هل عملية زراعة الشعر تسبب الضعف الجنسي عند الرجال؟

ربما سمعتي سابقًا عزيزتي أن عملية زراعة الشعر تسبب الضعف الجنسي عند الرجال، لكن هل الحقيقة فعلًا كذلك؟ دعينا نناقش الأمر هنا بشكل منطقي! في البداية، نتفق جميعًا أنه من الرائع أن تجدي حلًا لمشكلة الصلع عند زوجك، ونعلم أن عملية زراعة الشعر هي الحل الوحيد والمثالي القادر على إعادة الشعر وتحسين المظهر النهائي للرجل، وذلك عن طريق اقتطاف بصيلات من المنطقة المانحة والتي تكون في الغالب إما في الجانبين أو في مؤخرة الرأس، ومن بعدها القيام بزراعة البصيلات في المنطقة المصابة بالصلع، لتنتهي العملية وتبدأ صفحة جديدة في حياتكما الزوجية والعملية أيضًا. لكن ماذا بشأن الأقاويل التي تدعي أن عملية زراعة الشعر تسبب الضعف الجنسي عند الرجال؟

في الواقع لا بدّ من الإجابة عن هذا السؤال بشكل واضح وصريح من قبل أطباء مختصين وملمّين بهذا الأمر، ولهذا السبب قمنا بسؤال الدكتور كاظم سيباهي العامل  في مشفى فيرا كلينيك لزراعة الشعر في تركيا عن حيثيات الموضوع ومدى صحته، وأخبرنا أنه لا صحة لما أُشيع عن تأثير زراعة الشعر على الضعف الجنسي حاليًا، كما قال لنا أن لهذه الشائعة أصل قديم، وذلك لأنه في الماضي كان يوصف للراغب بزراعة الشعر بعض الأدوية التي تساعد على نمو البصيلات والتي تملك تأثيرًا جانبيًا على الرغبة الجنسية بطريقة ما، مما أدى لانتشار خرافة تأثير عملية زراعة الشعر على الضعف الجنسي، إلا أنه في الوقت الحالي لم يبق لهذه الأدوية حاجة، وذلك بسبب التطور الهائل للعلم في مجال زراعة الشعر وتعدد التقنيات لتشمل:

  • تقنية الشريحة: والتي ظهرت منذ عام 2000 وتعدّ هي أول تقنية ظهرت في مجال زراعة الشعر، تقوم هذه التقنية على نقل شريحة رفيعة من فروة الرأس من المنطقة المانحة إلى المنطقة المصابة بالصلع، وعلى الرغم من قدرة هذه التقنية على التخلص من الصلع وإعادة نمو البصيلات إلا إنها كانت تحمل بين طياتها العديد من السلبيات وخاصة ترك ندبات واضحة على فروة رأس المريض، هذا إلى جانب الأدوية التي كان يتناولها المريض بعد العملية والتي من شأنها تسبب الضعف الجنسي بالفعل.
  • تقنية الاقتطاف: وهي التقنية الأشهر في مجال زراعة الشعر حيث تقوم على اقتطاف بعض البصيلات من المنطقة المانحة وزراعتها في المنطقة المصابة بكل دقة وسرعة. اشتهرت هذه التقنية بشكل واسع لعدم ترك أي آثار سلبية على فروة الرأس وعدم حاجة المريض لاستخدام أي دواء بعد إتمام الإجراء، مما يعني لا وجود للتأثيرات الجانبية إطلاقًا.

إذاً، لماذا يحذر الطبيب من القيام بممارسة العلاقة الجنسية بعد عملية زراعة الشعر؟

ينصح الأطباء دائمًا من قاموا بعملية زراعة الشعر بممارسة العلاقة الجنسية بشكل طبيعي، بعد مرور 3 أيام من إتمام الزراعة، وعدم الإفراط فيها لمدة لا تقل عن  أسبوعين، وذلك لعدم الإضرار بنتائج العملية والتأثير على البصيلات المزروعة ونموها بالشكل السليم. إلا أن هذا لا يعني أن عملية زراعة الشعر بحد ذاتها تسبب الضعف الجنسي عند الرجال، كل ما في الأمر أن العلاقة الجنسية تحتاج لجهد وطاقة، ومريض زراعة الشعر يحتاج لراحة وعدم بذل أي مجهود متعب لمدة أسبوعين على الأقل.

إضافة لذلك فإن ممارسة العلاقة الجنسية تساعد على تحويل هرمون التستوستيرون الذكوري ليصبح ديهيدروتستوستيرون، والذي بدوره يقوم بزيادة معدل تساقط الشعر في الأيام العادية، ومحاربة البصيلات بشكل مباشر بعد الزراعة، مما ينتج عن ذلك ضمور البصيلات وانكماشها، الأمر الذي يؤدي في النهاية إلى تساقط الشعر بشكل مبالغ فيه، لهذا السبب يوصي الطبيب بتجنب العلاقة الجنسية خلال الفترة الأولى بعد العملية وذلك لضمان نجاح نتائج العملية.

وفي النهاية، نكرر السؤال هل زراعة الشعر تسبب الضعف الجنسي فعلًا؟ الإجابة كما رأينا، أنه لا صحة لهذه المعلومة ولا أصل لما يقال عن ذلك، وكل ما في الأمر أن الأطباء يحذرون المريض من القيام بعلاقة جنسية بالأيام الأولى بعد العملية وذلك لأنها عبارة عن بذل مجهود قد يضر بالبصيلات المزروعة، إلا أن هذا التحذير هو لمدة أقصاها أسبوعين، ومن ثم يكون بمقدور الفرد العودة لممارسة حياته بشكل طبيعي.