه المقاربة أتمكّن من ابتكار حفل زفاف عصري وراقٍ ومتفرد، مع الحفاظ على هوية كل عروسين وخصوصيتهما.
• عندما تتفاهمين مع عروسكِ، كيف تتعاملين مع فكرة «الرفاهية»؟ هل تفضلين أن تظهر في الزينة، أو في التجربة الكلية، أو في كلٍ منهما؟
بالنسبة لي، تتجلّى الرفاهية في الانسجام بين الشكل والتجربة. عند العمل مع العروس، نحدّد معًا ما يناسب رؤيتها وشخصيتها؛ فقد تظهر الرفاهية في تفاصيل الزينة والتصميم، وقد تتمثّل في سلاسة اليوم وراحة الضيوف. المفهوم الأجمل هو تحقيق توازن بين الاثنين، بحيث يشعر الجميع أنّ الحفل راقٍ من دون مبالغة، ومريح من دون أي تنازلات.
• ما هي العناصر التي تعتبرينها أساسية لجعل الحفل يبدو فاخرًا، بدءاً من الديكور، الألوان، إنارة، التوزيع، الزهور، وخلفية المكان؟
يكمن عنصر الفخامة الأهم في وضوح الهوية التصميمية للحفل وتماسكها. لذلك نعمل دائمًا على ابتكار طابع خاص بكل زفاف يعكس شخصية العروسين، ويُترجم بشكل متناغم في اختيار الألوان، ونوعية الإضاءة، وتوزيع الطاولات، والزهور، وخلفية المكان.
الغاية الأساسية هي أن يشعر الضيوف، منذ اللحظة الأولى لدخولهم، بأن الحفل يشكّل لوحة متكاملة، حيث تتلاقى جميع العناصر بانسجام راقٍ وواضح.
• هل لديكِ طقوس أو خطوات ثابتة عند التخطيط لحفل فاخر؟ مثلاً: اختيار موقع، وضع مخطّط زمني، تنسيق مع مصمّمي الإضاءة والزهور؟
بالطبع، هناك منهجية واضحة أتّبعها في التخطيط لكل حفل زفاف، تبدأ بوضع الجدول الزمني للتحضيرات بالتعاون مع العروسين وتحديد المراحل الأساسية.
نبدأ باختيار المكان المناسب، ثم تأكيد خدمات الضيافة واختيار المصوّر. وبعد تثبيت هذه العناصر، ننتقل إلى العمل على موضوع الحفل (theme) الذي يشكّل الإطار العام للتصميم.
انطلاقًا من هذا الموضوع، نضع خطة الإنتاج، نُجري النماذج الثلاثية الأبعاد للتصميم (3D)، ونختار لوحة الألوان (color palette)، إضافة إلى بطاقات الدعوة، والطاولات والكراسي، وسائر عناصر الديكور والترفيه، بحيث تتناغم كلها مع رؤية العروسين. هذا التسلسل المنظّم يضمن تجربة متكاملة وانسيابية في التحضير والتنفيذ حتى آخر لحظة في يوم الزفاف.
• كيف توازنين بين تصميم فاخر وبين راحة العروسين والضيوف؟ أحيانًا «الترف» قد يعني تفاصيل كثيرة قد تشعر البعض بضغط؛ كيف تتجنّبين ذلك؟
الفخامة الحقيقية لا تكمن في كثرة التفاصيل، بل في اختيار التفاصيل المناسبة بعناية. لذلك، أعمل دائمًا على تحقيق توازن بين الجمال والراحة. أحرص على أن يكون التصميم راقيًا وواضح الهوية، من دون إضافة عناصر قد تزيد التوتر أو تعقّد حركة العروسين والضيوف.
أعتمد دائمًا على مفهوم الفخامة المدروسة، من خلال لمسات جمالية موزّعة بعناية، وتنظيم سلس، وتوزيع مريح للعناصر. بهذه الطريقة، يظل الحفل أنيقًا ومنسجمًا، ويشعر الجميع بالراحة مهما كان مستوى الترف المستخدم.
• ما هو أسلوبك في اختيار الألوان واللمسات النهائية لجعل الحفل يبدو «رفيع المستوى» وأنيقًا وليس مبهرجًا؟
أسلوبي في اختيار الألوان واللمسات النهائية يقوم على تحقيق الانسجام والتناسق مع شخصية العروسين وطابع الحفل. أفضّل الألوان الراقية والمتناغمة التي تعكس الذوق الرفيع من دون مبالغة، مع التركيز على التفاصيل الدقيقة التي تمنح الحفل لمسة فخمة وطبيعية في الوقت ذاته. كما أحرص على أن تكون اللمسات النهائية مثل الزهور والإضاءة والأكسسوارات مدروسة بعناية لتكمل بعضها البعض، فتخلق أجواءً أنيقة ورفيعة المستوى، وتمنح الحفل شخصية متفرّدة من دون أن يبدو مبهرجًا.
