الحماه... هل هي أم ثانية؟

هي: ريهام كامل
 
من أهم العلاقات التي تحتاج لدراسة وتفهم هي علاقة الحماه بزوجة الابن أو بزوج البنت لما لها من أثر كبيرعلى الأسرة حيث تشغل حيزاً كبيراً من تفكيرنا. وفي كثير من الأحيان قد تؤثر على حياتنا تأثيرا جليا خصوصاً إذا ما سمح لهن بالتدخل في شؤون الزوجين.
 
كثيرا ما نسمع العديد من "الحموات" ينطقون بجملة "أنت مثل إبنتي".. ولكن ثمة اسئلة توجّه للحماه في هذا الاطار: "هل هي حقا مثل ابنتك؟ هل تحبينها بنفس القدر الذي تحبين به ابنتك؟ هل تتمنين لها الخير والهدوء في الحياة مثل ابنتك؟ هل ترضين بما تفرضينه عليها على ابنتك؟ الأفعال وحدها قادرة على الإجابة على هذه الأسئلة...
 
تختلف علاقة الحماة بزوجة ابنها عن علاقتها بزوج ابنتها وتظهر التفرقة بوضوح في أبسط الأمور الحياتية التي نمر بها، والتفرقة تأتي لترد على الأسئلة أعلاه. فدوما ما نلمس ونلاحظ مراعاة الحماه لزوج ابنتها.. لماذا؟ حتى تضمن مراعاته لابنتها وحسن معاملتها.
 
برأيي، تعتبر هذه نظرة ضيقة لمعالجة الأمور لأن ذلك لن يغير من طباع الزوج. ولكن عندما تكون المحبة في الله لكل الأطراف هي الأصل سيشعر بها الطرف الثاني وسيقدرها دون تردد فما كان من القلب لمس القلب بدون استئذان ولن يفيد التحايل في شيء. 
 
دائما ما تظلم زوجة الابن بل وتقع عليها وحدها مسؤولية نجاح العلاقة أو فشلها، وليس من العدل أبدا ذلك، ففي الوقت الذي نرى فيه زوجة الابن مطيعة محبة لأهل الزوج تكن لهم كل الحب والتقدير نجد بالمقابل أن هناك أمراً غير مريح من جانب أم الزوج، والله وحده الأعلم به.
 
ولو أن السبب غيرة على الابن فانت أيتها الحماه تزوجت من رجل ترك أمه، وكذلك ابنتك تزوجت من رجل ترك أمه وبدأ تأسيس أسرة كل أمله أن يسودها الاستقرار والحب والأمل والهدوء، فلماذا الضغينة والحسد والغيرة، ولماذا التدخل؟
 
وعلى المقلب الآخر، نجد حموات يمتلكن قلوباً رحيمة تتقي الله في زوجات الأبناء ولكن هن قلة للأسف. وللأسف أيضا نجد زوجات للابن سيئات الطبع لا يحببن أهل الزوج ويسعين للفرقة دوما.
 
وانطلاقا من ذلك، أدعو الجميع للخوف من الله تعالى فوالله ما فعل أحد من فعل إلا ورد إليه في وقت ما ولأم الزوج اتقي الله في زوجة ابنك وحياته وقولي خيرا أو اصمتي، ولزوجة الابن اجعلي زوجك أسيرا لك بحبك لأهله وقربك منهم وحضه دوما على صلتهم واذا فعلت ذلك وقوبل بالجحود فلا تندمي، فما قدمته من خير حفظ لك عند الله، وهذا يكفي ولا تقيمي لتقدير البشر وزنا فما عند الله  سبحانه وتعالى خير وأبقى.