‏‏العلاج الوظيفي يوفر لاصحاب الامراض المزمنة حياة اكثر صحة

اكد طبيب واخصائي بارز في العلاج الوظيفي، أن النهج الحالي للطب الغربي المتبع في علاج الامراض المزمنة عبر معالجة اعراض الأمراض بالاعتماد على ‏‏الأدوية والعقاقير،‏‏ قد فشل في الحد من انتشار هذه الأمراض. ‏
 
‏‏ودعا ‏‏الدكتور ‏‏مارك هايمان‏‏،‏‏ ‏‏مدير ‏‏مركز‏‏ العلاج الوظيفي في ‏‏مستشفى‏‏ ‏‏كليفلاند كلينك، لإعادة النظر في الوسائل التي يتم من خلالها تقديم خدمات الرعاية الصحية للمرضى مشدداً على أهمية تحسينها.‏
 
‏‏وقال الدكتور هايمان، ‏‏أخصائي‏‏ "طب الأسرة" ومؤلف مجموعة من الكتب الأكثر مبيعاً على مستوى العالم، والذي يعتبر من الدعاة الرئيسيين للتمتع بسلوك ونمط حياة صحي: "ان 5/4 الانفاق على خدمات الرعاية الصحية تذهب لعلاج وإدارة الأمراض المزمنة، مما يشكل عبئاً مالياً ثقيلاً على أنظمة الرعاية الصحية في الدول"، مشيراً لامكانية تحسين الكثير من هذه الحالات من خلال إجراء تغييرات في النظام الغذائي ونمط الحياة المتبع.‏

التركيز على الوقاية اكثر من العلاج

وأوضح الدكتور هايمان أن التركيز على العلاج بدلاً من الوقاية، يضع قيوداً كبيرة على خدمات الرعاية الصحية المقدمة في العديد من البلدان، خاصة تلك التي تمتلك معدلات كبيرة من فئة كبار السن أو الشيخوخة السكانية، مشيراً إلى أن "الحمية الغذائية والنظام الغذائي للشخص يعتبران ركيزتين أساسيتين لمفهوم العلاج الوظيفي، إضافة لعوامل أخرى مثل النوم والتمرين ‏‏وإدارة الإجهاد‏‏".‏

‏‏وفي حديثه عن المخاطر الناجمة عن العادات الغذائية السيئة، قال الدكتور هايمان‏‏: "‏‏ارتفع عدد الأفراد الذين يتناولون الأطعمة المعالجة والسكريات والنشويات البيضاء أكثر من أي وقت مضى، وهذا النوع من النظام الغذائي من شأنه أن يؤدي لارتفاع خطر الإصابة بالأمراض المزمنة".‏
‏‏ ‏
‏‏مضيفا "أن العديد من الحالات المرضية تنتج أو تتفاقم حدتها نتيجة سوء النظام الغذائي، إلا أن العديد من تلك الحالات قد شهدت تحسناً ملحوظاً بعد اجراء تغييرات على طبيعة النظام الغذائي الخاص بهم من خلال التركيز على الاطعمة المضادة للالتهابات والخضروات الغنية بالألياف والتي لا ترفع مستوى السكر في الدم بشكل كبير".‏

‏‏العلاج الوظيفي يضمن حياة صحية لاصحاب الامراض المزمنة

كان مصطلح "الطب أو العلاج الوظيفي" مصطلحا غير مألوف حتى وقت قريب، لكن بات هذا المفهوم يكتسب زخماً سريعاً، ويعود الفضل في ذلك جزئياً لكتب الدكتور هايمان الشهيرة حول هذا الموضوع. ويعمل مركز كليفلاند كلينك للعلاج الوظيفي أيضاً على زيادة الوعي العام بأهمية العناية بالصحة والعلاج الوظيفي من خلال استضافة مبادرات مجتمعية متعددة.‏
‏‎ ‎
‏ويشدد الدكتور هايمان على اهمية أن يكون هناك المزيد من التركيز على مجال العلاج الوظيفي والذي يمكن أن يؤثر بشكل إيجابي على حياة المرضى. اضافة لضرورة تدريب المزيد من الأطباء في هذا المجال وتمكين عدد أكبر من الناس من الاستفادة من الإيجابيات التي يقدمها، وعندها سيصبح مفهوم العلاج الوظيفي أكثر شهرة ومفهوماً على نطاق واسع.