أكبر مستشفى للصحة النفسية بالرياض بتكلفة 300 مليون ريال

لا تقل أهمية الصحة النفسية عن الصحة الجسدية العامة بل أن الاهتمام بالصحة النفسية لصيق الاهتمام بالصحة العامة، ولأن عالم اليوم مليء بالضغوطات النفسية والاجتماعية والانفعالات المستمرة، بدأت أعداد المرضى النفسيين والمدمنين تتزايد يوماً بعد يوم على مستوى العالم، وفي السعودية كذلك، لذا كان لا بد من تطوير الجهود المبذولة للعناية بالصحة النفسية بما يتوافق مع سياسة تطوير الخدمات الصحية عموماً.
 
ومن هذا المنطلق وقعت وزارة الصحة السعودية وشركة سابك مذكرة تفاهم مشتركة لإنشاء مستشفى "سابك" التخصصي للصحة النفسية وعلاج الإدمان، بالرياض، بتكلفة 300 مليون ريال، وذلك بمركز الشركة الرئيس بالرياض، بحضور الوزير المهندس خالد الفالح ورئيس الهيئة الملكية للجبيل وينبع رئيس مجلس إدارة "سابك" الأمير سعود بن عبدالله بن ثنيان.
 
علماً بأن وزارة الصحة تولي خدمات الصحة النفسية جل اهتمامها، من خلال حرصها على تطوير وتقديم هذه الخدمات وفق أحدث الأساليب والممارسة الصحية، حيث يوجد لدى الوزارة شبكة واسعة ومتطورة من خدمات الصحة النفسية تتمثل في 23 مستشفى للأمل والصحة النفسية، تغطي كافة مناطق ومحافظات المملكة، وتتسع لأكثر من 3000  سرير، ومن المتوقع أن تصل هذه السعة إلى 6000 سرير، عند اكتمال المشاريع الجاري تنفيذها.
 
وكانت الوزارة قد دمجت خدمات الصحة النفسية ضمن الخدمات الصحية الأخرى، حيث يتم حالياً تشغيل 85 عيادة للصحة النفسية في المستشفيات العامة والتخصصية، بالإضافة إلى أقسام الطب النفسي بالمدن الطبية التابعة للوزارة، إلى جانب فريق طبي مكون من 718 طبيباً وأكثر من 3000 ممرض يعملون بمستشفيات الصحة النفسية، فيما يصل إجمالي عدد المراجعين لمستشفيات الصحة النفسية أكثر من نصف مليون مراجع، ويتم تنويم 22 ألف حالة سنوياً.
 
وتأتي مذكرة التفاهم المشتركة بين الوزارة و"سابك" في إطار جهود الوزارة والشركة، لتعزيز مفهوم الشراكة والمسؤولية الاجتماعية مع مؤسسات المجتمع، وحثهم على التفاعل مع برامج الوزارة، ودعم أنشطتها الهادفة لخدمة كافة أفراد المجتمع، حيث يسهم ذلك في تطوير المجال الصحي، مما سينعكس إيجاباً على الخدمة الصحية المقدمة للمواطن وتطوير الخدمات الصحية عموماً.
 
يُذكر بأن شركة (سابك) قد دأبت منذ تأسيسها على الوفاء بالتزاماتها الوطنية في إطار استراتيجيتها للمسؤولية الاجتماعية، فاستثمرت ما يربو على 2.7 مليار ريال لتنمية المجتمع المحلي خلال العشر سنوات الماضية، من خلال التركيز على مجالات التعليم في مجال العلوم والتقنية، والرعاية الصحية، وحماية البيئة بما فيها المياه والزراعة المستدامة، وتنمية المجتمع من خلال البرامج الاجتماعية الهادفة، وطوّرت الشركة الكثير من البرامج الاستراتيجية لتوفير نوعية مبتكرة من المبادرات والمشاريع التي تخدم القطاع الصحي بشكل عام، والصحة النفسية وعلاج الإدمان بشكل خاص.