فان كليف آند أربلز : عندما يلتقي فن المجوهرات مع رقي الباليه
باريس: سهى حامد Souha Hamed
كثيرا ما توصف مجوهرات "فان كليف آند أربلز" Van Cleef & Arpels الراقية بالتحف الفنية، وقد كانت مصدر إلهام لباليه "جويلز" Jewels التي قدمها جورج بالانشين منذ نحو خمسين عاما. وهي اليوم نقطة انطلاق ومصدر إلهام لثلاثية باليه من إبداع الراقص ومصمم الرقص الشهير بنجامين ميلبييه الذي عين أخيرا رئيسا لباليه أوبرا في باريس.
احتفالا بتعاون الدار مع "ميلبييه" وبالعرض العالمي الأول للباليه الأولى "جيمز، ريفلكشنز" Gems, Reflections، صاغت دار "فان كليف آند أربلز" Van Cleef & Arpels ثلاثة بروشات فريدة، يأخذ كل منها شكل راقصة باليه، وكذلك عقد "سحّاب" من الماس الأبيض.
علاقة الدار بفن الباليه قديمة، وقد كانت راقصة الباليه حاضرة عبر السنوات في مجموعاتها من خلال بروشات مختلفة تعكس الحركة بلغة المجوهرات. وهي ترعى نشاطات فنية عدة حول العالم، وقد توجتها برعاية فرقة "إل إي دانس بروجيكت" التي أسسها بنجامين ميلبييه، فأثمرت عن مشروع إبداعه ثلاثية باليه، عرضت أولها في مسرح "شاتليه" في باريس. "هي" حضرت العرض العالمي الأول للباليه، والتقت ببناجيمن ميلبييه، وبنكولا بوس، رئيس دار "فان كليف آند أربلز" للتعرف عن قرب إلى هذا المشروع.
بنجامين ميلبييه تحدث عن العمل الجديد قائلا: "مثل باليه "جويلز" التي أبدعها بالانشين، اتخذنا فكرة الاستلهام من الجواهر نقطة انطلاق لنقدم باليه، تصور هويتها، وما تعبر عنه الجواهر والمشاعر التي تبثها. كل ذلك بشكل تجريدي وعصري. وإذا كانت "جويلز" باليه كلاسيكية، فإن هذه الثلاثية عصرية حديثة. وتنتهي رحلة ابتكارها بعد ثلاث سنوات.
وعندما سألناه عن التعاون مع "فان كليف آند أربلز" أشار إلى أن العلاقة أنيقة تجمع فن الرقص والموسيقى مع فن صناعة المجوهرات، وهي طبيعية نظرا لتاريخ الدار وعلاقتها بفن الباليه. وهذا التعاون مع "فان كليف آند أربلز"، كما كان العمل في فيلم "بلاك سوان" يساعد على جذب جمهور جديد للباليه.
نكولا بوس رئيس دار "فان كليف آند أربلز" وصف تعاون الدار مع فرقة "إل إي دانس بروجيكت" بأنه مثالي، فهو يدعم الفرقة ليسهل عليها عملية الإبداع من دون التدخل في شؤونها الفنية. وأشار إلى أن الثلاثية تكرم باليه "جويلز" الشهيرة، وهي تكمل قصة الدار العريقة مع الباليه.
مصدر إلهام أساسي
حدثنا نكولا بوس عن القطع الفريدة التي قدمتها الدار احتفالا بهذه المناسبة، فقال: "لدينا مصادر إلهام أساسية نستمر باستكشافها عاما بعد عام، منها الباليه والرقص، فنقدم بروشات راقصة باليه. ومن المصادر الأخرى الفراشات أو الزهور أو عقود السحاب الموجودة في مجموعاتنا الدائمة. ويتطور تصميم تلك القطع بشكل دائم ومستمر، فترين تطور تصورنا لحركة راقصة الباليه، وهي الآن تظهر ثلاثية الأبعاد. وكذلك في حركة زي الراقصة وشكله. فيبدو الزي وكأنه تقليدي في اثنين منهما، فيما يتلاعب الماس في البروش الأخير ليعطي شكلا أكثر عصرية وحركة. نستلهم من الباليه القديمة وأيضا من الباليه الحديثة، ومن ثم فإن القطع التي نصممها تتطور حتما، وبذلك نعكس الحركة والشكل الحديثين".
صيغت البروشات الثلاثة من الماس الأبيض والذهب الأبيض، تعبر كل منها عن حركة راقصة الباليه، ورغم ذلك لم تصنع بآليات تسمح بتحريك جزء منها كما استخدم في قطع أخرى قدمتها الدار في مجموعاتها السابقة. وعند سؤاله عن ذلك الأمر أجاب نكولا بوس قائلا: "أعتقد أننا إذا استخدمنا آلية تسمح بتحريك جزء أو آخر في هذه القطع، فسنضطر إلى استخدام آليات كبيرة الحجم، ومن ثم فإنها ستنتج حركة لا تناسب أناقة الراقصة. ونحن لا نريدها أن تبدو كالدمية المتحركة. التفاصيل الدقيقة مهمة في كل من هذه البروشات. أعتقد أنها أكثر أناقة وجمالا من دون الحركة الفعلية، وإنما بشكل الحركة التي نراها من خلال التصميم والصياغة المميزتين".
أما عن الفائدة التي تجنيها الدار من رعاية الباليه فيقول بوس: "لدينا رغبة أكيدة لرعاية الإبداع الفني. خصوصيتنا تنبع من أن لنا مصادر إلهام قوية، ومنها عالم الرقص والباليه، ويهمنا أن نرد ذلك برعاية فرق فنية لتبدع هي أيضا. وقد يكون ذلك الإبداع مصدر إلهام جديدا لنا. أضف إلى ذلك أن التعاون هذا يعطي رسالة مهمة عن صورة الدار وأسلوب التعاون مع شخص مثل بنجامين، فهو سفير ممتاز: راقص ممتاز ومنسق باليه مبدع، كما أنه رجل أعمال حذق وله علاقات مهمة في عالم السينما".
مجموعة المجوهرات الراقية
تكشف الدار عن أحدث مجموعاتها للمجوهرات راقية في شهر يوليو في باريس. وقد أسر لنا بوس أن مصدر الإلهام الأساسي والذي ستركز عليه الدار في هذه المجموعة سيكون الجواهر المهمة الاستثنائية. ولمرة أخرى تعيد "فان كليف آند أربلز" تجديد تقاليدها من حيثية صياغة قطع تتصدرها جواهر وأحجار استثنائية. تتركز القطعة على الحجر الاستثنائي، ويصاغ التصميم حوله. والمجموعة تتضمن أحجارا نادرة استثنائية، منها الياقوت والماس والصفير والزمرد.