العباءة... شخصيتنا وهويتنا

نسمع العديد من المفاهيم الخاطئة عن طريقة لباسنا، ولعل أفضل وسيلة لتحطيم الحواجز ونشر الوعي عن ثقافتنا وتقاليدنا هي التحدث عنها بكل صراحة. 
 
العباءة رداء طويل ترتديه النساء الشرق أوسطيات. جاءت من الـ"ثوب"، وهي كلمة قديمة لها المعنى نفسه باللغات العربية والعبرية والآرامية واللاتينية، حيث تعني حرفيا: اللباس الذي يغطي الجسد. 
 
ارتداء العباءة في الشرق الأوسط بدأ منذ سنين عديدة لأسباب عملية، أهمها حماية السيدات من أشعة الشمس والرمل، وحتى من الحشرات، إضافة إلى إبقاء ثيابهن (تحت العباءة) بحالة جيدة. 
 
ومن وجهة نظر دينية، العباءة تحقق الاحتشام، لأنها تغطي كل الجسم باستثناء اليدين والوجه. كما أنها تقليديًا أدت إلى نوع من التواضع من حيث الحالة الاجتماعية، فبارتداء عباءة سوداء عادية لا يستطيع الناس تمييز الغني عن الفقير أو الملكي عن العادي. 
 
العباءة ساهمت في إبقاء الجميع على مستوى واحد، لكن اليوم مع تطور الموضة وتغير العادات أعتقد أنها لم تعد كذلك، كما يعلم المطلعون عن كثب على مصممي العباءات المتنوعين. 
 
لا نعرف التاريخ المحدد لابتكار العباءة، لكننا نعلم أن تغطية الجسم والشعر بدأ منذ 4000 سنة في بلاد ما بين النهرين القديمة. 
 
خلال القرن السابع، انتشرت الديانة الإسلامية، فانتشرت معها عادة التغطية أو الحجب.
 
هناك الكثير من الأنواع والأشكال المختلفة، وكل منها يخدم هدفًا معينا. أصبح اليوم بإمكاننا التعبير عن شخصيتنا وهويتنا الذاتية من خلال العباءة. فلدينا مثلا العباءات اليومية المريحة والغنية بالألوان التي تناسب الارتداء اليومي. كما أن هناك العباءات الفاخرة المميزة، لكن المحتشمة في الوقت ذاته، والتي تتماشى مع أحدث تيارات الموضة العالمية، ويمكننا ارتداؤها في أهم المناسبات. وهناك أيضا العباءات الزفافية التي تتكامل باحترام مع فساتين الخياطة الراقية العالمية التي نرتديها تحتها. 
 
العباءة تأتي في أشكال متنوعة، فتتكيف مع مختلف المناسبات. 
 
خاص بـ "هي"
 
ريم وهند بالجافلة
[email protected]