في حوار خاص لـ هي : المصممة فاطمة بن فهد: تصميم الأزياء وسيلة لنشر الثقافات في العالم

إعداد: أريج عراق منذ أطلقت العلامة التجارية الخاصة بها "المياسة" في 2005، تحولت مصممة الأزياء الإماراتية فاطمة بن فهد إلى اسم مميز في عالم الأزياء، حافظت منذ البداية على بصمتها الخاصة، التي ضمنت لها الاستمرار، ومهدت لها الطريق نحو العالمية، فقد حرصت على تقديم نموذج لأزياء المرأة الذكية القوية، واستفادت من دراستها للتصميم الداخلي، في عمل مزج خاص جدًّا بين الألوان، وبين الكلاسيكي والحديث، لتخرج لنا بمجموعات متنوعة، يربط بينها الأناقة والراحة في إطار شديد الأنوثة. وهذا الخريف خرجت علينا بمجموعة شديدة التميز أطلقت عليها اسم "الويانت" وهي كلمة تعني "صاحبة الجمال الأسطوري" في لغة السكان الأمريكيين الأصليين "الهنود الحمر"، وهو ما كان مصدر إلهامها في هذه المجموعة. عن هذه المجموعة وغيرها، كان لنا معها هذا الحوار: - في البداية، قررت استلهام ثقافة وبيئة السكان الأصليين لأمريكا "الهنود الحمر" ،أليس هذا بعيدًا بدرجة كبيرة عن ثقافتنا العربية، التي تحرصين على تواجدها بشكل أو آخر في تصميماتك؟ تصميم الأزياء بحد ذاته هو نوع من أنواع نشرالثقافات للعالم.. وقد تطرقت لهذه الثقافة والطابع الأصيل لسكان أمريكا الأصليين الذين ارتبطوا بشكل كبير بالطبيعة، حيث لفتت نظري بساطتهم الملحوظة وتمسكهم بالعرف المتعاهد عليه في ملابسهم وتقاليدهم. - ما وجه الشبه، أوالمشترك بين الحضارتين، والذي استطعتِ تقديمه في مجموعة "الويانت"؟ بشكل عام تتسم الحضارتان بالملامح الصحراوية وبساطة المعيشة . الملفت للنظر أنهم ما زالوا مثل أول مرة تعرفت على هذه الحضارة، وعلى نفس الطراز الذي يتميزون به، الجدائل للنساء والرجال واستخدامهم الريش كإكسسوار. والجميل أنهم برغم قساوة البيئة، إلا أن حياتهم اليومية تتسم بالحيوية والجمال من خلال تعدد الألوان والخامات والإكسسوارات. حاولت في مجموعة ويانت هذه أن أقدم الصورة الجميلة، و أن أترجم الجمال الأسطوري لهذه الحضارة، من خلال بساطة التصاميم وسلاستها، ومن خلال الخامات والألوان المستخدمة التي تعكس صفات الحكمة والجمال والحب والشفافية على المجموعة. - من هو الجمهور المستهدف بهذه المجموعة؟ بمعنى آخر هل تجد هذه المجموعة المميزة سوقًا لها عند المرأة العربية، أم أنها موجهة للجمهور الغربي؟ المرأة العربية تحب التميز والتفرد بالتصاميم والأفكار، وبما إنني عربية دائمًا أستهدف المرأة العربية في المرتبة الأولى، ومن ثمّ أحلق بها إلى المحيط الغربي. ومجموعة الويانت لاقت سوقًَا فاق ما كنت أتوقعه ليحلق إلى أستراليا وفرنسا والبرازيل. - أسستِ العلامة التجارية "الميّاسة" عام 2005، فما هو حجم التوسع لها حتى الآن؟ هل تجاوزت حدود دولة الإمارات؟ أم إن الانتشار المحلي يشغلك بشكل أكبر من الانتشار العالمي أو الإقليمي؟ الحمد لله بفضله ومن ثمّ بفضل الدعم الذي لاقيته وألاقيه في مسيرتي تم التوسع خارج حدود الخليج العربي، لتصل المياسة لأوروبا وأستراليا. والأخيرة إحدى الدول التي لم تخطر على البال. كما لاقت استحسانًا من الإعلام في البرازيل بشكل كبير. - قدمتِ مزيجًا كبيرًا من أنواع الأقمشة في هذه المجموعة "الويانت"، فهل تفضلين العمل بهذه الطريقة في كل مجموعاتك، أم إن هذه المجموعة لها خصوصية؟ من دراستي لفن الأزياء أن كل إيحاء سماته المميزة وطرازه المتفرد، و دائمًا أتبع ما يمليه عليَّ الإيحاء، وأربطه من خلال الألوان والأقمشة؛ لتصل رسالتي من خلالها للمتلقي. هذه المجموعة فرضت ملامحها على تصاميمي، وتميزت عن غيرها بالجرأة في مزج الأشكال مثل الريش والنقوش النمرية، كما استخدمت عدة أنواع من الأقمشة الشيفون والليكرا والدانتيل والتول، لتأخذ شكلاً بوهيميًا مميزًا. وسادت ألوان الأصفر والأحمر والوردي والزيتوني على المجموعة، كما قمت باستخدم ألوان الأسود والأخضر والأزرق كألوان ثانوية؛ لكي أعكس صفات الحكمة والجمال والحب على المجموعة، وهي السمات الأساسية التي تميّز روح الويانت الأسطورية. وقد استحدثت فئة الإكسسورات أيضًا والتي تمثلت في الأحزمة والسترات؛ لكي أضفي مجموعة متكاملة لتعكس التشكيلة روح الأناقة. كما هو ملاحظ الإيحاء يسيّرك وتكتشف أنه صاحب القرار، وهي لغة يفهمها الفنان والمصمم. - البيئة العربية بيئة صحراوية، وتميل بشكل عام للألوان المحايدة والغامقة، فكيف تعالجين هذا في مجموعاتك، مع ملاحظة أنك تفضلين الألوان المبهجة والمعبرة؟ نعم أنا أميل للألوان المعبرة عن المواد المستوحاة، ولكن بيئتا من أجمل البيئات الملهمة للرسامين والمصممين. وقد تطرقت في مجموعاتي السابقة إلى معالم بيئتنا العربية التي استوحيتها من الهضاب الصحراوية وتموجها الانسيابي، خاصةً عند فترة الغروب، المنظر الذي أغرمت به وترجمته في مجموعتي "Dune". وألوان المجموعة كانت الألوان الصحراوية التي تنعكس عليها أشعة الشمس البرتقالية في فترة الغروب مع لمسات زهرية واللون الزمرد المتوهج في فترة الغروب. غالبًا ما تجدين بصمة بيئتنا العربية في تصاميمي من خلال الأقمشة أو التصاميم، فهي بصمة أحب أن أثريها في تصاميمي لتكون تعريفية للعالم الغربي، وهو الجمال الذي أريد أن أحلق به للعالم الخارجي إن شاء الله. - أظهرت أسابيع الموضة الأخيرة توجهًا ملحوظًا عند كبار المصممين الغربيين نحو الشرق بنسب مختلفة، كيف ترين هذا، وما هو موقع المصممين العرب من هذا التوجه؟ نعم كان ملحوظًا حيث إن الكثير اقتبس العباءة كواحد من تصاميمه الأساسية للمناسبات مثل فالنتينو وكريستيان ديور، و هذا ما تطرقت إليه سابقًا أن جمال بيئتنا أصبح ملهمًا للعالم الغربي، وذلك نتيجة النجاح الذي أنجزه كبار المصممين العرب كـ" ايلي صعب و زهير مراد وغيرهم"، حيث لاقت تصاميمهم المميزة اهتمام الكثير من المشاهير الغربيين، فنجد أن الكثير منهم بما فيهم جينيفر لوبيز وبيونسي وغيرهم من المشاهير أصبحوا يتابعون تصاميمهم لتميزهم في المناسبات الرسمية ومراسيم السجادة الحمراء.