على منصة FENDI تتشابك الألوان كلحن فرح وتكرّس العراقة حضورها في مجموعة ربيع وصيف 2026
التقرير
على منصة FENDI تتشابك الألوان كلحن فرح وتكرّس العراقة حضورها في مجموعة ربيع وصيف 2026
من قلب ميلانو، وتحت سقف احتفالية المئوية التي ما زالت أصداؤها تتردد، قدّمت “سيلفيا فنتوريني فندي” عرضًا يُعيد تعريف الحيوية في الأناقة. لم يكن المشهد مجرد منصّة أزياء، إنما لوحة رقمية ضخمة صاغها المصمّم الصناعي “مارك نيوسن” على هيئة أرضية ملوّنة أشبه بلعبة فيديو كلاسيكية، جعلت العارضات يعبرن فضاءً بيكسليًا نابضًا بالحركة والإيقاع.
المجموعة ظهرت كمساحة تنفّس جديدة للأزياء، إذ قدّمت رؤية متفائلة تعيد للألوان دورها كعنصر جوهري في صياغة الأسلوب. الخامات جاءت خفيفة، توازن بين الحركة والعملية، فيما انحازت القصّات إلى الراحة دون أن تفقد بُعدها البنيوي. أما التفاصيل الدقيقة فعبّرت عن الحِرفة الإيطالية الراسخة، حيث يلتقي الإتقان مع حسّ معاصر يمنح القطع حضورها المميّز.


الفرو وهو الإرث الأبدي للدار، حضر بجرأة غير اعتيادية في معاطف مُقطعة بالليزر، جاكيتات مطعّمة بزهور ضخمة تستحضر فن البوب، وأخرى مركّبة من ألواح متعددة الألوان، كقطع فسيفساء تنبض بالحياة. في هذا العرض لم يظهر الفرو كرمز لفصل بعينه، وإنما كخامة تحتفي بالحيوية والبهجة بقدر ما تحمل من ثقل الفخامة.



حقائب Peekaboo الأيقونية عاشت تحوّلًا حرفيًا؛ تحت الجلد الإيطالي المرن اختبأت مفاجآت من ترتر وأهداب وتطريزات متلألئة، لتكشف أن سرّ التميّز لا يكمن في الواجهة وحدها، وإنما في الداخل حيث تتوارى الفخامة الحقيقية عن الأعين. إنها رسالة إلى المرأة بأن امتلاكها لهذه الحقيبة هو تجربة شخصية أكثر من كونه استعراضًا علنيًا.


الحيوية امتدت إلى الأزياء الرجالية أيضًا، حيث ظهرت البدلات بخطوط فضفاضة مستوحاة من الثمانينيات، وترافقت مع سراويل كارغو واسعة وزهور صغيرة تتفتح على عراوي السترات. تلاقت الصرامة الذكورية مع لمسة مرحة تكسر الحواجز التقليدية للجندر، ليصبح العرض مساحة مشتركة للجرأة والراحة معًا.

الألوان حضرت بكثافة مدروسة، من الأزرق الكهربائي إلى الأحمر القرمزي والوردي الفاقع والبني الغني، وصولًا إلى تدرجات السلمون والرمادي الباهت، جميعها اجتمعت في تصاميم وتنسيقات متناقضة و أسلوب الـColor-blocking تعيد للأزياء وظيفتها الأولى التي هي إيقاظ الحلم وإشعال البهجة.

"فندي" في ربيع وصيف 2026 قدّمت برهانًا على أن الأناقة تستطيع أن تكون مرحة وصاخبة بقدر ما هي متقنة وراسخة. امرأة “فندي” جسّدت مزيجاً واضحاً من الحيوية والجرأة والعملية، لتضع الأناقة في إطار معاصر يُعاش في اللحظة ويؤكد استمراريتها عبر الزمن.