منع بيع وتداول السيجارة والشيشة "الإلكترونية" في السعودية

إستجابت وزارة التجارة والصناعة السعودية للتحذيرات الصادرة من وزارة الصحة حول تداول السيجارة والشيشة الإلكترونية والأضرار المتحققة من تعاطيها، وأصدرت قراراً بمنعها رسمياً، الأمر الذي يؤكد على مدى التناسق والتناغم بين مختلف أجهزة الدولة في إنجاز واجباتها ومهامها بما يخدم الوطن والمواطن.
 
قرار المنع
وحددت وزارة التجارة والصناعة مطلع شهر رجب المقبل بداية المنع الرسمي لبيع وتداول السيجارة الإلكترونية والشيشة الإلكترونية أو ما يماثلها من أجهزة في الأسواق المحلية.
 
وحسم قرار المنع هذا حالة الجدل الكبيرة جراء منافع وأضرار السيجارة والشيشة الإلكترونية، خصوصاً أنه قد جاء في الوقت الذي حذرت دراسات من وجود مخاطر صحية حقيقية تحيط باستخدام السيجارة الإلكترونية المطروحة بالأسواق بغرض مساعدة المدخنين على التوقف عن التدخين.
 
ووجهت وزارة التجارة والصناعة خطابات رسمية لمجالس الغرف التجارية بالمملكة والشركات والمستوردين حول قرار المنع الذي جاء بعد صدور القرار الوزاري رقم 64229 وبناءً على خطاب وزير الصحة في هذا الخصوص. 
 
الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين
من جانبها، ثمنّت الجمعية الخيرية لمكافحة التدخين "نقاء" القرار الذي أصدره وزير التجارة والصناعة الدكتور توفيق بن فوزان الربيعة، بمنع استيراد وبيع وتداول السيجارة الالكترونية والشيشة الالكترونية أو ما يماثلها من أجهزة في المملكة، ووصفته بالقرار الموفق والمسدد.
 
وأشادت بتحذيرات وزارة الصحة من تداول السيجارة الالكترونية والأضرار المتحققة من تعاطيها، الأمر الذي أدى إلى استجابة وزارة التجارة والصناعة لهذا التحذير.
 
وحول ذلك أوضح رئيس مجلس الإدارة بجمعية "نقاء" الدكتور محمد بن جابر اليماني، إن هذا القرار سيسهم إسهاماً مباشراً في تعزيز الصحة، ودفع عجلة مكافحة التدخين في البلاد، ويعزز لنظام مكافحة التدخين الصادر بالمرسوم الملكي رقم (م/56) وتاريخ 28 / 7 / 1436هـ، كما أنه يحقق رؤية الحكومة الرشيدة في جعل المملكة خالية من التدخين.
 
التحذيرات الصحية
جاءت التحذيرات الصحية من هذه السجائر الالكترونية بعد أن رصدت إدارة الغذاء والدواء الأميركية خمس ماركات من هذه السيجارة خلال الأعوام الماضية بها عيوب صناعية خطيرة تنافي فوائدها المزعومة.
 
وقام باحثون بجامعة كاليفورنيا بتحليل عدة أنواع تجارية مختلفة للسيجارة الإلكترونية فوجدوا أن السائل الذي يحتوي على مادة النيكوتين يتسرب من السيجارة لجسم الشخص المستخدم لها، ومن الصعب فك الأداة أو تجميع أجزائها من دون أن يتسرب النيكوتين ليد المستخدم، ومعظم البيانات على المنتج سيئة ولا تتضمن المحتويات الفعلية للسيجارة أو تاريخ انتهاء الصلاحية بالإضافة إلى عدم وجود تحذيرات صحية. 
 
وأثبتت الدراسة، بحسب الباحثين، أن اللفافات التي تدعي أنها خالية من النيكوتين تبدو مطابقة تماماً للسجائر التي تحتوي على نسب عالية من النيكوتين، ما يصعب التفرقة بينهما بمجرد انتزاع اللفافة.
 
منظمة الصحة العالمية
وكانت منظمة الصحة العالمية حذرت طيلة الأعوام الماضية من مخاطر استعمال السيجارة الإلكترونية المصنعة في الصين والمروجة بواسطة شركات وقنوات متنوعة عبر شبكة الإنترنت، وأفادت بأن السائل المستخدم بداخل السيجارة قد يكون ذا مستوى عال من التسمم مضيفة بأنه من الخطأ اعتبارها وسيلة ناجحة للتوقف عن التدخين. وأشارت إلى إن السجائر الإلكترونية لم يُثبت أنها وسيلة ناجحة للتوقف عن التدخين، وأن منظمة الصحة العالمية لم تتوصل لأي إثباتات علمية تسمح باعتبارها ناجحة وسليمة من المخاطر.