حفل زفاف تنظيم زياد نصار

نحو عالم مبدع وحسّاس... زياد نصار يكشف لـ "هي" عن رؤيته المستقبلية لتنظيم حفلات الزفاف

لطيفة الحسنية 
24 أكتوبر 2025

حين يلتقي الفن بالذوق الشخصي بين الفخامة والإبداع، يبرز اسم زياد رفائيل نصار لا كصانع حفلات الزفاف فحسب بل كصانع الأحاسيس الذي يحوّل كل مناسبة إلى تجربة فريدة ومتكاملة، نعيش فيها كل لحظة كقصة حيّة. بالنسبة له، الزفاف ليس مجرد مناسبة اجتماعية، بل لوحة فنيّة تنبض بالحياة، حيث تُسرد قصة العروسين من خلال كل تفصيل: من اختيار القاعة والإضاءة والألوان، إلى الموسيقى والتجارب التفاعلية التي تجعل كل ضيف جزءًا من هذه الرحلة الحسية.

منظم حفلات الزفاف زياد رفائيل نصار
منظم حفلات الزفاف زياد رفائيل نصار

منظم الحفلات اللبناني يرى أن "زفاف المستقبل" سيكون أكثر شخصية وتميزًا، حيث يمتزج الإبداع البشري مع لمسات التكنولوجيا الحديثة مثل الواقع المعزّز وأدوات الذكاء الاصطناعي، ليس لاستبدال الإحساس الإنساني بل لتعزيزه، ليخلق حفلات غامرة مليئة بالعاطفة والفخامة والدهشة. في هذه المقابلة، يكشف زياد نصار كيف يمكن تحويل أي حفل إلى حدث استثنائي يُخلّد في ذاكرة الجميع، ويجعل كل زفاف لوحة فنية متكاملة تُشعّر الحضور بالإحساس والجمال. 

مع "هي" يفتح زياد نصار نافذة على رؤيته المستقبلية لعالم الأعراس، مُظهِرًا كيف يمكن للمخطط أن يحوّل الحفل إلى تجربة عاطفية، فنية، وغامرة، حيث يصبح كل زفاف حدثًا فريدًا لا يُنسى، مفعماً  بالإحساس الآسر.

-كيف ترى مستقبل حفلات الزفاف في السنوات المقبلة؟

مستقبل حفلات الزفاف متجه ليكون أكثر شخصية وتميّزًا، حيث يسعى كل ثنائي إلى ابتكار تجربة تعكس قصتهما وهويتهما الخاصة بعيدًا عن القوالب التقليدية. اليوم، لم تعد حفلات الزفاف مجرد مناسبات اجتماعية، بل أصبحت منصات لإظهار الإبداع والذوق الشخصي، بدءًا من اختيار المكان والديكور وصولًا إلى تفاصيل الإضاءة والموسيقى والمأكولات. كما ألاحظ اهتمامًا متزايدًا بالاستدامة واللمسات البيئية، مثل استخدام الزهور المحلية أو المواد القابلة لإعادة الاستخدام، إضافة إلى اعتماد التقنيات الحديثة لتوفير تجربة تفاعلية للضيوف مثل الواقع المعزز أو الزوايا المخصصة للتصوير الرقمي. في المستقبل، أرى أن هذه التوجهات ستصبح قاعدة أساسية لكل حفل، مع مزيد من التركيز على تقديم تجارب فريدة تروي قصة العروسين بأسلوبٍ شخصي ومميز. 

- هل لا تزال حفلات الزفاف التقليدية تحافظ على مكانتها في ظل التحوّل نحو التجارب الحديثة والمفاهيم الجديدة؟ 

حفل زفاف تنظيم زياد نصار
حفل زفاف تنظيم زياد نصار

بالتأكيد، فالتقاليد لا تزول بل تتجدّد. ما نراه اليوم هو دمج جميل بين الأصالة والابتكار، حيث تُقدَّم العادات بروح عصرية تواكب تطلّعات الجيل الجديد. فحتى في حفلات الزفاف الأكثر عصرية، ستظل بعض الطقوس التقليدية حاضرة، مثل مراسم تبادل الخواتم أو رقصة العروسين الأولى أو التقاليد العائلية الخاصة بالاحتفال، لكنها تُقدَّم بطريقة مبتكرة تجعلها أكثر حيوية وتفاعلية. أرى أيضًا أن هذا المزج بين التراث والحداثة يسمح للعروسين بأن يحتفظوا بروابطهم الثقافية ويشعر ضيوفهم بالحنين إلى الطابع التقليدي، مع الاستمتاع في الوقت نفسه بتجربة حديثة ومتميّزة تعكس شخصيتهما وذوقهما الفريد

ما رأيك في دخول أدوات الذكاء الاصطناعي إلى صناعة تنظيم الأعراس؟ هل تعتبرها تهديدًا للإبداع -الإنساني أم وسيلة لتطويره؟

أعتبرها وسيلة لتطوير الإبداع، لا لاستبداله. الذكاء الاصطناعي أصبح أداة قوية تساعد منسّقي حفلات الزفاف على تبسيط عمليات التخطيط، مثل تصميم المخططات الزمنية، تنسيق الألوان، اقتراح أفكار ديكور مبتكرة، أو حتى محاكاة تجربة الحفل قبل إقامته. لكنّه يظل مجرد أداة، فالحسّ الإنساني والخبرة العاطفية هما ما يصنعان الفارق في خلق لحظات استثنائية لا تُنسى. فالإبداع في تصميم تجربة عاطفية وجمالية، القدرة على فهم تفضيلات العروسين وضبط التفاصيل الدقيقة التي تلامس قلوب الضيوف، هذه الجوانب لا يمكن للذكاء الاصطناعي أن يحلّ محلها بالكامل. بل على العكس، يمكن للتكنولوجيا أن تمنح المصمم مساحة أكبر للابتكار، مع التركيز على التفاصيل العاطفية والجمالية التي تجعل كل حفل فريدًا ومميّزًا.

كيف يمكن للذكاء الاصطناعي أن يغيّر طريقة التخطيط لحفلات الزفاف من اختيار القاعة إلى توزيع - الضيوف والتصميم البصري؟

سيُحدث الذكاء الاصطناعي ثورة في تنظيم حفلات الزفاف، من خلال قدرته على تحليل تفضيلات العروسين والضيوف، وتوقّع الاحتياجات مسبقًا، ما يجعل التجربة أكثر سلاسة ودقّة. يمكنه المساعدة في اختيار القاعة الأنسب اعتمادًا على حجم الحفل ونمط الديكور المفضّل، أو اقتراح توزيع مثالي للضيوف يضمن راحتهم وتفاعلاتهم الاجتماعية. كما يمكن للذكاء الاصطناعي تقديم تصور بصري شامل للديكور والإضاءة، وتنسيق الألوان والخامات بما يتناغم مع موضوع الحفل، وحتى محاكاة تجربة الحفل افتراضيًا قبل إقامته. ومع ذلك، سيبقى هذا كله أداة تُوجَّه بالرؤية الإبداعية للمخطط، الذي يضيف لمسته الإنسانية والفنية ويصنع اللحظات المليئة بالعاطفة والتميز، والتي لا يمكن لأي برنامج تقني أن يبتكرها بمفرده

ما أبرز الصيحات أو المفاهيم التي تتوقع أن تهيمن على عالم حفلات الزفاف خلال السنوات الخمس -المقبلة؟

زينى طاولات ساحرة من تنظيم زياد نصار
زينة طاولات ساحرة من تنظيم زياد نصار

أتوقّع تصاعد مفهوم التجربة الغامرة   Immersive Experience بشكل واضح في السنوات الخمس المقبلة، حيث لن يقتصر دور الضيوف على الحضور فقط، بل سيعيشون الزفاف كرحلة حسّية متكاملة. سيصبح الفن والموسيقى والإضاءة والتصميم البصري جزءًا لا يتجزأ من التجربة، بحيث يشعر كل ضيف بأنه جزء من قصة العروسين. كما أرى ازدياد الاهتمام باللمسات التفاعلية مثل  تجارب الطعام الفريدة التي تعكس هوية الحفل وشخصية العروسين، زوايا التصوير الرقمية، عروض الواقع المعزز Augmented Reality – AR ،   حيث يتم دمج عناصر رقمية مثل الصور، الفيديوهات، الرسوم المتحركة، أو المعلومات مع العالم الحقيقي في الوقت الفعلي. في هذه الحالة، يظل الحفل أو المكان الذي يتواجد فيه الضيوف حقيقيًا، لكن يتم إثراؤه بمحتوى رقمي تفاعلي يظهر عبر أجهزة مثل الهواتف الذكية، الأجهزة اللوحية، أو النظارات الذكية. هذه الصيحة تعكس تحوّل حفلات الزفاف إلى أحداث شاملة تُثري الحواس وتترك أثرًا طويل الأمد في ذاكرة الضيوف، مع الحفاظ على الطابع الشخصي والفريد لكل حفل. 

- كيف تغيّر ذوق العرائس في الشرق الأوسط، وخاصة في الخليج ولبنان، من ناحية الطابع، الألوان-  والديكور؟

سحر التفاصيل في حفلات الزفاف
سحر التفاصيل في حفلات الزفاف

أصبح ذوق تنظيم الأعراس في الشرق الأوسط، وخاصة في الخليج ولبنان، أكثر جرأة ونضوجًا، مع ميل واضح نحو خلق حفلات متكاملة تعكس أسلوبًا راقيًا بعيدًا عن المبالغة. يركّز المنظّمون على تصميم المساحات بأسلوب أنيق وبسيط، مع توزيع الإضاءة بشكل يبرز التفاصيل ويضفي جوًا فخمًا دون صخب. أما الألوان، فتتجه نحو الدرجات الهادئة والكلاسيكية مثل الأبيض، الكريمي، البيج، مع لمسات دقيقة من الباستيل لإضافة رقة ودفء. ويشهد الديكور استخدامًا متزايدًا للعناصر الطبيعية كالزهور الموسمية، الخضرة، والأخشاب، مع تنسيق المساحات بطريقة تسمح بتجربة حسّية متكاملة للضيوف، تشمل الموسيقى، الإضاءة، والطاولات المصممة بعناية لتوفير جو أنيق وشخصي يترك انطباعًا دائمًا. 

-هل تتوقع أن تصبح الاستدامة (الزفاف الصديق للبيئة) جزءًا أساسيًا من تخطيط الأعراس المستقبلية؟

أنا لا أؤمن بمفهوم الأعراس الصديقة للبيئة بشكل صارم، لأن الزفاف بالنسبة لي يمثل لحظة فريدة في العمر، ليلة من السحر والخيال، ويجب أن تبقى بعيدة عن أي قيود أو اعتبارات قد تحدّ من جمالها أو وهجها. في رأيي، التجربة العاطفية والفنية للعروسين وضيوفهم تأتي أولًا، ويجب أن يكون التخطيط للحفل مرنًا بما يسمح بابتكار لحظات استثنائية ومذهلة، دون شعور بأن هناك قيودًا تحدّ من الخيال والإبداع. بالطبع، يمكن دمج بعض لمسات الاستدامة بشكل ذكي دون المساس بالجمال والفخامة، مثل استخدام الزهور الموسمية أو المواد القابلة لإعادة الاستخدام، لكن هذه لمسات اختيارية وليست قاعدة أساسية تحدد شكل الحفل أو طابعه السحري.

عندما تبدأ في تصميم زفاف جديد، ما هو العنصر الأول الذي تضعه في الاعتبار؟

أبدأ دائمًا من قصة العروسين، فهي المصدر الأساسي لكل قرار نتخذه في تصميم الزفاف. من هذه القصة تنطلق كل التفاصيل: الفكرة العامة للحفل، لوحة الألوان، اختيار الموسيقى، وتصميم الإضاءة والديكور، وحتى الإحساس العام الذي نرغب أن يرافق الحفل ويترك أثرًا في ضيوفهم. بالنسبة لي، كل حفل يجب أن يكون بمثابة سرد بصري وعاطفي يحكي شخصية العروسين، اهتماماتهما، وذكرياتهما الخاصة، بحيث يشعر كل ضيف وكأنه يعيش جزءًا من رحلتهما. هذه القصة توجهنا في اتخاذ كل قرار، من اختيار الطاولات وتنسيق الزهور إلى ترتيب المساحات والتجارب التفاعلية، لتتحوّل ليلة الزفاف إلى تجربة فريدة وشاملة تحاكي الأحاسيس وتخلّد الذكريات.

لو طُلب منك وصف  "زفاف المستقبل"  بكلمة واحدة، ماذا ستكون؟ 

كلمة واحدة لوصف زفاف المستقبل ستكون: إحساس . فالزفاف الناجح ليس مجرد تنظيم جميل أو ديكور فاخر، بل هو الحفل الذي يترك أثرًا حقيقيًا في الحضور، حيث يشعر الجميع بأنّهم جزء من تجربة فريدة ومليئة بالعاطفة. الإحساس هنا يجمع بين التفاصيل المرئية واللحظات العاطفية، بين الموسيقى والديكور والألوان، ليصنع تجربة متكاملة تبقى في الذاكرة وتخلّد لحظات لا تُنسى.