انتباذ البطانة الهاجرة وعلاقتها بالام الحوض عند النساء

يعد مرض بطانة الرحم المهاجرة أو ما يعرف أيضا انتباذ بطانة الرحم، من الامراض المزمنة التي لا يمكن تحديد اسبابها، وهو من الامراض التي تصيب الجهاز التناسلي الأنثوي. 

وما يحصل في بطانة الرحم المهاجرة، أن بعض خلايا بطانة الرحم وانسجتها تنمو في اماكن واعضاء اخرى ليس من الطبيعي ان تنمو فيها كقناتي فالوب والمبيضين، كما قد تنمو في المثانة أو المستقيم أو الأمعاء، و من هنا جاء تسميتها ببطانة الرحم المهاجرة. 

وفي الحالات العادية اثناء الدورة الشهرية، تنسلخ بطانة الرحم وتخرج من المهبل مع دم الطمث، لكن في حالة الاصابة بمرض بطانة الرحم المهاجرة فإن خلايا وانسجة الرحم المهاجرة خارج الرحم لا تستطيع الخروج من المهبل فتنزف في مكانها وتتسبب بحدوث تقرحات و ندوب على هذه الأعضاء اضافة لتشكل الخراجات. 

كما ان الدم الناتج عنها قد يتجمع ويؤدي لتكون الاكياس، وتكرار ذلك مع كل مرة تحدث فيها الدورة الشهرية قد يؤدي لتضخم هذه الاجزاء وزيادة في سماكتها وسمك نسيجها .

انتباذ البطانة الهاجرة وعلاقتها بالام الحوض عند النساء

وبحسب الدكتور غسان لطفي، اخصائي نسائي وتوليد في مستشفى الزهراء بدبي، يعتبر مرض البطانة الهاجرة من الامراض الشائعة لدى النساء في سن الخصوبة - ما يقارب 10٪ من النساء ما بين اعمار 16-51 سنة- كما يعتبر هذا المرض سببا أساسيا لحوالي 80٪ من حالات الام الحوض المزمنة و 40٪ من حالات العقم النسائي. 

ويشير د. لطفي انه بالرغم من ذلك، يظل هذا المرض عصيا على التشخيص في مراحله المختلفة وذلك بسبب النقص في التوعية حول اعراض انتباذ البطانة لدى النساء، خصوصا في سن الخصوبة المبكر، اضافة لتجاهل المرض أو حتى المعرفة الناقصة لدى الكثير من الأطباء حول أعراض وطريقة علاج هذا المرض. 

واذا اضفنا الى ذلك حقيقة عدم وجود علاج شافي لمرض البطانة الهاجرة، يضيف د. لطفي، يصبح واقع حال النساء اللواتي يصيبهن هذا المرض شبه مأساوي. لذلك يبدو موضوع التوعية حول المرض واعراضه أمرا أساسيا من اجل اعطاء الفتاة أو المرأة التي يصيبها هذا المرض، فرص العلاج المتاحة. 

وبحسب د. لطفي، فان هذا يشمل وبشكل أساسي، ارشادهن الى المؤسسات الطبية والاخصائيين في مجال رعاية وعلاج مرض البطانة الهاجرة وذلك قبل استفحال أعراض ومضاعفات هذا المرض المزمن والمتلف لحياة مريضاته الاجتماعية والمهنية والشخصية. 

والنصيحة الأهم للمرأة كما يشدد د. لطفي، هي بعدم الرضا بالالم كواقع حياتي والسعي لاخذ النصيحة والعلاج الطبي فقط لدى اخصائيين معروفين بدرايتهم وخبرتهم في مجال مرض البطانة الهاجرة وجراحة المناظير.