كاميرون: نخبة الازواج من السياسيين

إن الفرضيّة الأولى التي تسيطر على عقول الناس في ما يتعلق بنظرتهم لرجال السياسة، هو أن العمل العام وهموم الحكم ستشغلهم عن حياتهم الخاصة.

وبرأيهم أن بداية استلام مقاليد السياسة سترسم النهاية لعلاقتهم الأسرية السليمة مع زوجاتهم وأولادهم.

غير أن الشعب الإنكليزي ينظر بعين الرضا والإعجاب إلى رئيس حكومتهم ديفيد كاميرون، الذي كان شواذ تلك القاعدة، إذ انه لم ينقطع عن العالم الحقيقي للحياة الزوجية والأسرية.

وهو بنظر الجميع نِعم الزوج إذ أنه يعترف وبالفم الملآن انه يواصل مساعدة زوجته سامنتا في اعمال المنزل رغم انشغاله بأمور الحكم وادارة شؤون الدولة ومواجهة المؤامرات داخل حزبه والائتلاف والمعارضة. وقال "انني أعدّ الاولاد للذهاب الى المدرسة كل يوم، كما انني احياناً اساعد سامنتا في جلي الصحون بعد العشاء".

واشار في حديث الى هيئة الاذاعة البريطانية (بي بي سي) الى انه يحرص على الجلوس وزوجته ويشاهد افلاما رومانسية في ساعة متأخرة من الليل، مما يعطيه نوعاً من العيش الطبيعي ويساعده في الابتعاد عن المشاكل التي عليه حلّها خلال النهار.

وشدد على انه يحب الخروج مع سامنتا التي لا يزال يحبها ولا يمكن للحكم ان ينسيه واجباته نحوها، كما انه يحب ان يقود السيارة وهي بجانبه كما في الايام الخوالي.

وإننا، وإذ نثني على ذكاء كاميرون في التوفيق بين عمله في إدارة حكومة دولة عظمى كبريطانيا ودوره كزوج من نخبة الازواج والآباء، نتمنى ان لا ينشغل سائر الآباء في جمع الثروات من خلال أعمالهم عن الرابط الإنساني الذي يجمعهم بشريكات عمرهم وبفلذات أكبادهم. فلا مال ولا جاه ولا منصب سيؤنس وحدة الشيخوخة إذا خلت من قلوب تحمل عاطفة صادقة وتنبض حباً واحتراماً من حولهم.