منظم حفلات الزفاف أمجد يماني لـ"هي": اليوم الوطني يلهمنا لنروي قصة السعودية في كل مناسبة
في اليوم الوطني السعودي، تتجدد معاني الفخر والاعتزاز بوطنٍ أصبح محط أنظار العالم، بإنجازاته المتسارعة وثقافته العريقة التي تمتد جذورها في التاريخ وتزدان بلمسات عصرية تواكب المستقبل. وبين السؤال عن دور المناسبات وحفلات الزفاف في تعزيز الهوية الوطنية والاحتفاء بالثقافة السعودية، كانت لنا في "هي"فرصة لإجراء حوار خاص مع منظم الحفلات السعودي أمجد يماني، الذي شاركنا رؤيته حول كيفية تجسيد روح المملكة في تفاصيل الأعراس والمناسبات. في السطور التالية، ندعوكم لاكتشاف أفكاره وتجربته في تحويل الاحتفالات إلى لوحات فنية تنبض بروح الوطن.
بمناسبة اليوم الوطني السعودي، كيف ترى دور المناسبات والحفلات في تعزيز الهوية الوطنية والاحتفاء بالثقافة السعودية؟
اليوم الوطني يوم غالٍ على كل السعوديين، ويُعد من المناسبات المهمة جدًا التي تترك أثرًا كبيرًا في قلوب السعوديين خاصة، وفي العالم أجمع عمومًا. فالمملكة العربية السعودية حظيت بمكانة كبيرة، ومع مرور الأيام تكبر هذه المكانة أكثر فأكثر في عيون وقلوب العالم. أصبح لدينا تنوّع ثقافي نفاخر به، ومن خلال هذا التنوّع نبعث برسالة سلام إلى العالم.
- كيف ترى تطور قطاع تنظيم الحفلات في السعودية خلال السنوات الأخيرة، خاصة مع الاهتمام المتزايد بالفعاليات الوطنية والثقافية؟
بلا شك، الاهتمام اختلف كثيرًا عن الأعوام السابقة. وأصف المرحلة الحالية بأنها فترة تحضير لما هو أكبر وقادم. فالأماكن ستتنوع أكثر، والطلب سيتزايد، وتعدد الوجهات من البحر والجزر في البحر الأحمر، إلى العلا، مرورًا بجمال رمال الصحراء، وغيرها من المناطق الرائعة، هو ما سيُضفي رونقًا إضافيًا على حفلات الزفاف والمناسبات.
- بالنسبة للعروسين أو العملاء الذين يريدون إضافة لمسة سعودية تقليدية أو عصرية لحفلهم، ما أبرز النصائح التي تقدمها لهم؟
بالتأكيد هناك مجموعة من الألوان الجمالية التي تتميز بها السعودية من ثقافاتها المختلفة، ويمكن حصر أبرزها في: الأخضر الملكي المعروف، والذهبي المستوحى من رمال الصحراء، والبنفسجي الذي يمثل الخزامى. كذلك هناك عناصر جمالية أخرى مثل الحصان العربي، والنخلة السعودية المعروفة، وغيرها من الرموز التي تعكس جمال المملكة.
- من منظورك كخبير سعودي، كيف يمكن للمناسبات والحفلات أن تعكس روح المملكة وتاريخها بطريقة عصرية وجذابة؟
لدينا مجموعة رائعة من القصور الملكية التي تركت أثرًا كبيرًا في تاريخ المملكة، ولكل قصر حكاية خاصة ترتبط في معظمها بمؤسس المملكة الملك عبد العزيز – طيب الله ثراه – وأيضًا بالملوك الذين جمعوا السعودية من بعده. لكل قصر قصته الخاصة وديكوره المميز المرتبط بالمنطقة التي يقع فيها. فجدران القصور تروي عبق التاريخ السعودي وروحه العريقة، وإبراز هذه العناصر يضيف طابعًا فريدًا لأي مناسبة.
- ما أبرز التغييرات التي لاحظتها في أسلوب تنظيم الأعراس السعودية خلال السنوات الأخيرة؟
أبرز ما لاحظته هو الاهتمام الكبير بالثقافة السعودية، والذي تعزز بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة. أصبح الكثير يطلبون ديكورًا عريقًا يضفي لمسة إبداعية، سواء من حيث الألوان أو الزخارف المستوحاة من مناطق المملكة المختلفة. على سبيل المثال: الديكور النجدي بنقوشه المميزة، والرواقات الحجازية التي عرف بها الحجاز وبيوته القديمة، وأيضًا القط العسيري بألوانه وخطوطه المتنوعة التي تميز منطقة عسير. فلكل مدينة أو منطقة في السعودية طابعها الخاص الذي يمكن استلهامه وإدخاله في الأعراس ليعكس جمال الثقافة السعودية.
- كيف يوازن العرسان بين الرغبة في حفلات فاخرة وعصرية وبين الحفاظ على الطابع المحافظ والتراثي في حفلاتهم؟
اختيار المكان المناسب لإقامة العرس يُعد من أبرز القواعد التي نبني عليها الديكور ككل، وهو نقطة الانطلاق التي توجهنا نحو تصميم التفاصيل الفاخرة بلمسة عصرية. وغالبًا ما يتم طلب الديكورات التراثية في بعض المناسبات السابقة ليوم العرس، والتي نطلق عليها "الغمرة"، حيث يكون الحفل تراثيًا بالكامل، لكنه يعطي انطباعًا مميزًا عما سيكون عليه يوم العرس الكبير من فخامة وإبراز لجمال الثقافة السعودية.
- ما التوجهات الأكثر طلبًا حاليًا بين العرسان السعوديين من حيث الموسيقى، الطعام، وترتيب الحفل؟
ترتيبات الحفل تبدأ باختيار المكان المناسب والمنطقة التي يُقام فيها، وعلى ضوء ذلك تُرسم الخطوط العريضة لديكور الحفل بالكامل، بدءًا من اختيار الألوان، وتحديد عدد الحضور، وإبراز نقاط القوة في الديكور.
أما الموسيقى، فلدينا خيارات واسعة تناسب مختلف مراحل الحفل، من البداية وحتى الختام، بما يتماشى مع ذائقة الحضور. وغالبًا ما يتم اختيار مطرب مميز لإحياء الحفل، مما يضفي بهجة خاصة على ليلة العرس.
وبالنسبة للطعام، فيُعد المطبخ السعودي الخيار الأكثر طلبًا، مع تنويع الأركان وإضافة بعض الأطباق العالمية لإرضاء جميع الأذواق.
- ما الذي يميز الأعراس في المملكة عن غيرها؟
بحكم خبرتي في أعراس منطقة الخليج، أستطيع القول إن الأعراس السعودية تتميز بالتفاصيل الكثيرة التي تُعنى بإرضاء الضيف وإبراز الفخامة. فالرسالة الأهم هي أن يعيش الضيف تجربة فريدة منذ استلام بطاقة الدعوة وحتى دخوله القاعة الرئيسية. يبدأ ذلك من طريقة استقبال الضيوف، مرورًا بالتحضيرات التي تسبق الدخول، ووصولًا إلى إدارة الحفل بالكامل. الأهم هو خلق حالة من التناغم بين الحضور، والتحضير للوحات فنية تضفي جمالًا خاصًا على الليلة، مما يجعل العرس رحلة مميزة للضيف أثناء وجوده في القاعة.
- ما هي اتجاهات الديكور في حفلات الزفاف هذا الموسم والموسم المقبل؟
توجهي الحالي هو اعتماد مجموعة من الألوان الجديدة مثل درجات التركواز، الأصفر، وأيضًا تدرجات اللون الأزرق. كما أعمل على تحضير مجموعة تناسب الأجواء الباردة، بحيث تضفي إحساسًا أكبر بالدفء وتُبرز المعالم الجمالية للديكور، مما يمنح الحفل حيوية وتميزًا أكبر.
