جاكي كينيدي في يوم زفافها- الصورة من Pinterest

العرائس الأيقونات في الخمسينيات والستينيات: فساتين زفاف خالدة لا تُنسى

لطيفة الحسنية 
21 أغسطس 2025

لم تختفِ فساتين زفاف الحقبات الماضية عن ساحة الموضة. فهناك حنين دائم يجذب مصمّمي الأزياء إلى تلك التصاميم، يستلهمون منها كي ينسجوا صوراً ظلّية جديدة ومطبّعة بروح عصرية تتناغم بأناقة مع الحاضر.

الحنين نفسه يداعب عرائس اليوم، ويعيدهن إلى الزمن الجميل،  إلى صور بالأبيض والأسود، لنجمات عالميات سحرن الكون بإطلالتهن. من إليزابيت تايلور، إلى أودري هيبورن، وبريجيت باردو وغيرهن ؛ أسماء رنّت في عالم الجمال لعقود، ولا يزال بريقها يلمع حتى اليوم.

 سنشارككِ في هذه المادة، أبرز إطلالات فساتين الزفاف التي تألقت بها نجمات الزمن الجميل بالأبيض والأسود، كي تستوحي من تصاميمها عند اختياركِ فستان الزفاف. تصاميم فكتورية وكلاسيكية، وموديلات ناعمة وبسيطة كانت حاضرة آنذاك، كما هي حاضرة اليوم! الوحي ينتظرك في الصور التالية، لطلّة تحمل ذكريات الماضي وتعيد إحياء موضة خالدة لا يخف وهجها مهما طال الزمن.

أودري هيبورن في زفافها: أيقونة الخلود والأناقة

أودري هيبورن بطلّة ساحرة في يوم زفافها -الصورة من Pinterest
أودري هيبورن بطلّة ساحرة في يوم زفافها -الصورة من Pinterest

في الخامس والعشرين من سبتمبر عام 1954، وفي أجواء شاعرية بمدينة بورغنشتوك السويسرية، خطت أيقونة الشاشة أودري هيبورن نحو زواجها من الممثل ميل فيرر بإطلالة خالدة سُجّلت في ذاكرة تاريخ الموضة. لم تلجأ هيبورن إلى الفساتين المبالغ بها التي كانت سائدة في ذلك الوقت، بل اختارت فستان زفاف بطول الشاي (tea-length) بتصميم فريد جمع بين البساطة والرقي. تميز الفستان بقصّة واسعة تمنح الحركة انسيابية أنثوية، وزُيّن بحزام ساتان رفيع أبرز خصرها النحيل، مع ياقة عالية أنيقة وأكمام درامية أضافت لمسة من الهيبة الملكية. حمل التصميم توقيع المصمم الفرنسي بيير بلمان، الذي عُرف بقدرته على المزج بين الفخامة والعملية في آنٍ معاً. ولم تكتمل هذه الإطلالة الأيقونية إلا بالقفازات الحريرية الطويلة التي امتدت حتى المرفقين، مانحةً العروس هالة من الكلاسيكية الخالدة التي جعلت من زفافها مثالاً للأناقة البسيطة التي لا يطالها الزمن.

تميّز هذا الفستان بتفاصيله الناعمة من الأزرار على الصدر، والفيونكة الستان المعقودة من الخلف فوق التنورة الواسعة التي تصل إلى تحت الركبة. أما ياقته العالية وأكمامه المنفوخة والقفازات الطويلة، فقد أعطته الطابع الفيكتوري الراقي؛في حين أكملت أودري اللوك بتاج من الورود زيّنت به شعرها المرفوع.

الأميرة غريس كيلي بفستان لؤلؤ أسطوري خالد في يوم الزفاف

غريس كيللي في يوم زفافها- الصورة من  Pinterest
غريس كيللي في يوم زفافها- الصورة من  Pinterest

في التاسع عشر من أبريل عام 1955، خطت أيقونة هوليوود غريس كيلي نحو الزواج من الأمير رينييه الثالث في كاتدرائية القديس نيكولاس بمدينة موناكو، في حفل ملكي أسطوري أذهل العالم. اختارت كيلي لفستان زفافها تصميمًا استثنائيًا مزينًا بآلاف اللآلئ المطرزة يدويًا، مع ياقة عالية تضيف لمسة من الرقي والهيبة. لجعل هذه الإطلالة الخالدة حقيقة، استعانت المصممة الأميركية الشهيرة هيلين روز، التي عملت معها سابقًا في استوديوهات MGM، لتبتكر الفستان الذي أصبح رمزًا للأناقة الملكية. ولم يكتمل الحفل إلا بلمسة نهائية أنثوية دقيقة، وهي قبعة جوليت المصنوعة من الدانتيل واللآلئ، التي حافظت على وضع الطرحة الملكية بشكل مثالي، مضفية هالة من الكلاسيكية والفخامة التي جعلت من زفافها لحظة لا تُنسى في تاريخ الموضة العالمية.

إطلالات برجيت باردو في زفافها: تحدٍ لأعراف الموضة التقليدية

بريجيت باردو في يوم زفافها عام 1952- الصورة من  Pinterest
بريجيت باردو في يوم زفافها عام 1952- الصورة من  Pinterest

عرفت برجيت باردو بكونها أيقونة أسلوب جريئة لم تتقيد بالتقاليد، وقد انعكس ذلك بوضوح في إطلالاتها المتنوعة والمبتكرة في حفلات زفافها. ففي زفافها الأول على روجر فاديم عام 1952، ارتدت فستانًا أبيض بياقة عالية وتفصيل بارز عند الخلف، صمّمته مدام أوجيف، ورافقه قفاز يدوي وطرحة، ليكتمل بمظهر متواضع وأنيق مستوحى من حقبة بيل إبوك الشهيرة بالرقي الكلاسيكي. وعلى النقيض، شهد زفافها الثاني في لاس فيغاس عام 1966 على غونتر ساكس ظهورها بفستان قصير بسيط وصيفي وعصري، بعيد تمامًا عن الفساتين الملكية التقليدية، ليؤكد طبيعتها المرحة والمتمردة على التقاليد. أما زفافها على جاك شارير عام 1959، فقد تألقت بفستان زهري بنقشة الجينغهام مصمّم على طراز القميص الطويل من توقيع جاك إستيريل، وهو خيار اعتُبر وقتها غير تقليدي للعرائس، ما جعل كل ظهور لها علامة فارقة في عالم الموضة يبرز روحها المتمردة وأسلوبها الفريد.

فستان زفاف جاكلين كينيدي: أيقونة الأناقة الكلاسيكية وخيال الخمسينيات

جاكي كينيدي في يوم زفافها- الصورة من  Pinterest
جاكي كينيدي في يوم زفافها- الصورة من  Pinterest

يعد فستان زفاف جاكلين كينيدي، الذي صممته المصممة الشهيرة آن لو، نموذجًا مثاليًا لقصة "النيو لوك" الشهيرة في خمسينيات القرن العشرين. تميّز الفستان بجسم ضيق وياقة بورتريه أنيقة، بينما جاءت التنورة منتفخة وواسعة مصنوعة من 50 ياردة من حرير التافيتا العاجي، ما أضفى على الإطلالة فخامة ودراماتيكية لا مثيل لها. أضفت الفساتين شرائط من القماش المطوي وتقنية "الترا بونتا" لإضفاء بعد وملمس ثلاثي الأبعاد، ما جعل التصميم ينبض بالحياة والفن. أكملت جاكلين إطلالتها بطرحة دانتيل روزبوينت، كانت قد ورثتها عن جدتها، وسُمّرت الطرحة بتاج ملكي، كما ارتدت عقداً لؤلؤياً وسواراً ماسياً كهدية من العريس، مضيفة لمسة من الرقي الملكي إلى مظهرها. وحملت باقة زهور راقية تتضمن أوركيد وزهريات بيضاء ووردية، لتعكس الأنوثة والرقة في يومها الكبير، مؤكدة بذلك أن زفافها كان بحق تحفة خالدة في تاريخ الموضة الملكية والأمريكية على حد سواء.

إليزابيث تايلور بفستان زفاف في ياقة على شكل قلب

إليزابيث تايلور في يوم زفافها عام 1950 (الصورة من (Pinterest
إليزابيث تايلور في يوم زفافها عام 1950 (الصورة من (Pinterest

هل تبحثين عن فستان زفاف ذات طابع ملكي وقصة كلاسيكية؟ إذن، توقفي عن البحث لأننا أتيناكِ بالستايل الذي تريدينه مستوحى من فستان الممثلة إليزابيث تايلور. فالنجمة التي تزوجت 8 مرات، تألقت بعرسها الأول من كونراد هيلتون عام 1950 بفستان من تصميم  Helen Rose وأتى ستوحى من زيّ ارتدته في فيلم Father of the Bride. ما ميّز هذا الفستان هو قصة الياقة التي أتت على شكل قلب، الترندي اليوم، والمحاكة بالشيفون المطرّز بحبات اللؤلؤ. أمّا أكمامه الطويلة وتنورته ال A-line الواسعة والمطرزة، فقد منحته إطلالة ملكية اكتملت مع التاج المرصع والطرحة على الرأس.

زفاف الملكة إليزابيث الثانية: الفخامة الملكية في قلب وستمنستر آبي

الملكة إليزابيث في يوم زفافها_ الصورة من  Pinterest
الملكة إليزابيث في يوم زفافها_ الصورة من  Pinterest

في العشرين من نوفمبر عام 1947، أقيم حفل زفاف الملكة إليزابيث الثانية والأمير فيليب في كاتدرائية وستمنستر العريقة، وسط احتفال ملكي أبهر العالم. اختارت العروس فستانًا فاخرًا من ساتان دوشيس صممه المصمم البريطاني الشهير نورمان هارتنيل، وقد تميز بتفاصيل دقيقة وتطريزات متقنة تعكس براعة الحرف اليدوية البريطانية في الخمسينيات. بلغ ثمن الفستان حينها 42 ألف دولار، ما يعادل اليوم نحو 1.6 مليون دولار، ما يبرز القيمة الفاخرة والحرفية العالية لهذا العمل الفني.

أكملت الملكة إطلالتها الملكية بباقة من المجوهرات العريقة، تضمنت عقود لؤلؤية كانت ملكًا لكل من الملكة آن والملكة كارولين، بالإضافة إلى تاج ملكي راقٍ، وطرحة طويلة امتدت لمسافة 15 قدمًا، أضفت لمسة دراماتيكية على الفستان وسارت خلفها كرمز للفخامة والعظمة. هذا الزفاف لم يكن مجرد مناسبة احتفالية، بل شكل لحظة تاريخية أظهرت قوة التقاليد الملكية البريطانية وفخامة الملابس الملكية، ليصبح مصدر إلهام للعرايس الملكيات والعالميات في كل الأزمان.