إحذروا إعلانات علاج "السكري" بـ"الخلايا الجذعية"

مع انتشار مرض السكري بالعالم اجمع وبالسعودية تحديداً، وازدياد نسب الإصابة به من الأطفال وحتى الكبار، كثفت الكثير من دول العالم جهود علمائها لإيجاد حل لهذا المرض المزمن والتخلص من آثاره وتبعاته الصحية التي لا تنتهي.
 
ويبحث مرضى السكري عن هذه العلاجات بشغف وأمل، وبات الكثيرون منهم يتساءلون عن جدوى علاج مرض السكري بالخلايا الجذعية، خاصة بعد أن انتشرت في الكثير من الصحف أخبار حول علاج السكري نهائيا باستخدام الخلايا الجذعية من خلال مراكز متخصصة منتشرة في الكثير من دول العالم. 
 
ولكن بروفيسور سعودي حذر من الانجراف وراء هذا العلاج..
فقد حذّر البروفيسور عبدالمعين عيد الأغا، استشاري طب الأطفال والغدد الصماء والسكري بكلية الطب بجامعة الملك عبدالعزيز، من انجراف البعض خلف بعض المراكز الطبية، التي تدعي علاج مرض السكري بالخلايا الجذعية، مؤكدًا أن العلاج مازال تحت التجربة، وهو ما تؤكده منظمة السكري العالمية.
 
وبين الأغا أن الخلايا الجذعية هي خلايا لها القدرة على الانقسام والتكاثر إذ يعتقد خبراء البحث الطبي أن الخلايا الجذعية قادرة على علاج كثير من الأمراض المزمنة بما في ذلك مرض السكري، مشيرا إلى أنها توجد في أشكال عديدة ومختلفة، حيث يعتقد العلماء أن كل عضو في جسم الإنسان يمتلك نوعا خاصا به من الخلايا الجذعية.
 
وبين أنه بالنسبة لمريض السكري يتم حقن الخلايا الجذعية بواسطة الشريان المغذي للبنكرياس، مشيراً إلى أنه على الرغم من وجود أكثر من مئة مركز بحث متخصص في الخلايا الجذعية منتشرة ما بين الولايات المتحدة الأمريكية، وأوروبا الغربية والشرقية، الهند، الصين، وكذلك الشرق الأوسط وزعمها قدرتها العلاجية لمرضى السكري، ونشرهم بعض صور المرضى واستنزافها أهالي المرضى المصابين بمبالغ تقدر بحدود 35 – 45 ألف دولار، إلا أن منظمة السكر العالمية لا زالت تعتبر ذلك تجارب طبية على البشر.
 
وأكد أنه على الرغم من إقناع هذه المراكز المصابين بقدرتها على النجاح، إلا أن هذا غير صحيح وإنما هي فقط مازالت تحت البحث والتجربة، وأشار إلى أنه ينبغي على هذه المراكز أن تدفع مبالغ مالية للمرضى المصابين بسبب قبولهم التجارب على أنفسهم.
 
وأفاد بأن هناك نوعين من الخلايا الجذعية، الأول هو الخلايا الجذعية الجينية، التي تتكون في المراحل الأولى من تكوين الخلايا وتتميز بقدرتها على بناء كل الأنسجة في أجسامنا، أما الثاني فهي الخلايا البالغة، التي تمتلك القدرة على تعويض الجسم بما فقده من خلايا متخصصة، ملمحا إلى أنه من الممكن تنمية النوع الأول في معامل الأبحاث، وذلك بأخذ الخلايا الجذعية المتكونة خلال الأيام الأولى من التخصيب الجيني.
 
وبين الأغا أن البروفيسور جيمس طومسون، قام منذ ستين سنة بتنمية الخطوط الأولية من الخلايا الجذعية لأول مرة، ومنذ ذلك الوقت إلى الآن مازالت هناك بعض التحديات والصعوبات، التي تواجه العلماء في نجاح زراعة هذه الخلايا داخل الجسم البشري، وهي قدرة هذه الخلايا كذلك على تكوين خلايا سرطانية وأيضًا رفض الجهاز المناعي لها، ومع ذلك من المحتمل أن يتغلب العلماء على هذه المعضلات مستقبلاً.
 
وأكد هذا التحذير الدكتور هانى نعيم، استشارى أمراض السكر والغدد الصماء، الذي أشار إلى أن بعض الخلايا الجذعية مسئولة عن إنتاج الإنسولين، وهى خلايا قادرة على إنتاج الإنسولين فعليا، ولكن قدرتها على الإحساس بمستوى السكر للتفاعل معه وإفراز الإنسولين ضعيفة لدرجة تعادل حوالى 20% من الخلية الطبيعية، بالإضافة إلى أنها مكلفة جدا وعمرها قصير للغاية.