الإهتمام بصحة الأم .. أغلى إحتفال بها

بعد ساعات قليلة سنحتفل جميعا بيوم الأم، وسيحرص الجميع على تقديم الهدايا والزهور لأجمل قلب بالعالم كله، قلب الأم أوفى من يحب، وأحن من يعطف، وأوسع من الدنيا وما فيها حين تضيق عليك دنياك.
 
ولكن هل فكرنا ماذا تحتاج الأم حقا، ولماذا تقتصر الهدايا على الأبناء والمقربين فقط؟ فأين المجتمع من ذلك؟ ألم تكن الأم المصدرة الأولى له بشباب نافعين يسيرون مضيا لتحقيق التقدم والرقي، ألم تسهر وتجتهد في تربية أطفالها لتهديهم للوطن والمجتمع، أما من يقظة رحمة، ولمسة وفاء للأمهات؟ 
 
برأيس أن أهم هدية يجب أن تحرص عليها الأوطان والمجتمعات هي صحة الأمهات، وتوفير كافة سبل الرعاية الصحية لها، فمازال هناك إخفاق في الإهتمام بصحة الأمهات، بحيث نجد أمهات عديدات يفقدن حياتهن بسبب فقر الرعاية الصحية والمغالاة في تكاليف العلاج في بعض البلدان.
 
فبحسب تقرير منظمة الصحة العالمية فقد بلغت وفيات الأمهات في عام 2013 نحو 289000 حالة وفاة نتيجة إهمال الرعاية الصحية لهن أثناء الحمل والولادة.. علما بأنها قد تراجعت بنسبة 45%، وعلى الرغم من ذلك لا زال الأمر يحتاج لمزيد من الإهتمام والرعاية، بجانب وفيات بسبب أمراض أخرى لم تلق الرعاية الصحية الكافية، وبسبب فقر الإمكانيات أيضا.
 
بالإضافة إلى مجموعة من الأمراض، والتي تنوعت بين السكري، وأمراض القلب والأوعية الدموية التي أودت بحياة العديد من الأمهات في الأربعينات والخمسينات من عمرهن، وإرتفاع ضغط الدم، فضلا عن الأمراض التي يتسبب فيها الإفتقار للنظافة وعدم الإهتمام بالتعقيم في بعض المستشفيات في الدول النامية على سبيل المثال، فكم من حالات مأساوية لأمهات فقدن حياتهن أثناء عملية غسيل كلوي، أو نقل دم أو ما شابه.
 
فحياة الأم غالية جدا، ويجب أن يحرص الجميع على الإهتمام بها، وتوفير الإمكانيات اللازمة لها، فكم من أمهات شابات لديهن من الأطفال ما يقدر بعدد أصابع اليد الواحدة، أو أكثر قد توفيين تاركات أطفالهن صغاراً، لا يوجد من يرعاهم ولا يحتويهم. 
 
إن الإهتمام بصحة الأم سينعكس إيجابا على الطفل والزوج والأسرة بوجه خاص، والمجتمعات والأوطان بشكل عام.
 
ولا يجب أن تقتصر الجهود على محاولة توفير الرعاية الصحية الكافية فقط، بل وجب إطلاق حملات توعية عديدة لتثقف الأمهات بالعادات الضارة التي تصر بصحتهن، وإعطاء الفرصة لهن للنظر على الحياة من نافذة أخرى هي نافذة الأمل والتلهف لحياة صحية أكثر أمنا لهن.
 
نشكر جهود المعنيين في الهيئات الصحية ولكن لازال هناك المزيد والمزيد الذي يجب الإلتفات له لتحسين الرعاية الصحية للأمهات وعلى كافة المستويات، فبقدر الجهود تزداد الثمار..
 
وأخيرا، ولكل الأمهات كل عام وأنتن بصحة جيدة وخير حال.