الأناقة الباريسية وملامح الثمانينات في مجموعة Saint Laurent ربيع وصيف 2026
التقرير
الأناقة الباريسية وملامح الثمانينات في مجموعة Saint Laurent ربيع وصيف 2026
على سفح برج إيفل المتلألئ تحوّلت باريس إلى امتداد مباشر لهوية "سان لوران". الحديقة المصممة بعناية لتشكّل شعار YSL من زهور الهيدرانجيا البيضاء منحت المشهد بعداً رمزياً وشعرياً، حيث اندمجت الطبيعة بالهوية البصرية للدار في صورة تُعيد تعريف الأناقة كجزء من جغرافيا المدينة نفسها.
"أنتوني فاكاريلو"، وفي عرضه الثلاثين منذ توليه القيادة الإبداعية، قدّم بياناً يقرأ الأرشيف بعين ناقدة ويعيد صياغته بروح معاصرة. القميص الأبيض بعقدة ضخمة وملامح أنثوية، مع الجاكيت الجلدي المحدد الكتف والتنورة الضيقة المستقيمة، أعادوا تلك اللغة التي منحت المرأة صورة ظلية صارمة وحادة، قادرة على فرض حضورها وسط صخب اللحظة.

المجموعة توسعت في حوارها البصري. بين الجلد الأنيق والنايلون الشفاف بألوان جريئة من معاطف الترينش المحكمة والفساتين الواسعة الفاخرة التي أعطت المجموعة في جزئها الأخير طابع ملكي، تكوّنت هوية واحدة تتحرك بثقة بين الصرامة والرِقة مع احتفاظها بحدة الملامح.



الأرشيف التاريخي حضر بدقة، Rive Gauche عاد كتذكير بالثورة التي دشّنها "إيف سان لوران" حين جعل الأزياء الجاهزة مساحة لتحرر المرأة في ستينات القرن الماضي، وأصبح مرجعاً يُعاد توظيفه كأداة لإعادة ضبط معادلات الحاضر.
ختام العرض رَسخ هوية العرض، باريس ارتدت "سان لوران" بالكامل، وبرج إيفل تحوّل إلى شاهد مضيء على تلاقي الدار مع المدينة. المرأة التي قدّمها "فاكاريلو" خرجت صارمة الملامح حادة الحضور، أنوثتها مصدر قوة متجددة. هكذا يبرهن "سان لوران" أن الأرشيف يتحول دائماً إلى أداة لإعادة كتابة مستقبل الأناقة.
