الانقلاب الشتوي والتوقيت الشتوي: الفلك يفسر حركة الشمس التي تعيد ضبط إيقاع حياتنا
يؤثر الانقلاب الشتوي على طاقتنا المعيشية وسلوكنا اليومي من خلال التسبب في استهلاك الكثير من الطاقة والجهد بسبب قصر النهارات وطول الليالي. في حين أن التغيرات الموسمية قد تؤثر على مستويات الطاقة الفردية ومزاج الأفراد بسبب قلة طاقة الشمس، إلا أن طاقة القمر والنجوم تعوضها وربما تزيد عليها يما ينعش أوقاتنا ويخرجنا من حالة الكآبة غير المفهومة.
تأثيرات الانقلاب الشتوي على الطاقةالبشرية والمزاج

يقول العلماء إنه بحسب الاضطراب العاطفي الموسمي SADيمكن أن يؤدي انخفاض ضوء النهار إلى انخفاض مستويات هرمون السيروتونين. مما يسبب نوع من الاكتئاب المعروف باسم SAD، والذي يتميز بالتعب وانخفاض الطاقة.
أيضًا يؤدي الانقلاب الشتوي إلى اضطراب دورة النوم والاستيقاظ. حيث يمكن أن يؤدي نقص ضوء الشمس إلى تعطيل الساعة البيولوجية الداخلية لدينا، أو النواة فوق التصالبية SCN، مما يؤدي إلى تغييرات في أنماط النوم وزيادة التعب. وبسبب الأيام الأقصر ومستويات الضوء المنخفضة، قد يقضي الأشخاص وقتًا أطول في الداخل ويعتمدون على الإضاءة الاصطناعية، مما قد يؤدي إلى زيادة استهلاك الكهرباء ونقص فيتامين د. حيث إن التعرض الأقل لأشعة الشمس يعني إنتاجًا أقل لفيتامين د الطبيعي. مما قد يؤثر على الصحة العامة ومستويات الطاقة.
التأثيرات على استهلاك الطاقة
الانقلاب الشتوي يؤدي إلى انخفاض استهلاك طاقة أجسادنا الإجمالية. حيث قد يؤدي انخفاض ساعات النهار خلال الانقلاب الشتوي إلى انخفاض استهلاك الطاقة الإجمالي لبعض الأنشطة. على سبيل المثال، يُحجم الكثيرون عن ممارسة الأنشطة الخارجية، مما يؤدي إلى انخفاض استخدام الغاز والكهرباء في الأماكن العامة.
ما أهمية الانقلاب الشتوي في الثقافات الإنسانية

كل الشعوب تتفاعل مع الانقلاب الشتويعلى أنه بوابة لمرحلة زمنية مهمة وفترة مناخية خاصة يجب إيلائها عناية خاصة من حيث التحضير لفصل شتاء قادم. كما قد تبدو الأسابيع التي تسبق الانقلاب الشتوي طويلة، إذ تقصر الأيام وتنخفض درجات الحرارة. إلا أنه لطالما كان أيضًا وقتًا للتجديد والاحتفال، فلا عجب أن تحتفل العديد من الثقافات بأعياد رئيسية في هذا الوقت تحديدًا.
والانقلاب الشتويبدايةً، ليس هذا هو اليوم الذي يشهد أحدث شروق أو أبكر غروب للشمس، بل هو اليوم الذي تظهر فيه الشمس في أدنى نقطة لها في سماء نصف الكرة الشمالي، وفي أقصى نقطة جنوبية لها فوق الأرض. ثم بعد ذلك، تبدأ الشمس بالزحف شمالًا مجددًا. وصدقي أو لا تصدقي، نحن أقرب إلى الشمس في يناير. وهو تذكير بأن الفصول تأتي من ميلان محور الأرض في أي وقت معين، وليس من بعدها عن نجم نظامنا الشمسي.
علم الفلك القديم

العديد من الأمريكيين الأصليين كانوا ومازالوا يحتفلون بالانقلاب الشتوي "ستونهنج".كذلك العديد من الثقافات احترمت الانقلاب الشتوي في أماكن أقرب إلى موطنها. كما عبّرت بعض المجتمعات الإنسانية في مصر والنوبة والصين والهند عن هذه المعرفة من خلال تشييد مواقع خاصة، مثل المعابد المصرية القديمة وكاهوكيا في إلينوي، حيث شيدت أهرامات وتلال معابد، تُشبه تلك التي بناها الأزتك، والتي تتماشى مع الشمس في أيام الانقلاب الصيفي.
ورغم أن بعض تقاليد الانقلاب الشتوي قد تغيرت بمرور الوقت، إلا أنها لا تزال تشكل تذكيرًا بفهم الشعوب الأصلية للعمل المعقد للنظام الشمسي، وفهمهم القديم للترابط بين أجزاء العالم.
كذلك هناك مهرجان "يلدا" الفارسي. حيث يحتفل ملايين الناس حول العالم بهذا العيد الذي يصادف شروق الشمس بعد أطول ليلة في السنة. كما اعتقد الفرس القدماء أن قوى الشر تكون في أوج قوتها في أطول ليلة في السنة وأكثرها ظلمة.
تقديم الساعة وتأخيرها

في كل أكتوبر أو نوفمبر من كل عام، نحظى بساعة إضافية رائعة في السرير عند إعادة ضبط الساعة. حيث تغيّر الهواتف الذكية الوقت كما لو كان سحرًا. ومع أننا لن نلاحظ أي فرق كبير في البداية، إلا أن الأمور ستبدأ بالتحول إلى كئيبة خلال التنقل اليومي في أواخر ديسمبر. ثم خلال الانقلاب الشتوي، قبيل عيد الميلاد مباشرة، نحصل على أقل من ثماني ساعات من ضوء الشمس. لو لم نُؤخّر الساعات، لكان شروق الشمس بعد التاسعة صباحاً وغروبها قبل الخامسة مساءً. لكن بتأخير الساعات، سيظل الظلام دامساً عند عودتنا إلى المنزل، لكن التنقل الصباحي سيكون أكثر بهجة.
ويمكنك القول بأننا في الشتاء نستخدم الوقت "الحقيقي"، حيث نعيد الساعات. ومع ذلك، إذا كنت ترغب في أن تكون موضوعيًا حقًا، فستحتاج إلى "مزولة" أو ساعة شمسية كتلك الموجودة في المساجد العريقة كالهامع الأزهر والمسجد الأموي وجامع الزيتونة. ففي التوقيت الشمسي -المقاس على مزولة- يكون لديك كمية متساوية من ضوء الشمس على جانبي منتصف النهار (عندما تكون الشمس في أعلى نقطة لها). لكن التوقيت الشمسي يتغير بالنسبة لتوقيت الساعة يوميًا، ولهذا السبب نغير الساعات، في محاولة لمواكبة التوقيت الشمسي.
تأثيرات الانقلاب الشتوي

الانقلاب الشتوي باعتباره الحدث الفلكي الذي يشير إلى أقصر نهار وأطول ليل في السنة. تؤثر هذه الظاهرة الطبيعية على طاقتنا ونشاطنا. ويصبح نهارنا القصير غير قادر على استيعاب جهودنا وحاجاتنا. ونضطر للعمل والتفاعل لوقت أطول في الليل الذي يأخذ جزءًا كبيرًا من طاقتنا أيضًا. وهنا يكون لطاقة النجوم والكواكب والقمر تأثير واضح في توجيهنا والتأثير على سلوكنا وردات أفعالنا سلبًا أو إيجابًا.