معلومات جديدة يحفظها الدماغ اثناء النوم !

ما زال العقل البشري يحيرنا بخفاياه وقدراته الهائلة على الرغم من الابحاث العديدة التي اجريت حوله وعليه، فهو يطالعنا كل يوم باكتشاف شيء جديد ومبهر يجعلنا نقدر اكثر ما هو عليه.

ويبدو ان الدماغ الذي لا يتوقف عن العمل حتى اثناء النوم، لديه خاصية اخرى تكمن في حفظ المعلومات الجديدة، حسبما اكتشف العلماء حديثاً.

الدماغ يحفظ المعلومات الجديدة اثناء النوم

نعم، الخبر صحيح! فقد توصل العلماء في جامعة بيير وماري كوري الفرنسية الى هذه النتيجة، معلنين ان الدماغ لديه القدرة على حفظ معلومات جديدة اثناء نوم الانسان.

وبحسب العالم توماس أندريلون، أحد العلماء التابعين للجامعة، فإن النوم من أهم العوامل المساعدة للجسم على استجماع القوى والحفاظ على صحة الدماغ والجهاز العصبي الذي يمر به خلال النهار. لكن لغزاً واحداً بقي يحير العلماء لوقت طويل، الا وهو هل يستطيع الدماغ استيعاب المعلومات وحفظها أثناء النوم؟ وفي أي مرحلة من مراحل النوم يعمل الدماغ على تخزين المعلومات أو محوها من الذاكرة؟

واشار أندريلون الى ان عملية النوم تمر بمرحلتين متناوبتين، هما النوم السريع والنوم البطيء. فعندما يسيطر النعاس على الإنسان، يدخل الجسم في مرحلة النوم البطيء، حيث يبدأ معدل نشاط جميع أعضاء الجسم بالانخفاض تدريجيا، ما يساعد الجسم على الاسترخاء واستعادة القوة. 

أما في مرحلة النوم السريع، فإن بعض الحواس تستنفر في وقت تبقى العضلات في حالة استرخاء ليتوقف الجسم عن الحركة. وفي هذه الفترة بالذات يرى الناس الاحلام الأكثر وضوحا. ويؤكد الكثير من علماء الأعصاب أن الإنسان في حالة النوم السريع يتلقى الأصوات الخارجية، الا ان الدماغ يتجاهلها ولا يقوم بتفسيرها وهو ما يساعد على رؤية الأحلام بشكل أفضل، لكن الدراسات الاخيرة دحضت هذه المفاهيم بشكل قاطع.

وخلال الدراسة، تم الطلب من المتطوعين قضاء الليل في مختبر مجهز بمعدات خاصة لقياس نشاط الدماغ أثناء النوم، وعند نومهم تم عرض بعض الأصوات الموسيقية والمقاطع الصوتية على المتطوعين، مع مراقبة نشاط أدمغتهم في مرحلتي النوم البطيء والسريع. ليتبين لاحقاً أن نشاط الادمغة وعملها على تفسير الأصوات كان مرتفعا في مرحلة النوم السريع بشكل خاص، حتى أنهم استطاعوا في اليوم التالي تذكر بعض الأصوات والموسيقى التي سمعوها أثناء النوم.

وبحسب اندريلون، فإن النتائج التي توصلوا اليها هي خطوة مهمة في مجال بحوث علم الاعصاب وهي قد تساعد مستقبلاً في فهم الية عمل الذاكرة وتخزين المعلومات في الدماغ وتأثيرها على ازالة الذكريات غير المرغوب فيها.