كيف تتعاملين مع عناد طفلك؟

تفيد الدراسات أن السبب الأساسي وراء عناد الطفل هو الآباء والأمهات، وهو رد فعل الطفل عند إجباره على شيء ما وإصرارهم عليه، فيعبر الطفل تلقائيا عن نفسه بأن يقول لا ويبدي رغبته في شئ آخر مخالف تماما لما يفرض عليه من أبويه، وبذلك يصبح الوالداين هما العامل الأساسي في تأصيل العناد لديه، فالطفل يولد ولا يعرف شيئًا عن العناد، ويكتسبه ممن حوله خاصة الأم والأب لإرتباطهم به، ولعل الخوف الشديد من الوالداين على الطفل وحرصهم على تربيته تربية صحيحة لا يشوبها شيء أحد أهم العوامل التي تخلق العناد لدى الطفل، معتقدين أن الحزم في إتخاذ القرارات وعدم تلبية كل طلبات الطفل وإرغامه على فعل ما يرونه صحيحا من أساسيات التربية الصحيحة البناءة، لذلك نجد أن العناد سلوك شائع بين الأطفال، وللتغلب على إخفاء هذه الصفة المثيرة للقلق يجب مراعاة الآتي: عدم إجبار الطفل على الطاعة، وإحتضانه وحسن معاملته فمن المهم جدا أن يشعر بالدفء والحنان عند إقناعه بقبول شيء ما. المرونة في المعاملة تبعا للموقف, فمن الممكن الإستجابة لما يريده الطفل إذا كان الأمر هين ولا يلحق ضرر به. الحوار الدافئ والمقنع والغير مؤجل من أهم وأنجح الأساليب التي تبدي نتيجة مبهرة للتغلب على عناد الطفل، فقد يخلق تأجيل الحوار وإهماله شعور راسخ بعقل الطفل أنه قد فاز بأول جولة، وسيعتاد ذلك في الجولات القادمة، وسيكون من الصعب التغلب على عناده. لفت إنتباه الطفل وجذبه إلى شيء آخر، علما بأن هذه الطريقة تجدي في حال كان الطفل صغيرا، أما الطفل الكبير فيمكن مناقشة الأمر معه بأسلوب راقي دافئ يقبله. إتباع أسلوب الثواب والعقاب، وفي حال العقاب عليك أن تقرري من خلال إرتباطك بطفلك وملاحظاتك عليه أي نوع من العقاب قد يبلي بلاء حسنا معه، فمن الممكن حرمانه من شيء محبب له، أوعدم الخروج للعب مع أصدقائه... إلخ، وعدم التفكير مطلقا في اللجوء للضرب لأنه لن يجدي في أي حال من الأحوال. عدم الإستخفاف أبدا بذكاء الطفل أثناء مناقشته لإقناعه بأمر ما، وإتاحة الفرصة له لكي يقرر ويختار لأن في ذلك بناء لجانب حيوي وأساسي في شخصية طفلك هو الثقة بالنفس. إحذري نعته بالعنيد، وعدم تكرار ذلك أمامه، فمن الممكن أن لا يبالي الطفل بعد ذلك معتقدا أن الأمر صار عاديا وأمرا واقعا. إمدحي طفلك عندما يحسن التصرف وبخاصة أمام الآخرين، وقدمي له هدية يحبها ويختارها مكافأة له على حسن سلوكه. وأخيرا أود التأكيد على ضرورة توافر القدوة الحسنة والمتمثلة في علاقة الأم والأب معا بأن يكونا على وفاق وعدم العناد فيما بينهم خاصة أمام الأطفال، فهم ينتبهون لكل شيء يحدث حولهم ويقلدون دون وعي، وعناد الطفل ليس بالأمر الهين ولكن بالحكمة والصبر سنصل بأطفالنا إلى بر الأمان وسنستطيع التغلب على هذه المشكلة التي تؤرقنا جميعا.