أمراض السمنة والجهاز الهضمي تجتاح سكان الإمارات

هي: جمانة الصباغ
 
باتَ مرض السمنة مشكلةً صحية خطيرة في الإمارات ودول الشرق الأوسط حسب الإحصائيات الأخيرة التي أظهرتإزدياداً  مفرطاً في الأوزان بمعدليزيد عن 60% للإناث و66% للذكور بما يشمل الأطفال والبالغين. وحسب الدراسة التي نُشرت حديثاً من قبل مجلة"بي إم سي بابليك هيلث"، يُصنَف شعب الإمارات كخامس أسرع مجتمع تجتاحه السمنة بين دول العالم بعد الولايات المتحدة والكويت وقطر.
 
ويشير التقرير إلى استهلاك البالغين في الإمارات وقطر ما يعادل أكثر من 3000 سعرة حرارية يومياً، على نحو 20 بالمائة فوق المعدل الطبيعي، علماً أن الإستهلاك الموصى به يومياً من السعرات الحرارية للرجال البالغين هو 2500 سعرة حرارية و2000 سعرة حرارية للنساء يومياً.
 
ولعل أهم الأسباب الرئيسية التي تساهم في ازدياد معدلات السمنة هو نمط العيش غير الصحي والطقس الحار والإفراط في تناول الطعام والإفتقار للأنشطة البدنية. ومن المتوقع أن يصل عدد أصحاب الأوزان الزائدةفي الإمارات إلى 2.3 مليون شخص و700 بدين بنهاية عام 2015.
 
من أهم العوامل التي تؤدي إلى السمنة:
1- درجات الحرارة العالية: يؤدي ارتفاع درجة الحرارة بشكل كبير في الإمارات إلى الحد من الأنشطة الخارجية، حيث يقضي الفرد معظم أوقاته أمام التلفاز، أو قراءة الكتب أو تصفح الإنترنت أو غيرها لأجل التسلية بسبب الطقس الحار. وهذا المكوث الطويل هو أحد الأسباب الرئيسية للسمنة.
 
2- الوجبات السريعة:تعمل تعددية وتوافر مطاعم المأكولات السريعة على نطاق واسع وانتشارها بشكل لا متناهٍ في كل أرجاء الإمارات على التقليص منفرص اختيار الأفراد للأطعمة الأفضل. 
 
3- نوعية الملابس: يرتدي الناس في معظم البلدان العربية العباية والقفطان والملابس الفضفاضة مما يجعلهم غير مدركين لازدياد الدهون في أجسامهم، فكبر البطن يظهر أكثر في الملابس الضيقة. 
 
4- الرمزية: يقع معظم الناس في فخ الإعتقاد الخاطئ بأن البطون الكبيرة ترمز إلى النجاح والغنى. لكنها في الحقيقة لا تشير إلا للكسل وفقدان اهتمام المرء بصحته.
 
5- الضغط النفسي وقلة النوم:مرت الإمارات على مر السنين بتطور ديناميكي متواصل وسريع الخطى مما خلق بيئة ملحة أدت إلى الإحساس بالضغط النفسي والإفتقار إلى النوم بين سكانها.
 
أمراض الجهاز الهضمي
ترتبط ظروف السمنة بمجموعة من المشاكل الطبية بما فيها تلك المتعلقة بصحة الجهاز الهضمي. فأمراض الجهاز الهضمي هي التي تنطوي على أعضاء الجهاز الهضمي - المريء، المعدة، الأمعاء الدقيقة، الأمعاء الغليظة والمستقيم، والأعضاء المتعلقة بالهضم والكبد والمرارة والبنكرياس. وفي معظم الأحيان، تنتج المشاكل الهضمية من قلة الألياف والإفتقار لممارسة التمارين الرياضية وتناول كميات كبيرة من الطعام ومنتجات الألبان. 
 
وعلى هامش هذا الموضوع، أشار الدكتور أتول شولا، إختصاصي أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى برجيل إلى خطورة السمنة وارتباطها القوي بأمراض الجهاز الهضمي والحاجة الملحة للإهتمام بهذه الظاهرة المتنامية فوراً بقوله: " تمثَل السمنة إحدى المشاكل التي قد تؤثر على تطور الإمارات ومجتمعها وينبغي علينا معالجتها فوراً على نحو فعال. فالإرتجاع الحمضي واضطراب القولون العصبي والتهاب القولون التقرحي هي أمراضٌناتجة عن السمنة، وهي في ازدياد، ليس في الإمارات فحسب، بل في جميع أنحاء المنطقة. ويعاني اليوم10 إلى 20 بالمائة من السكان من هذه الأمراض، وأحد الأسباب الرئيسية هو السمنة. فهي مسألةٌ تتطلب عنايةً طبية باختصاصات متعددة تشمل فريقاً متكاملاً من المتخصصين بما في ذلك الأطباء واختصاصيي التغذية والمدربين للعمل معاً على بلوغ هذا الهدف المنشود".