عندما تصاب بالاكتئاب فإن كل الأصوات تبدو متشابهة
كشفت دراسة جديدة عن أن الأفراد الذين يعانون من الاكتئاب يجدون صعوبة في تلقي وسماع الأحاديث والخطابات التي تلقى عليهم بشكل طبيعي ولكنهم يميلون إلى تذكر العبارات الحزينة التي قد تلقى على مسامعهم خلال خطاب ما.
وكشف عدد من الباحثين في جامعة تكساس في أوستن أن الأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب الحاد لا يتلقون المعلومات أو الأحاديث الملقاة على مسامعهم بشكل جيد ولكنهم يميلون إلى الالتفات إلى العبارات والأحاديث السلبية التي تلقى على مسامعهم.
وهذا يتفق مع الدراسات السابقة التي تشير إلى أن مرضى الاكتئاب غالبا ما يظهرون انفصال جزئيا عن الأحداث التي تدور من حولهم وينغلقون على أنفسهم في عالهم الخاص ولذلك فمن الطبيعي أن يظهروا استجابة أقل للأحاديث والعبارات الملقاة على مسامعهم مقارنة بالأشخاص الآخرين ممن لا يعانون من الاكتئاب.
وقد ذكر الباحثون في هذه الدراسة أن هناك نوعان من مصادر التشتيت التي تشتت انتباه المتلقي أو المستمع وتجعله لا شعوريا يفقد متابعته للحديث الملقى على مسامعه، المصدر الأول هو الضوضاء أو الأصوات العالية والتي تشتت انتباه المستمع وتجعله لا يتابع الأحاديث الملقاة على مسامعه وهذا النوع من مصادر التشتيت يعرف باسم " energetic masking"، النوع الثاني من مصادر التشتيت يأتي من الخلفية اللغوية والثقافية للأفراد بمعنى أن حاجز اللغة والثقافة قد يصعب على الأفراد الانتباه إلى حديث ما قد يلقى على مسامعهم بدرجة تزيد بكثير عن مصادر التشتيت الناتجة عن الضوضاء والأصوات العالية، هذا النوع من مصادر التشتيت يعرف باسم " informational masking".
ولذلك فإن الحفلات الترفيهية أو قاعات المحضرات تصبح بمثابة تجربة انعزالية لدى من يعانون من الاكتئاب الحاد (لاحتوائهما على مصدري التشتيت إضافة إلى الاستجابة / التفاعل الضعيف لمرضى الاكتئاب مع ما يدور حولهم من أحداث مقارنة بالأفراد الذين لا يعانون من الاكتئاب).
نتائج الدراسة كشفت عن التفاعل المحدود لمرضى الاكتئاب مع الخطابات والعبارات الملقاة على مسامعهم بكافة أنواعها ومنها الخطابات أو العبارات التي تثير عادة التعاطف أو التأثر لدى المتلقي العادي أو الخطابات الحماسية ولكنهم يستجيبون أحيانا العبارات السلبية أو الحزينة الملقاة على مسامعهم، ولقد كشفت الدراسة أيضا أنه في حالة وجود تشتيت مصدره لغوي أو معرفي فإن استجابة مرضى الاكتئاب الخطاب الملقى على مسامهم والذي يتضمن عبارات سلبية أو حزينة لا تزيد كثيرا عن استجابة الشخص الغير مصاب بالاكتئاب.