تعرفي على طاقتك الأنثوية بأنواعها واستغليها لسعادتك
يتكلم الكثيرون كل يوم عن الطاقة الأنثوية سواء في مواقع التواصل الاجتماعي عبر المنصات والتطبيقات التي تعرض كل يوم ملايين المنشورات المكتوبة والمصورة. وتركز معظم هذه المنشورات على الطاقة الأنثوية بأنواعها؛ النيرة والمظلمة، الطيبة والشريرة، الجيدة والسيئة.. والهدف واحد هو البحث في كوامن هذه الطاقات عن سر السعادة والاستقرار والراحة ورفع المعنويات والمضي قدمًا في الحياة بسلام دون منغّصات.
وأكثر ما يشغل بالنا هو الطاقة الأنثوية المظلمة،وليست مجرد اتجاهٍ صاعد، بل هي مصطلح موجود منذ عصور مصر القديمة قبل أكثر من خمسة آلاف عام. حيث تحدث حكماء المصريين عن هذه الطاقة وأسرارها وأسبابها وسبل الوقاية منها أو تهذيبها لنكشف المعنى النسوي الكامن وراءها.
ليس كل ما يلمع ذهبًا
يمكن أن تكون دورة اتجاهات تيك توك مرهقة، وخاصة بالنسبة للمرأة. كذلك يبدو أن المعلقين الاجتماعيين والمؤثرين في الثقافة الشعبية يبيعون أفكارًا مختلفة عن الأنوثة مثل منتجات السوق الأسبوعية،وحياة زوجة تقليدية،مشاكل زوجية، فتيات الفئران،فتيات الموضة والأزياء..وذلك سواء عبر الإنترنت أو في الحياة الواقعية، وببساطةهناك الكثير الذي يلا يعد ولا يحصى على مدار الدقيقة والساعة هناك كل يوم تقليعة وتريند جديد.
قد لا يأتي كل نوع متخصص من أنواع الإناث مع دليل مصاحب يخبر أذواق المرء في الموضة والطعام وأسلوب الحياة فحسب.. بل يضع نفسه أيضًا كنوع من الانحراف عن آخر شيء كبير. في حين أن البعض أكثر سخافة وسطحية من الآخرين مثل تقليعة "ديلولو" و"متلازمة الفتاة المحظوظة".. على أقل تقدير، جعلنا الإنترنت نفكر في معنى أن تكون أحوال وأوضاع امرأة تتقدم للأفضل أو للأسوأ سواء في الغرب المتقدم أو الجنوب المتأخر أو في مواقع الكوارث والأزمات والحروب. وبينما قد يكون "صيف المدلل" قد انتهى مساره، إلا أن هناك الآن اتجاهًا آخر يمنح الإناث أجواءً أكثر إثارة مثل: "الطاقة الأنثوية المظلمة".
عن ماذا نتكلم؟
قبل أن تزمي شفاهك وتفتحي جفنيك باستغراب وتفري الصفحة وتخرجي، انتبهي أن الكلام القادم جاء ومهم وربما يغير أسلوبك ويقلبه رأسًا على عقب وربما تكتشفين ترياقًا بعالج كل مشاكلك النفسية والروحية والعاطفية والسلوكية ويجعلك أكثر راحة وسعادة. فالمفهوم الذي نتكلم عنه اليوم في الواقع أعمق بكثير مما يوحي به اسمه الغامض. فهو ليس مجرد أسلوب قديم، استكشف في الأدب والأساطير المصرية، بل يفضّل استقلالية المرأة دون أي حيل. ولا شك أن هذا ليس مجرد اتجاه شائع أو تقليعة مؤقتة أو تريند صاعد.
فيما يلي، سنستكشف أحد أكثر الاهتمامات المستمرة منذ سنوات وحتى اليوم على الإنترنت، وهو "الطاقة الأنثوية المظلمة". وسنتعمق في كل شيء بدءًا من ملهمات المشاهير، إلى الاختلافات بين الطاقة الأنثوية المضيئة الواضحة والطاقة الأنثوية المظلمة الغامضة، وكيفية جعلهما تعملان لصالحك.
ما هي الطاقة الأنثوية المظلمة؟
مع أن الطاقة الأنثوية المظلمة أو الغامضةDFE قديمة، وممارسة ومذكورة في الديانات القديمة البوذية والهندوسية والكتابات المقدسة المصرية القديمة. حيث اعتبرت آلهة مثل إيزيس وكالي وتارا مصدر إلهام، إلا أن هذا المفهوم انتشر منذ سنة وأكثر على مواقع التواصل الاجتماعي كمصدر لتمكين المرأة. ولأنها تُعنى بالجمال وأسلوب الحياة، فإن الطاقة الأنثوية المظلمة هي في الواقع حالة ذهنية أكثر منها جمالية. كما إنها تمثل الجانب الغامض من الأنوثة، أو بعبارة أخرى، الصفات القوية والحدسية التي لطالما أُمِرت النساء بكبتها بسبب توقعات المجتمع وتفضيلاته ومواريثه الدينية والعرفية.
فمفهوم الطاقة الغامضةDFE يدور حول عكس ما نعتبره عادةً خصائص أنثوية تقليدية مثل الرعاية واللطف والتعافي. والطاقة الأنثوية المظلمة تدور حول تقبّل استقلاليتك، واستعادة قوتك، والثقة بغرائزك الفطرية. سواءً أكانت "غامضة" أم لا. كل هذا جزء من رؤية روحية ثنائية، تعرف باسم "الأنوثة الربانية"، والتي تقول إن لكل شخص جانبًا أنثويًا وذكوريًا، أو في هذه الحالة، جانبًا نورانيًا وجانبًا مظلمًا. فلماذا تثير الطاقة الأنثوية المظلمة ضجةً على الإنترنت وأصبحت تريند الآن؟. حسنًا، من المرجح أن الأمر مرتبطٌ ببعض المفاهيم الأخرى التي سيطرت على روح العصر في التاريخ الحديث، في تناقضٍ شبه مباشر مع ما يمثله مفهوم "الأنوثة السامية"، والذي نشير به إلى الطاقة الأنثوية المضيئة.
كما إنه يحقق التوازن في اتجاهات الطاقة الأنثوية الخفيفة التي كانت بارزة على مدى سنوات سابقة أو نحو ذلك، من "الفتاة الجريئة" إلى "الفتاة النظيفة" إلى "الفتاة المغازلة" و"الباليه كور" و"الفتاة الكيوت" و"الفتاة الكورية" وصولًا إلى راكبات التريند بأي شكل وأي ثمن.
ما هي سمات الطاقة الأنثوية المظلمة؟
الطاقة الأنثوية المظلمة تدور حول استعادة المفاهيم التقليدية للأنوثة، كالرقة والخضوع والتسامح. فمن يستمدّن طاقتهنّمن طاقة الأنوثة المظلمة، يتواصلن مع جانبهم الجامح، مُظهرات القوة والشجاعة والشغف والإغراء والغموض والثقة والسلوكيات الجريئة.
كما تركز معظم وصفات تعزيز الذات وبناء الشخصية على مواقع التواصل الاجتماعي على التعرف على القمية وعلى المواهب وتقديرها وعدم التفريط بها أو استرخاصها وعدم السماح للآخرين بالتقليل من القيمة أو الاستغلالفـ"أنت تعرفين قيمتك، وتعرفين ما أنت مستعدة لتقبله وما لا يمكن تقبله في حياتك فكوني قوة وواجهي الآخرين وخذي حقك الطبيعي لا أكثر ولا أقل". فأثناء بناء العلاقات العامة والخاصة أو أثناء ممارسة التعاطف والتفاعل لا يكون هدفنا كسب الإعجاب، بل أن نكون على سجيتنا، وأن نكون صادقين، وأن نكسب احترام الآخرين المتفاعلين معنا.. هذا حقنا.
ما بين الطاقة الأنثوية المضيئة والطاقة الأنثوية المظلمة؟
في حين أن كلتاهما طاقتان أنثويتان، إلا أن طاقة الأنوثة المضيئة أو الشفافةLFEتقع على النقيض تمامًا من الطاقة المظلمة أو الكثيفة. وغالبًا ما ترتبط بصفات كالرعاية والدفء والإشراق والهدوء. وهي مفاهيم نمطية عن الأنوثة تعطي الأولوية للإيثار والرعاية.
وعند مقارنة المفهومين، تتبادر إلى الذهن إشارات من الثقافة الشعبية، بما في ذلك ثلاثية نجيب محفوظ قصر الشوق والسكرية وبين القصرين وحال السيدة "أمينة" في مقابل حال بناتها أو عشيقات زوجها. فحجم الطاقة المضيئة التي كانت تتمتع بها "أمينة" وصل إلى وجدان كل واحد فينا قرأ الروايات أو شاهد الأفلام أو المسلسلات التي جسدت هذه الروايات الخالدة. وكلنا تأثرنا وتعاطفنا مع هذه السيدة المتفانية في خدمة زوجها وأولادها. تعطيهم من حبها وحنانها وجهدها كل ما تملك من قوة وطاقة، فيما هي محرّم عليها حتى الخروج للصلاة في بيت الله.
على صعيدٍ أكثر أنوثةً، كانت هناك السيدات الثلاث في فيلم أحلى الأوقاتوكل واحدة منهن ذات طبيعة مختلفة لكنهن تلاقين واجتمعن على المحبة والصداقة والوفاء والتفاني مع بعضهن ومع بعض المحيطين بهن رغم تباعد البيئات التي يعشن فيها ويتفاعلن معها. وقصص كثيرة قرأناها وشاهدناها أو عايشناها لكن الأدب والدراما يساعدانا على فهم هذه الظواهر من حولنا بطريقة أفضل وبتجسيد مكثف. وكيف يمكن في لحظة ما أن تظهر تلك الطاقة المظلمة الكثيفة بعد سنوات من الكبت والتظاهر بالطاقة المضيئة واللطيفة.
ثم من المهم ملاحظة أن أحدهما ليس بالضرورة أفضل من الآخر. ولعيش حياة كاملة، يُنصح بالتوازن بين الحياة العاطفية والشخصية. ولكن في النهاية، يعود القرار للشخص في كيفية التعبير عن نفسه بما يحفظ كرامته وحريته. كما يسلّط الحديث عن هذه الطاقة الضوء على ضرورة انخراط المرأة في جميع جوانب أنوثتها دون مواربة أو اعتذار. فالأمر يتعلق بقبول الذات تمامًا والتصالح مع النفس والظهور بوجه واحد لا بعدة وجوه.
كيفية الاستفادة من طاقتك الأنثوية
إذا كنتِ ترغبين في التواصل مع طاقتكِ الأنثوية الخفية، فننصحكِ بممارسة أنشطة تأملية. فكّري في التأمل، وتدوين اليوميات، والهوايات الإبداعية. بالإضافة إلى قضاء وقت في الطبيعة، لأغراض التأريض وتفريغ الشحنات الزائدة، وإعطاء الأولوية لأيام الراحة.
أيضًا من المهم التدرب على وضع الحدود. فأمر بسيط كإيقاف إشعارات رقم هاتف العمل خارج أوقات العمل يوصل رسالة منك للعالم"وقتي الشخصي مهم". وبالمثل، إذا أظهر شريكك أو شريكتك لا مبالاة أو عدم ثقة أو عدم مصداقية،كعدم الاكتراث أو التهرب من الموعد في اللحظات الأخيرة.. فضعي خططًا بديلة مع شخص آخر، أو اخرجي بمفردك، لمَ لا؟!.
مشهورات لديهن طاقة أنثوية مظلمة؟
لأن نجمات العرب بيزعلن عندما نتكلم عن الطاقة الأنثوية المظلمة فسنكتفي بالكلام عن ريهانا وجينيفر لوبيز وأنجلينا جولي ونيكول كيدمان. كما نعلم فإن معظم صيحات الإنترنت، سواءً كانت عابرة كصيحة صغيرة أو ذات جذور قديمة كالطاقة الأنثوية المظلمة،نتتبع قواعد اللباس غير رسمية والإلهامات التي تُضفي رونقًا خاصًا على النجمات اللواتي يتألقن بطاقتهم الأنثوية المظلمة التي تعطيهن المزيد من القوة والإثارة والتميّز. مع هذه الطاقة الأنثوية المظلمة، يكمن السر في إبراز الجانب الجريء والمستقل كأسلوب غوطي راقي أو أناقة نجوم الروكبإطلالات جريئة أو جذابة، غالبًا ما تليق بالنساء الفاتنات. الفاتنات فقط.
كما تشمل قائمة مُلهمات DFE كلًا من وينونا رايدر، ومونيكا بيلوتشي، وجينا أورتيغا في فيلم "بيتلجوس". بالإضافة إلى ميغان فوكس في فيلم "جسد جينيفر"وريهانا في فيلم "السنافر".كذلك روني مارا في فيلم "فتاة ذات وشم التنين"، وكايا سكوديلاريو بدور إيفي ستونيم في المسلسل البريطاني "جلد". أما بالنسبة للإلهامات الحقيقية، فهناك المغني تشابيل روان، وممثلة مسلسل "يوفوريا"، وأليكسا ديمي، وعارضة الأزياء غابرييت، والمغنية تشارلي إكس سي إكس، وأنجلينا جولي من التسعينيات إلى أوائل الألفية الثانية.
في الواقع، لا تعتبر جولي ملكة الطاقة الأنثوية المظلمة أو رائدةً معاصرةً في مجال الطاقة الأنثوية المظلمة فحسب. بل تعتبر أيضًا مثالًا يحتذى به لمن أتقنت لاحقًا الموازنة بين الحرية والاستقلالية. فهي ليست أمًا وإنسانة فحسب؛ بل هي أيضًا شخصٌ تعبّر عن مشاعرها بصدق، وتشعر بالارتياح تجاه استقلاليتها وجنسانيتها.
